خبير علاقات دولية لـ تحيا مصر: الفيتو الأميركي يحول مجلس الأمن إلى ساحة مصالح ضيقة ويُفاقم مأساة غزة
بينما تتصاعد ألسنة اللهب في غزة ويزداد المشهد الإنساني قتامة يومًا بعد يوم، يبقى مجلس الأمن الدولي أسيرًا لقيود سياسية تقوده نحو العجز بدلًا من الفعل
وفي قلب هذه المفارقة القاتلة، تتكرر الفيتوهات الأميركية التي تعرقل أي جهد جماعي لحماية المدنيين.
وفي هذا السياق، طرح الدكتور محمد الطماوي، الخبير في العلاقات الدولية، رؤية نقدية عميقة تكشف خللًا بنيويًا في النظام الدولي، وتطرح تساؤلات حول جدوى المؤسسات الأممية إذا ما ظلت رهينة لمصالح ضيقة تُقدَّم على حساب ملايين الأرواح.
محاولات رمزية لكسر العجز الدولي
أوضح الطماوي من خلال حديثة لتحيا مصر، أن طرح مشروعات قرارات بشأن غزة في مجلس الأمن، حتى وإن اصطدمت بالفيتو الأميركي، يظل محاولة رمزية لكسر حلقة العجز الدولي أمام مأساة إنسانية متصاعدة
وأكد الخبير في العلاقات الدولية، أن هذه الخطوات تُظهر إرادة بعض القوى في كسر الصمت، لكنها تظل محدودة الأثر ما لم تتحول إلى ضغوط فعلية تُفضي إلى نتائج ملموسة.
مجلس الأمن بين رسالته ومصالح دولة واحدة
وشدد الطماوي، على أن استمرار الولايات المتحدة في استخدام الفيتو يُحوِّل مجلس الأمن من آلية لحفظ السلم والأمن الدوليين إلى ساحة تتحكم فيها مصالح دولة واحدة
وبيّن أن هذا النهج يُظهر خللًا هيكليًا في النظام الدولي، حيث تُغلب الحسابات الضيقة على حساب مبادئ القانون الدولي وحياة المدنيين، وهو ما يعمّق فجوة الثقة بين الشعوب وهذه المؤسسات.
المطلوب: خطوات عملية لا بيانات شجب
كشف الطماوي إن المطلوب الآن ليس مجرد بيانات شجب أو إدانات إعلامية، وإنما خطوات عملية عاجلة، أبرزها:
فتح ممرات إنسانية آمنة.
ضمان دخول المساعدات الطبية والغذائية دون تأخير.
تفعيل آليات المساءلة الدولية.
تنفيذ مذكرات التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية.
وأكد أن الاكتفاء بالكلام يرقى إلى مستوى التواطؤ الأخلاقي والسياسي مع استمرار الكارثة في غزة.
تحذير من فقدان المصداقية الدولية
وحذّر الطماوي من أن فشل المجتمع الدولي في تحويل الغضب الشعبي والدبلوماسي إلى ضغوط عملية سيعني:
تفاقم المجاعة والدمار.
تصاعد أعداد الضحايا بشكل مأساوي.
فقدان المؤسسات الدولية لمصداقيتها النهائية.
وأكد أن العالم يقف أمام لحظة اختبار تاريخية، إما أن يثبت فيها أن النظام الدولي قادر على حماية المدنيين، أو يترك نفسه غارقًا في عجز يكرّس نظامًا بلا قيمة أخلاقية أو إنسانية.
جدير بالذكر تعد القضية لم تعد مجرد حرب على غزة، بل اختبار صارخ لمدى صلاحية النظام الدولي برمته. فإما أن يتحرك العالم لفرض العدالة ووقف النزيف، أو يترك الساحة للفيتو الأميركي يحكم مصير الملايين. وفي كل الأحوال، سيظل التاريخ شاهدًا على أن العجز لم يكن قدرًا محتومًا، بل خيارًا سياسيًا دفع ثمنه الأبرياء. وهنا تطرح المأساة سؤالًا أكبر: ما جدوى مؤسسات يُفترض أنها تحمي السلام، بينما تُدار بمنطق القوة وحدها؟