< مقالب وملاية لف وشعر محروق.. احتفالات نجوم الزمن الجميل بليلة رأس السنة
تحيا مصر
رئيس التحرير
عمرو الديب

مقالب وملاية لف وشعر محروق.. احتفالات نجوم الزمن الجميل بليلة رأس السنة

احتفال النجوم برأس
احتفال النجوم برأس السنة

في ليلة رأس السنة، لم تكن احتفالات نجوم الزمن الجميل مجرد سهرات عابرة، بل طقوس خاصة تحمل كثيرًا من الدفء والبهجة والحكايات الطريفة، تكشف جانبًا إنسانيًا بعيدًا عن الأضواء والكاميرات، بين سفر، وتنكر، ورقص متواصل، ومقالب خفيفة الظل، رسم نجوم الفن ملامح احتفال لا يُنسى، ما زالت صوره وقصصه حاضرة حتى اليوم.

احتفال سامية جمال بـ ليلة رأس السنة

عاشت الفنانة سامية جمال واحدة من أغرب ليالي رأس السنة التي يرصدها موقع تحيا مصر خلال وجودها في باريس، حيث كانت تحيي فقرات فنية داخل أحد الملاهي الليلية، ومع اقتراب موعد الاحتفال، أدركت اختلاف الأجواء الأوروبية عن طبيعتها الشرقية، فقررت أن تصنع احتفالها الخاص على الطريقة العربية، واتصلت بأصدقائها العرب للاتفاق على سهرة تجمعهم.

احتفال النجوم بـ رأس السنة

لكن خطط سامية لم تسر بسهولة؛ إذ فوجئت بمدير الملهى يلاحقها لإقناعها بالعودة وتقديم فقرة إضافية، بعدما ألح الجمهور على مشاهدة رقصها مجددًا، حاولت التملص وإيهامه بأنها غادرت الفندق، لكنه أصر على انتظارها، في لحظة ذكاء، ارتدت الملاية اللف فوق فستان السهرة وغادرت الفندق متخفية، متجهة مع صديقتها إلى مكان الاحتفال الذي انتهى بهن المطاف في ملهى صغير بإحدى ضواحي باريس، طوال السهرة، ظلت سامية متمسكة بالملاية اللف خوفًا من انكشاف أمرها ومطالبتها بتعويض مادي، لتنتهي الليلة بسلام، تاركة خلفها واحدة من أشهر حكايات رأس السنة في حياة راقصة مصر الأولى.

احتفال نجوى فؤاد بـ ليلة رأس السنة

أما الفنانة نجوى فؤاد، فقد اختارت أن تجعل ليلة رأس السنة اختبارًا حقيقيًا لقوة التحمل. خرجت من منزلها في شارع ماسبيرو في العاشرة مساءً، بعدما اعتذرت عن عدة حفلات في بيوت سفراء أجانب، ورفضت عروضًا أخرى للعمل في ملاهي القاهرة، رغم استعدادها برقـصتين جديدتين خصيصًا لاستقبال العام الجديد.

الرقصتان كانتا “رقصة القطن” و“رقصة البمبة”، وقدمت خلال تلك الليلة عروضًا متتالية برفقة فرقتها الموسيقية التي ضمت 17 عازفًا. بدأت جولتها من ملهى الباريزيانا بشارع الهرم، وفي طريقها أوقفتها سيارات على كوبري قصر النيل، ولم يُفسح لها الطريق إلا بعد أن حيّت الواقفين بعبارة: «كل سنة وأنتم طيبين»، داخل الباريزيانا، قدمت نجوى رقصة الشمعدان الشهيرة، وعلى رأسها 71 شمعة، ليتعرض شعرها للاحتراق، لكنها أكملت الرقص دون توقف، وقبل منتصف الليل بدقائق، غادرت مسرعة إلى ملهى شاليمار، ثم انطلقت بعدها للحاق بموعدها في فندق شيراتون.

وفي نهاية الليلة، كشفت نجوى فؤاد أنها خرجت بإيراد 400 جنيه، لكنها خرجت أيضًا بأقدام متورمة من شدة الرقص، في واحدة من أكثر ليالي رأس السنة إرهاقًا في تاريخها، الاحتفال لم يكن دائمًا مرتبطًا بالعمل فقط، فالفنانة نادية لطفي اختارت أن تحتفل برأس السنة مع الفنان سمير صبري، بعدما جمعتهما صداقة قوية أثناء تصوير فيلم «عدو المرأة» عام 1966، صورة نادرة وثّقت تلك اللحظة، وأظهرت دفء العلاقة التي استمرت بينهما لسنوات طويلة، حيث أصبحا يقضيان أوقاتًا كثيرة معًا بعد ذلك.

احتفال وداد حمدي بـ رأس السنة

تميزت الفنانة وداد حمدي بخفة ظلها وحبها للبساطة، وفي إحدى ليالي رأس السنة قررت الاحتفال بطريقة مختلفة، تنكرت في زي شعبي، وارتدت جلبابًا بلديًا وملاية لف، مع قبعة الكريسماس، كما لو أنها خرجت من أحد أفلام الأبيض والأسود. صورة التُقطت لها في تلك الليلة عكست روحها المرحة، وقدرتها على صناعة البهجة دون تصنع.

ومن الصور الجماعية اللافتة، تلك التي جمعت الفنان أنور وجدي، وعمر الحريري، وليلى فوزي، ومريم فخر الدين وزوجها آنذاك المخرج محمود ذو الفقار، إلى جانب الفنان سعيد أبو بكر. الجميع ارتدوا قبعات رأس السنة، وبدت السعادة واضحة على وجوههم، في مشهد عفوي يعكس بساطة وصدق علاقات نجوم ذلك الزمن، ولم تخلُ احتفالات رأس السنة من المقالب، وكانت الفنانة الاستعراضية نعيمة عاكف بطلتها بلا منازع. ففي إحدى السهرات، شاركت محمد فوزي في تنفيذ مقلب طريف ضد عبد السلام النابلسي، حين وضعت له “شطة” بدلًا من السكر في فنجان القهوة، وما إن بدأ يشرب، حتى انفجرت نعيمة ضاحكة، بينما وقف محمد فوزي يراقب المشهد في صمت، وفي صورة أخرى من نفس الأجواء، ظهرت نعيمة عاكف مرتدية قبعة غريبة، والنابلسي يشرب قهوته مرتديًا قبعة مضحكة، لتتحول الليلة إلى ذكرى لا تُنسى.

كما التُقطت صورة ملونة للفنان محمد فوزي مع الفنانة كوكا، وزوجته مديحة يسري، وشقيقته هدى سلطان، وهم يحتفلون برأس السنة وسط أجواء أسرية مبهجة، ارتدوا القبعات الاحتفالية، ونفخوا في المزامير، في مشهد يعكس روح العائلة والمحبة التي جمعتهم بعيدًا عن صخب الشهرة، هكذا كانت ليالي رأس السنة عند نجوم الزمن الجميل؛ مزيج من الفن والضحك، التعب والمرح، العمل والصداقة، طقوس بسيطة لكنها صادقة، تركت وراءها صورًا وحكايات ما زالت تنبض بالحياة، وتؤكد أن البهجة الحقيقية كانت دائمًا عنوان ذلك الزمن.