< ما بين الطموح والواقع.. تراجع مبيعات تسلا فى اكبر اسواق أوروبا
تحيا مصر
رئيس التحرير
عمرو الديب

ما بين الطموح والواقع.. تراجع مبيعات تسلا فى اكبر اسواق أوروبا

 أرشيفية
أرشيفية

كانت شركة تسلا ورئيسها التنفيذي إيلون ماسك يضعان رهانات ضخمة على مشروع "روبوتاكسي"، كخطوة جريئة نحو تحقيق حلم القيادة الذاتية الكاملة وإتاحتها للعامة. وقد اختيرت مدينة أوستن بولاية تكساس كنقطة انطلاق رمزية لهذا المشروع المستقبلي.

لكن بدلاً من أن يكون هذا المشروع إنجازًا يُحسب لتسلا، أصبح مصدرًا للمتاعب القانونية والتنظيمية، ما أثار تساؤلات حول جاهزية التقنية ومدى التزام الشركة بالشفافية.

وفي تطور لافت، قام عدد من مساهمي تسلا برفع دعوى جماعية ضد الشركة وماسك، يتهمونهم فيها بـإخفاء المخاطر الحقيقية المتعلقة بأنظمة القيادة الذاتية، وتضخيم إمكانيات مشروع روبوتاكسي بشكل غير دقيق، ما أدى إلى رفع قيمة السهم بشكل مصطنع.

وتستند الدعوى إلى توثيق مشاهد لسلوكيات خطيرة وغير منتظمة من سيارات الروبوتاكسي أثناء اختبارات التشغيل في أوستن، حيث لوحظت:

تجاوزات في السرعة القانونية

القفز فوق الأرصفة

الدخول إلى مسارات السير الخاطئة

توقفات مفاجئة في منتصف الطريق

إنزال ركاب في أماكن غير آمنة، كمنتصف الطرق المزدحمة

وهو ما يتنافى تمامًا مع وعود ماسك بشأن الأمان والسلامة.

اتهامات بالاحتيال في الأوراق المالية

المساهمون يرون أن تصريحات ماسك خلال أبريل الماضي، والتي أكد فيها أن الخدمة ستُطلق في يونيو وأنها ستكون آمنة وقابلة للتوسع بشكل واسع، كانت مضللة.

إذ جاء الواقع مخالفًا تمامًا، مع مشكلات تقنية صارخة في أداء السيارات الذاتية القيادة، مما شكّل تهديدًا على السلامة العامة، وعرّض تسلا لمزيد من التدقيق من قبل الجهات التنظيمية.

وبعد ظهور تقارير عن حوادث مرتبطة بالأسطول التجريبي، انخفض سهم تسلا بنسبة 6%، ما عزز من موقف المدّعين بأن السوق تأثّر فعلاً بهذه "المعلومات المضللة".

إطلاق محدود في سان فرانسيسكو تحت قيود صارمة

ورغم المشكلات التي ظهرت في أوستن، أعلنت تسلا خلال الأسبوع الماضي عن توسيع خدمة روبوتاكسي، لكن هذه المرة في منطقة مغلقة في خليج سان فرانسيسكو.

غير أن هذا التوسيع جاء مشروطًا بعدم تشغيل السيارات ذاتيًا بالكامل، بسبب غياب ترخيص رسمي من سلطات ولاية كاليفورنيا يسمح بتسيير سيارات ذاتية القيادة بدون سائق.

لذا، يُجبر تسلا على تشغيل سيارات روبوتاكسي بوجود سائق بشري احتياطي، مما يجعل الخدمة في هذه المرحلة أقرب إلى سيارة أجرة تقليدية منها إلى مفهوم روبوتاكسي الحقيقي.

رؤية ماسك المستقبلية

على الرغم من هذه التحديات التقنية والضغوط القانونية، لا يزال إيلون ماسك متمسكًا بتفاؤله المعتاد.

فخلال مؤتمر إعلان أرباح الشركة في يوليو 2025، قال ماسك إن تسلا تتوقع أن تغطي خدمة روبوتاكسي:"نصف سكان الولايات المتحدة بحلول نهاية العام الجاري"مضيفًا أن "التحديات التنظيمية والبيروقراطية الحالية لن توقف الرؤية طويلة الأمد"، وأن الشركة ستواصل الاستثمار والتطوير حتى تتحقق القيادة الذاتية الكاملة على نطاق واسع.

ما وراء القيادة الذاتية

تحاول تسلا من خلال مشروع روبوتاكسي أن تكون في طليعة ثورة التنقل الذكي، لكنها تواجه:

عقبات قانونية متصاعدة

تحديات تنظيمية في الولايات المختلفة

شكوك تقنية حول جاهزية النظام بالكامل

ويرى الخبراء أن أي خطأ في تطبيق هذه التكنولوجيا قد يؤدي إلى خسائر مالية كبيرة وتدهور في ثقة المستثمرين والمستخدمين على حد سواء.