< رغم التحديات.. موسم زراعة الثوم يبدأ في مصر
تحيا مصر
رئيس التحرير
عمرو الديب

رغم التحديات.. موسم زراعة الثوم يبدأ في مصر

الثوم.. أرشيفية
الثوم.. أرشيفية

بدأت هذه الأيام أولى خطوات موسم زراعة محصول الثوم في مصر، وهو من المحاصيل الزراعية الأساسية التي تحتل مكانة مهمة على الخريطة الزراعية والتصديرية للدولة. فإلى جانب كونه سلعة غذائية رئيسية في السوق المحلي، يُعد الثوم أحد أهم صادرات مصر الزراعية، ويحتل المرتبة الثامنة بين أكثر المحاصيل تصديرًا خلال عام 2025.

مصر في مقدمة دول العالم في إنتاجية الثوم

بحسب الدكتور محمد علي فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ بمركز البحوث الزراعية، يُعتبر الثوم من المحاصيل ذات السقف الإنتاجي المرتفع، حيث يُظهر استجابة قوية للممارسات الزراعية السليمة التي تُطبّق في التوقيت المناسب.
وأوضح فهيم أن مصر تأتي في المرتبة الثانية عالميًا بعد إسبانيا من حيث إنتاجية الفدان من محصول الثوم، مما يضعها ضمن قائمة الدول الأكثر كفاءة في زراعته.

محافظات مصرية رائدة في زراعة الثوم

تُزرع مساحات واسعة من الثوم في محافظات مختلفة، أبرزها:

المنيا

بني سويف

الشرقية

الدقهلية

وتستأثر محافظتا المنيا وبني سويف بحوالي 40% من إجمالي المساحة المزروعة بالثوم على مستوى الجمهورية، ما يعكس تميز مناخها وتربتها في ملاءمة هذا النوع من المحاصيل.

أهم أصناف الثوم المزروعة في مصر

أشار الدكتور فهيم إلى أن مصر تعتمد على عدد محدود من الأصناف في زراعة الثوم، منها:

الصنف البلدي: ذو قشرة بيضاء، ويتكوّن الرأس من 40 إلى 60 فصًا.

الصنفان سدس 40 وإيجاسيد 1: يشتركان في صفات متقاربة، حيث تمتاز رؤوسهما بلون بنفسجي خفيف، وعدد الفصوص يتراوح بين 10 و15 فصًا.

تحديات تواجه زراعة الثوم في مصر

ورغم الأهمية الكبيرة لمحصول الثوم، إلا أن فهيم أشار إلى عدد من التحديات الجوهرية التي تواجه المزارعين والمصدرين، أبرزها:

قلة تنوع الأصناف المتاحة للزراعة، مما يقلل فرص التطوير والابتكار.

انتشار مرض العفن الأبيض في العديد من أراضي وادي النيل، وهو مرض فطري يبقى حيًا في التربة لأكثر من 20 عامًا، ويُقيّد الأراضي الصالحة لزراعته.

التذبذب الشديد في أسعار المحصول من عام إلى آخر، مما يهدد استقرار العائد الاقتصادي للمزارعين.

ارتفاع تكلفة الإنتاج، التي تتراوح بين 60 و75 ألف جنيه للفدان، وتشمل تكاليف التقاوي، الأسمدة، المبيدات، العمالة وغيرها.

فجوة كبيرة بين المزارعين والمصدرين، يتخللها عدد كبير من الوسطاء، ما يُقلل من أرباح المنتجين ويضعف سلسلة التصدير.

توصيات فنية لزراعة الثوم من أجل إنتاجية عالية

قدّم معهد بحوث البساتين، التابع لوزارة الزراعة، مجموعة من التوصيات الفنية الهامة لزراعة الثوم، بهدف رفع كفاءة الإنتاج وتحقيق أعلى عائد ممكن، وتشمل:

مواعيد الزراعة المناسبة:

في الوجه البحري: يُفضّل زراعة صنفي سدس 40 وإيجاسيد 1 في منتصف سبتمبر.

في الوجه القبلي: تبدأ الزراعة في أوائل أكتوبر، وتستمر حتى منتصف الشهر.

كمية التقاوي المطلوبة:

الصنف البلدي: يحتاج الفدان إلى 300 كجم تقاوي بالعروش.

سدس 40 أو إيجاسيد 1:

في حالة الزراعة اليدوية: بين 450 إلى 500 كجم للفدان.

في حالة الزراعة بالميكنة: تصل الكمية إلى 650 – 700 كجم.

طرق الزراعة:

الزراعة بالشك: يتم ري الأرض قبل الزراعة بيومين أو ثلاثة، ثم تُغرس الفصوص في الثلث العلوي من الريشتين بمسافة 7–10 سم بين الفصوص.

الزراعة على سطور: تتم على خط المحراث، بمسافات 30 سم بين السطور، و7–10 سم بين الفصوص، مع تغطيتها بطبقة خفيفة من التربة الناعمة لا تتجاوز 2–3 سم ثم الري.

أبرز الآفات التي تصيب محصول الثوم

من الحشرات التي تُهاجم محصول الثوم حشرة "التربس"، وتبدأ الإصابة بها منذ أكتوبر وتستمر حتى نهاية الموسم.
ويزداد نشاطها تدريجيًا من شهر يناير حتى نضج المحصول، مما يتطلب مكافحة وقائية دقيقة ومنظمة.

يحظى الثوم المصري بسمعة طيبة عالميًا، ويُعد من المحاصيل الواعدة على مستوى التصدير الزراعي، خصوصًا في ظل توجه الدولة نحو زيادة نفاذ المحاصيل إلى الأسواق الدولية، وتقديم دعم فني وإجرائي للمزارعين من أجل تعزيز الإنتاج وتحقيق الاستدامة.

ومع تذليل التحديات التي تعوق زراعة وتجارة الثوم، يمكن لهذا المحصول أن يلعب دورًا محوريًا في تعزيز الاقتصاد الزراعي المصري خلال السنوات المقبلة.