< "المنازل غارقة والصحة في خطر".. مناشدات الأهالي: 30 ألف مواطن يعيشون وسط برك المجاري في دست الأشراف
تحيا مصر
رئيس التحرير
عمرو الديب

"المنازل غارقة والصحة في خطر".. مناشدات الأهالي: 30 ألف مواطن يعيشون وسط برك المجاري في دست الأشراف

تحيا مصر

تعيش قرية دست الأشراف التابعة لمركز كوم حمادة بمحافظة البحيرة أزمة خانقة منذ سنوات طويلة بسبب غياب مشروع الصرف الصحي، الأمر الذي تسبب في غرق الشوارع والمنازل بمياه المجاري. ومع انخفاض منسوب أرض القرية مقارنة بترعة النوبارية المارة بجانبها، ارتفع منسوب المياه الجوفية لتتسرب إلى جدران البيوت، مسببة انتشار الرطوبة ووصولها إلى أسقف الطوابق الأرضية، ما يهدد بانهيار المباني ويضاعف أعباء الترميم على الأهالي.

 

ويؤكد السكان أن الوضع أصبح لا يُحتمل، حيث أدى اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف إلى انتشار أمراض الدم والكبد، ما جعل الأزمة تمثل خطرًا مباشرًا على صحة وحياة ما يزيد عن 30 ألف نسمة هم سكان القرية.

مشروع مؤجل منذ 1992

يروي حسين الرشيدي، شيخ أزهري بالمعاش، أن مشروع الصرف الصحي مدرج منذ عام 1992، لكن دون تنفيذ فعلي حتى اليوم، لتظل القرية تعاني من الإهمال. وأضاف أحمد سمير، مدرس بالقرية، أن أحد المواطنين تبرع سابقًا بثلاثة أفدنة لإنشاء محطة صرف تخدم الأهالي، إلا أن المشروع لم ينفذ، فاسترد الورثة الأرض قضائيًا.

أما محمد عبد الله، أحد الأهالي، فأكد أن الاجتماعات المتكررة بين القيادات التنفيذية وممثلي القرية انتهت بوعود لم تُنفذ، بينما قالت شادية محمود إن "الأمر أصبح فوق طاقتنا، فالأطفال والنساء والشيوخ يعيشون في بيئة غير آدمية تهدد صحتهم يوميًا".

 

رد المحافظة: إجراءات عاجلة وحلول بديلة

من جانبها، أعلنت محافظة البحيرة عبر مركزها الإعلامي أنها استجابت لشكاوى الأهالي، ووجهت الدكتورة جاكلين عازر، المحافظ، باتخاذ إجراءات عاجلة، منها:

رفع مذكرة عاجلة لوزارتي الإسكان والتعاون الدولي لإدراج القرية ضمن خطة حل مشكلات المياه الجوفية.

تدعيم القرية بسيارات نظافة وكسح بشكل دائم، مع التنسيق مع القرى المجاورة لتوفير الدعم عند الحاجة.

تنفيذ حملات "اليوم الواحد" لرفع مستوى النظافة والخدمات، إلى جانب كسح البيارات بانتظام.

تخصيص 9 قطع أراضٍ تم التبرع بها لإنشاء محطات رفع صرف صحي، ضمن مراحل مبادرة "حياة كريمة".


بين الوعود والانتظار

وبينما يترقب الأهالي تنفيذ هذه القرارات على أرض الواقع، تتواصل معاناتهم اليومية مع طفح المجاري وتسرب المياه إلى منازلهم، آملين أن تكون هذه المرة مختلفة، وأن تتحول الوعود إلى حلول جذرية تضع حدًا لأزمة استمرت عقودًا كاملة.