جمع أكثر من 250 ألف جنيه خلال 24 ساعة لإنقاذ تاجر سيراميك من التعثر
في لفتة إنسانية ملهمة تعكس عمق قيم الشهامة والتكافل الاجتماعي، سطر أهالي مدينة القصاصين بمحافظة الإسماعيلية نموذجًا مشرفًا في دعم أحد أبناء مدينتهم، بعدما هبّوا لمساندة تاجر سيراميك معروف بحُسن الخلق والسيرة الطيبة، تعرّض لأزمة مالية حادة هددت استقرار أسرته.
بداية الأزمة وخسارة مفاجئة
تعود تفاصيل الواقعة إلى تعرض التاجر، المعروف بين الأهالي بلقب «أبو حبيبة»، لخسارة تجارية كبيرة نتيجة ظروف قهرية، أبرزها انسحاب شريكه من العمل بشكل مفاجئ، ما أدى إلى تراكم ديون وصلت إلى نحو 300 ألف جنيه، وسط ضغوط متزايدة من الدائنين.
معاناة إنسانية خلف الأرقام
ومع تفاقم الأزمة، اضطر «أبو حبيبة» إلى ترك منزله، ولم يعد قادرًا على رؤية أبنائه خوفًا من التهديدات، الأمر الذي دفعه إلى توجيه مناشدة إنسانية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، طالبًا العون لتجاوز محنته.
استجابة سريعة وتضامن غير مسبوق
وبمجرد تداول القصة على منصات التواصل الاجتماعي، تفاعل أهالي القصاصين وأهل الخير بشكل لافت، حيث انطلقت حملة دعم واسعة عبر جروبات «فيسبوك» ومجموعات العمل الخيري على تطبيق «واتس آب»، في مشهد عكس روح التعاون والتكاتف بين أبناء المدينة.
250 ألف جنيه في أقل من 24 ساعة
وخلال أقل من 24 ساعة، تجاوزت قيمة التبرعات حاجز 250 ألف جنيه، ما دفع القائمين على المبادرة إلى الإعلان عن إغلاق باب التبرعات بعد تحقيق هدف الحملة بنجاح كبير.
شفافية كاملة في جمع التبرعات
وأكد منظمو المبادرة أن جميع المبالغ تم تحويلها مباشرة إلى «أبو حبيبة» دون أي وسطاء، مشيرين إلى أن أرقام التحويل كانت خاصة به شخصيًا، ويتم حاليًا انتظار ظهوره في بث مباشر أو منشور رسمي عبر صفحته الشخصية للإعلان عن سداد الديون وطمأنة جميع المشاركين في الحملة.
القصاصين.. عنوان للشهامة وجبر الخواطر
ويؤكد هذا المشهد الإنساني أن مدينة القصاصين لا تزال رمزًا للشهامة وجبر الخواطر، وأن أهلها يقفون صفًا واحدًا في أوقات الشدة، في رسالة واضحة بأن الخير ما زال حاضرًا ومتجذرًا في قلوب المصريين.