< الحكومة تطرح محطات جديدة على القطاع الخاص وتستهدف 8 ملايين متر مكعب يوميًا
تحيا مصر
رئيس التحرير
عمرو الديب

الحكومة تطرح محطات جديدة على القطاع الخاص وتستهدف 8 ملايين متر مكعب يوميًا

أرشيفية
أرشيفية

في ظل التحديات المتزايدة المتعلقة بندرة المياه، خاصة بعد تفاقم أزمة سد النهضة الإثيوبي، وضعت مصر خطة وطنية شاملة تعتمد على تحلية مياه البحر كأحد البدائل الاستراتيجية لضمان الأمن المائي، وتقليل الضغط على نهر النيل، المصدر الرئيسي للمياه في البلاد.

تحرك حكومي واسع لتعزيز موارد المياه

بدأت الحكومة المصرية في اتخاذ خطوات عملية لإنشاء محطات تحلية جديدة على السواحل الشمالية والشرقية، ضمن خطة تمتد حتى عام 2050، تستهدف الوصول إلى قدرة إنتاجية تتجاوز 8 ملايين متر مكعب من المياه المحلاة يوميًا.

ووفقًا لمصدر مسؤول بوزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، فإن الحكومة تعتزم طرح تنفيذ وتشغيل عدد من المحطات الجديدة على شركات القطاع الخاص قبل نهاية العام الجاري، في إطار تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص وتوفير حلول مستدامة للمياه في المناطق الساحلية والصعيد.

مشاركة القطاع الخاص بنظام PPP

أوضح المصدر في تصريحات خاصة لـ "تحيا مصر"، أن الطرح الجديد يأتي تنفيذًا لتوجيهات الدولة بتوسيع الشراكة مع القطاع الخاص عبر نظام PPP (الشراكة بين القطاعين العام والخاص)، حيث تقدم الحكومة حوافز وتسهيلات استثمارية لجذب الشركات العاملة في مجال البنية التحتية ومعالجة المياه.

وأكد أن مشاركة القطاع الخاص ستؤدي إلى تخفيف الأعباء المالية عن الموازنة العامة، وتسريع عملية التنفيذ، مع ضمان تطبيق أحدث تكنولوجيات تحلية المياه المتاحة عالميًا.

مواقع مستهدفة وتحضيرات فنية واقتصادية

أنجزت وزارة الإسكان، ممثلة في الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي، دراسات الجدوى الفنية والاقتصادية لعدد من المواقع المستهدفة على البحر الأحمر والبحر المتوسط، تمهيدًا لطرحها على المستثمرين. وتُعد هذه الخطوة جزءًا من خطة وطنية لضمان توفير مياه صالحة للشرب في المناطق التي تعاني من ندرة الموارد التقليدية.

العلمين والجلالة وشرق بورسعيد في صدارة التنفيذ

بدأت بالفعل أعمال تنفيذ وتشغيل عدد من محطات التحلية في مدن مثل العلمين الجديدة، المنصورة الجديدة، الجلالة، وشرق بورسعيد، ضمن المرحلة الأولى من الخطة. وتُستخدم المياه المحلاة في أغراض الشرب، والأنشطة الصناعية، بالإضافة إلى مشاريع زراعية تجريبية تهدف إلى توسيع نطاق استخدام المياه غير التقليدية.

محطة تجارب لتحلية المياه في العلمين الجديدة

في مبادرة مبتكرة، أعلنت وزارتا الإسكان والزراعة عن إقامة محطة تجريبية لتحلية المياه بمدينة العلمين الجديدة، بهدف استخدامها في البحوث الزراعية والتجارب الميدانية. وتُنفذ هذه التجارب بالتعاون مع مركزي البحوث الزراعية والصحراء، لتطوير محاصيل قادرة على تحمل الملوحة والجفاف، مثل بعض أنواع الخضراوات والفواكه والمحاصيل الحقلية الاستراتيجية.

آفاق جديدة للاستثمار الزراعي

نجاح هذه التجارب من شأنه أن يفتح آفاقًا واعدة لـ مشروعات زراعية حديثة تعتمد على المياه المحلاة، وتقنيات الزراعة الموفرة للمياه، ما يعزز من فرص تحويل منطقة العلمين إلى مركز إقليمي للإنتاج الزراعي المتطور، قائم على النظم المستدامة والذكية.

تحلية المياه كخيار استراتيجي

تُراهن الدولة على التوسع في مشروعات تحلية مياه البحر بوصفها أحد الخيارات الاستراتيجية طويلة المدى لمواجهة تحديات نقص المياه، وتقليل الاعتماد على الموارد التقليدية، وتحقيق التوازن بين الاستهلاك السكاني والنمو الاقتصادي.

كما تمثل هذه المشروعات أداة مهمة لخلق فرص عمل جديدة، وتوفير المياه للأنشطة السياحية والصناعية والزراعية، بما ينعكس إيجابًا على الاقتصاد الوطني وأمن مصر المائي في المستقبل.