< في ذكرى رحيله.. تعرف على أمنيات نجيب محفوظ الأخيرة وحديثه عن الموت
تحيا مصر
رئيس التحرير
عمرو الديب

في ذكرى رحيله.. تعرف على أمنيات نجيب محفوظ الأخيرة وحديثه عن الموت

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

تحل اليوم ذكرى رحيل الأديب العالمي نجيب محفوظ، الكاتب الذي لم يكن مجرد روائي حاصل على جائزة نوبل، بل ضمير حيّ عبر بأدبه عن قضايا الإنسان والمجتمع، وبرحيله في أغسطس 2006، لم يترك محفوظ فراغًا فقط في الساحة الأدبية، بل ترك أيضًا إرثًا من الأمنيات والأفكار التي حملها في أيامه الأخيرة، وكشفت عن جانب شديد الإنسانية والفلسفة في آن واحد.

أمنيات نجيب محفوظ قبل وفاته

من أبرز أمنيات نجيب محفوظ قبل وفاته، التي رصدها موقع تحيا مصر، كانت رغبته في أن يُدفن وسط الناس، حيث أوصى بأن يكون مثواه الأخير في مقبرة الخالدين بجوار حديقة "الدراسة" في قلب القاهرة، أراد أن يبقى قريبًا من جمهوره ومحبيه، وأن يسهل على عشاق الأدب زيارته والتواصل معه حتى بعد رحيله.

نجيب محفوظ

هذه الأمنية البسيطة التي تعكس تواضع الأديب الكبير لم تتحقق، إذ دفن في النهاية بمقابر على طريق الفيوم، ليظل الحلم بالوجود في قلب العاصمة شاهدًا على عمق رغبته في البقاء إلى جوار الناس الذين أحبوه وكتب لهم.

تصريحات نجيب محفوظ عن الموت

أما عن الموت، فلم يكن نجيب محفوظ يتحدث عنه بخوف أو رهبة، بل كان يراه امتدادًا طبيعيًا للحياة. فقد صرح أكثر من مرة بأنه أحب الحياة كما أحب الموت، معتبرًا أن الاثنين وجهان لحقيقة واحدة، وبنبرة الفيلسوف التي ميّزته، كان يؤكد أن الموت ليس نهاية، بل عبور إلى محطة جديدة، وأن الإنسان الحكيم هو من يتصالح مع هذه الرحلة الأخيرة بنفس الصفاء الذي عاش به بداياته.

وفي لقاءات تلفزيونية وإذاعية متعددة، تحدث محفوظ عن أمنيته الإنسانية البسيطة: أن يرحل في لحظة هدوء وسلام، بعيدًا عن الصراع أو الخوف،فكان يرى أن قيمة الرحيل ليست في التوقيت بل في الحالة التي يترك بها الإنسان الدنيا، وقد عاش بالفعل هذا المعنى في أيامه الأخيرة، إذ ظلّ محاطًا بأسرته ومحبيه، راضيًا عما قدمه للحياة، مستعدًا لمواجهة الحقيقة الكبرى التي آمن بها دائمًا.

نجيب محفوظ عن الموت

من أجمل ما قاله نجيب محفوظ عن الموت تلك العبارة التي صارت مرجعًا فلسفيًا بحد ذاتها: "نحن لا نموت حين تفارقنا الروح، بل نموت حين تتشابه أيامنا"، بهذه الكلمات اختصر فكرة عميقة عن أن الموت الحقيقي ليس فناء الجسد، بل فقدان القدرة على التجديد والإبداع، وذوبان الإنسان في روتين لا يترك أثرًا، كانت أمنيته أن تظل أيامه مختلفة حتى اللحظة الأخيرة، وأن يبقى عقله حاضرًا وقلبه نابضًا حتى لا يعرف الموت قبل أوانه.