«صاحبة وعد بلفور».. بريطانيا على أعتاب الاعتراف بدولة فلسطين
كشفت وسائل إعلام بريطانية، أن كير ستارمر رئيس وزراء بريطانيا سيعترف بدولة فلسطينية خلال عطلة نهاية الأسبوع بعد أن يختتم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب زيارته الرسمية إلى المملكة المتحدة.
بريطانيا على أعتاب الاعتراف بفلسطين
اعتراف بريطانيا بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته هو ضمن طوفان الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، لكن المختلف هنا هو أن تكون الدولة صاحبة وعد بلفور الشهير التي وضعت البنية الأولى للدولة العبرية على الأراضي الفلسطينية أن تتخذ هذه الخطوة، ما يعكس مدى تغير الرأي العام الدولي تجاه القضية الفلسطينية بسبب حرب غزة.
وكان رئيس الوزراء قد صرح في وقت سابق بأنه يعتزم الاعتراف بالدولة الفلسطينية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الشهر إذا لم تستجب إسرائيل لسلسلة من الشروط لتحسين الوضع الإنساني في غزة .
ومن المقرر أن تبدأ الاجتماعات رفيعة المستوى في قمة الأمم المتحدة التي تضم قادة العالم في 23 سبتمبر. ووفقًا لصحيفة التايمز، أرجأ ستارمر الإعلان رسميًا عن اعتراف المملكة المتحدة بدولة فلسطينية حتى مغادرة ترامب، خوفًا من أن يهيمن على المؤتمر الصحفي الذي يعتزم الرجلان عقده اليوم الخميس في تشيكرز.
وجد رئيس الوزراء نفسه في خلاف مع الإدارة الأمريكية بشأن هذه الخطوة، التي تعارض الاعتراف الرسمي بالدولة. مع ذلك، أعلنت دول أخرى، منها فرنسا وأستراليا وكندا، عزمها على اتخاذ الخطوة نفسها في اجتماع الأمم المتحدة.
في يوليو، أعلن ستارمر اعتزامه الاعتراف بدولة فلسطين بعد تزايد الضغوط من نواب حزب العمال بسبب تدهور الوضع الإنساني في غزة. إلا أن زعيم حزب العمال أشار إلى أن اعتراف بريطانيا مشروط، وأنه سيمتنع عن الاعتراف إذا التزمت إسرائيل بوقف إطلاق النار وتحقيق سلام مستدام طويل الأمد يحقق حل الدولتين، ويسمح للأمم المتحدة باستئناف تقديم المساعدات.
147 دولة تعترف بفلسطين
وقد اعترفت 147 دولة من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة بدولة فلسطين.
ومن المتوقع أن تمضي المملكة المتحدة قدما في هذه الخطوة قبل اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع المقبل، حيث تعد بريطانيا وفرنسا وكندا وأستراليا من بين الدول التي يُتوقع أن تعترف بفلسطين.
يأتي ذلك فيما حذر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الدول التي تفكر في الاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة من أن إسرائيل قد تتخذ إجراء "متبادلا" في شكل ضم الضفة الغربية.
وسارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إدانة هذا القرار، مُعلنًا أن هذه الخطوة "مكافأة لإرهاب حماس". وفي لقاءٍ مع ستارمر في لندن الأسبوع الماضي، قال الرئيس إسحاق هرتسوج إن "نية بريطانيا المُعلنة بالاعتراف بدولة فلسطينية في هذا الوقت لن تُسهم بأي حال من الأحوال في إعادة الرهائن إلى ديارهم، أو مساعدة الفلسطينيين، أو إنهاء الصراع"، بل ستُشجع المتطرفين في جميع أنحاء الشرق الأوسط وخارجه
وفي يونيو، فرضت المملكة المتحدة عقوبات على الوزيرين الإسرائيليين اليمينيين المتطرفين، إيتمار بن جفير وبتسلئيل سموتريتش، وجمدت المحادثات التجارية مع إسرائيل. وفي الشهر الماضي، أعلنت الحكومة البريطانية حظرًا على مشاركة شركات الدفاع الإسرائيلية في معرض أسلحة كبير في لندن.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، حظرت الكلية الملكية للدراسات الدفاعية، إحدى أبرز الأكاديميات العسكرية في بريطانيا، على الإسرائيليين الالتحاق بها اعتباراً من العام المقبل، بسبب الحرب المستمرة في غزة