< «استقالة مدوية من رويترز».. فاليري زينك تمزق هويتها الصحفية احتجاجًا على قتل الصحفيين في غزة
تحيا مصر
رئيس التحرير
عمرو الديب

«استقالة مدوية من رويترز».. فاليري زينك تمزق هويتها الصحفية احتجاجًا على قتل الصحفيين في غزة

فاليري زينك
فاليري زينك

في خطوة هزت الأوساط الإعلامية العالمية، أعلنت المراسلة الكندية فاليري زينك استقالتها من وكالة رويترز للأنباء، اعتراضًا على ما وصفته بـ"تواطؤ الوكالة مع الدعاية الإسرائيلية" وتبرير استهداف الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة.

فاليري زينك: لا أستطيع أن أواصل العمل مع خيانة زملائي في غزة

الصحفية الكندية نشرت عبر حسابها على موقع "إكس" صورة لبطاقتها الصحفية الخاصة برويترز بعد أن قامت بتمزيقها، مؤكدة أنها لم تعد قادرة على الاستمرار في العمل "بضمير مرتاح"، قائلة: "لا أستطيع بضمير مرتاح أن أستمر في العمل مع رويترز في ضوء خيانتهم للصحفيين في غزة ومسؤوليتهم عن اغتيال 245 من زملائنا."

استقالة فاليري زينك من وكالة رويترز 

وأضافت زينك أنها عملت طوال السنوات الثماني الماضية كمراسلة حرة للوكالة، وأن صورها نُشرت في كبريات الصحف العالمية مثل نيويورك تايمز ووسائل إعلام في أمريكا الشمالية وآسيا وأوروبا، إلا أن "تكرار أكاذيب إسرائيل من قبل رويترز ووسائل الإعلام الغربية قد ساهم في شرعنة الاغتيال الممنهج للصحفيين".

اتهام مباشر لرويترز بتبرير اغتيال الصحفيين

زينك وجهت اتهامًا صريحًا لوكالة رويترز بأنها تبنّت روايات إسرائيلية مشبوهة، من بينها اتهامها للشهيد الصحفي أنس الشريف بالعمل مع حركة حماس، ووصفت ذلك بأنه "واحدة من أكاذيب لا حصر لها كررتها وسائل الإعلام الغربية بطاعة ووقار".

كما أشارت إلى أن أعداد الصحفيين الذين استشهدوا في غزة خلال العامين الماضيين تجاوزت – وفق قولها – ضحايا الصحفيين في الحربين العالميتين الأولى والثانية، وحروب فيتنام وكوريا وأفغانستان ويوغوسلافيا وأوكرانيا مجتمعة.

المظاهرات تتصاعد داخل إسرائيل لوقف نزيف الحرب

وفي سياق متصل، تشهد إسرائيل موجة من المظاهرات الشعبية والسياسية المتصاعدة، تطالب بوقف الحرب على قطاع غزة وإنهاء نزيف الدم المستمر.

فقد خرج آلاف الإسرائيليين في تل أبيب والقدس وعدد من المدن الأخرى، رافعين شعارات تدعو الحكومة لوقف العمليات العسكرية التي أوقعت آلاف الضحايا من المدنيين والصحفيين.

ويؤكد المتظاهرون أن استمرار الحرب لم يعد يحمي أمن إسرائيل، بل يعمّق من عزلتها الدولية ويزيد من الضغوط الشعبية داخل المجتمع الإسرائيلي نفسه.

تنامي الغضب العالمي من الرواية الإسرائيلية

استقالة زينك تأتي في وقت تتزايد فيه الانتقادات الدولية لوسائل الإعلام الغربية الكبرى، التي تُتهم بتبني وجهة النظر الإسرائيلية على حساب الحقيقة والواقع الميداني في غزة.

ويشير مراقبون إلى أن موقف المراسلة الكندية يعكس شرخًا متناميًا في ثقة الصحفيين المستقلين تجاه مؤسسات إعلامية كبرى، ويؤكد أن الرواية الإسرائيلية لم تعد مقبولة بالصورة المطلقة كما في السابق، خاصة في ظل ارتفاع أعداد الضحايا من المدنيين والإعلاميين.

دلالة الاستقالة.. رسالة إلى العالم

يرى خبراء إعلام أن استقالة فاليري زينك بهذا الشكل العلني، وتمزيقها لهويتها الصحفية أمام الرأي العام، تمثل رسالة قوية بأن الصحفيين المستقلين لم يعودوا قادرين على الصمت أمام ما وصفوه بـ"تواطؤ الإعلام الغربي" مع آلة الحرب الإسرائيلية.

وتؤكد هذه الخطوة أن قضية الصحفيين في غزة لم تعد مجرد شأن محلي أو إنساني، بل أصبحت قضية ضمير عالمي، تضع الإعلام الدولي أمام اختبار أخلاقي حقيقي.