< «طهران تتحدى واشنطن».. روسيا وإيران توقعان مذكرة تفاهم لبناء محطات طاقة نووية صغيرة
تحيا مصر
رئيس التحرير
عمرو الديب

«طهران تتحدى واشنطن».. روسيا وإيران توقعان مذكرة تفاهم لبناء محطات طاقة نووية صغيرة

فلاديمير بوتين -
فلاديمير بوتين - مسعود بزشكيان

أفادت وسائل إعلام روسية، اليوم الأربعاء، بتوقيع كل من روسيا و إيران توقعان مذكرة تفاهم لبناء محطات طاقة نووية صغيرة بإيران، وتأتي هذه الخطوة في ظل التوترات الدبلوماسية بين طهران وواشنطن بشأن البرنامج النووي الإيراني بعد الهجوم الإسرائيلي وإحباط المسار التفاوضى بين البلدين وسط تحذيرات أوروبية بإعادة فرض العقوبات على إيران. 

تعاون نووي بين روسيا وإيران 

وقبل الإعلان زار نائب الرئيس الإيراني ورئيس منظمة الطاقة الذرية محمد إسلامي موسكو لتوقيع هذه الصفقة التي  طال انتظارها مع روسيا لبناء ثمانية مفاعلات نووية في إيران.

وفي عام 2014 تم الإعلان عن خطة بناء ثمانية مفاعلات نووية في إيران في إلا أن الأمر ظل في إطار الاتفاقيات والعقود الأولية لأكثر من 10 سنوات.

وأفادت وكالة رويترز للأنباء نقلاً عن إسلامي قوله "جرت مفاوضات العقد ومع توقيع الاتفاقية هذا الأسبوع سندخل الخطوات التشغيلية".

وقامت روسيا ببناء أول محطة للطاقة النووية في إيران في مدينة بوشهر بوسط البلاد في عام 2011 وأكملت بناء المحطة في عام 2013 على الرغم من الاعتراضات الأمريكية القوية. 

ويعد مشروع المفاعلات الثمانية جزءا من خطط إيران للوصول إلى 20 جيجاواط من قدرة الطاقة النووية بحلول عام 2040.

وتتهم الولايات المتحدة وإسرائيل إيران بالسعي إلى تطوير سلاح نووي، وهو ما تنفيه طهران وتدافع عن حقها "غير القابل للتفاوض" في تطوير برنامج نووي مدني.

وتقول روسيا إنها تعارض امتلاك إيران للأسلحة النووية، ولكنها دافعت عن حق طهران في استخدام التكنولوجيا النووية لأغراض مدنية.

شراكة استراتيجية بين روسيا وإيران 

ويُؤكد الاتفاق على تعميق الشراكة الاستراتيجية بين إيران وروسيا ، الدولتين الخاضعتين لعقوبات دولية شديدة. ويظل توسيع الطاقة النووية أولويةً أساسيةً لطهران، بينما يُعزز انخراط موسكو دورها في البنية التحتية للطاقة في إيران والمشاريع الصناعية الأوسع نطاقًا.

يأتي الاتفاق في ظل تصاعد التوترات الإقليمية. خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا مع إسرائيل في وقت سابق من هذا العام، قصفت الولايات المتحدة ثلاثة مواقع نووية إيرانية، مما أظهر هشاشة البنية التحتية النووية الإيرانية والرهانات الاستراتيجية لجميع الأطراف المعنية.

وفي هذا السياق، يراقب الفاعلون الدوليون عن كثب تعاون طهران مع موسكو، نظراً لتداعياته على إنتاج الطاقة والأمن الإقليمي والتوافق الجيوسياسي الأوسع في الشرق الأوسط.

في وقت سابق من هذا العام، وقّع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين معاهدة شراكة استراتيجية شاملة . ووفقًا لمسؤولين من كلا البلدين، تشمل الاتفاقية التجارة والتعاون العسكري والعلوم والثقافة والتعليم. وتؤكد المعاهدة الأهمية التي توليها الحكومتان لتعزيز علاقاتهما الثنائية الشاملة.

منتدى الأسبوع الذري العالمي

ومن المقرر أن يعقد منتدى الأسبوع الذري العالمي في موسكو في الفترة من 25 إلى 28 سبتمبر، ويجمع ممثلين عن البلدان التي تطور برامج نووية، وقادة الصناعة، ورؤساء الشركات الكبرى.

من المقرر أن يوفر هذا الحدث منصةً لطهران وموسكو للمضي قدمًا في المشاريع النووية الجارية، وتعزيز التعاون العلمي، وتنسيق الجهود التقنية. ومن المتوقع أن تؤثر نتائج المنتدى على التطوير النووي الإيراني، وتحدد دور روسيا في هذا القطاع، وترسم معالم مراقبة دولية أوسع للأنشطة النووية في الشرق الأوسط.