«بعد فرض العقوبات الأممية».. هل نجحت إسرائيل في إجهاض الحلم النووي الإيراني؟
بعد مرور 10 سنوات على رفع العقوبات عن طهران بموجب الاتفاق النووي الإيراني، أعادت الأمم المتحدة فرض عقوبات على طهران من جديد وسط جمود المفاوضات بشأن الملف النووي.
إعادة تفعيل آلية العقوبات على إيران
إعادة فرض العقوبات على إيران حظي بترحيب من جانب إسرائيل التى صنفته على أنه "انتصار دبلوماسي" وذلك بعد الهجوم المباغت الذي شنته في يونيو الماضي واستهدف عدد من المواقع العسكرية والمنشآت النووية، إلى أن جاءت الضربة الأمريكية المفاجئة استهدفت المنشآت النووية الإيرانية.
تشمل العقوبات المُجدَّدة حظرًا على الأسلحة، وحظرًا على تخصيب اليورانيوم وإعادة معالجته، وحظرًا على إطلاق الصواريخ الباليستية القادرة على حمل رؤوس نووية أو المشاركة في أنشطة ذات صلة. كما تحظر نقل تكنولوجيا الصواريخ الباليستية، وتجميد الأصول الإيرانية في جميع أنحاء العالم، وفرض حظر سفر على المسؤولين والشركات الإيرانية.

والأسبوع الماضي، كشفت أقمار صناعية صور لبدا إيران في إعادة بناء قوتها الصاروخية التي تضررت بشدة خلال حربها مع إسرائيل في يونيو الماضي. ويقول محللون إن هذه الجهود تتلقى، على ما يبدو، دعمًا من الصين، مع أن إيران لا تزال تفتقر إلى مكونات أساسية، مثل الخلاطات الكوكبية اللازمة لإنتاج الوقود الصلب. كما أن العديد من المنشآت التي تعرضت سابقًا لغارات جوية إسرائيلية لا تزال في حالة تدهور.
وصفت إيران إعادة بناء صناعتها الصاروخية بأنها خطوة "مشروعة" لا علاقة لها ببرنامجها النووي، وتصر على أنها لا ينبغي أن تخضع لاتفاقيات المراقبة الدولية.
مخاوف إسرائيلية من نووي إيران
ذكرت صحيفة "يديعوت إحرنوت" العبرية نقلاَ عن مسؤول إسرائيلي:" لقد فزنا في هذه المواجهة، لكن هناك احتمالًا لمواجهة أخرى، لذا يجب أن نستعد. لا تخافوا، ولكن لا تتهاونوا أيضًا. خذوهم على محمل الجد، لأنهم ما زالوا يمتلكون ما يكفي من الصواريخ، ولم يُدمر البرنامج النووي بالكامل. لا تزال القضية النووية غير مستقرة. قد يقرر خامنئي غدًا صباحًا التسابق نحو القنبلة بأي ثمن، والعمل سرًا".
وأضاف المسؤول الإسرائيلي: "لقد ضربنا البرنامج بقوة ودفعناهم بعيدًا عن السلاح النووي، لكنهم ما زالوا قادرين على الوصول إلى مرحلة صنع قنبلة نووية في غضون عام. آمل أن نعرف ذلك. معلوماتنا الاستخباراتية جيدة، لكنها ليست مثالية أبدًا. كلما ابتعدنا عن العملية، زادت قدرتهم على استعادة قدراتهم. لا يزال لديهم مواد نووية، لذا فإن الأمر الملح هو التوصل إلى اتفاق مراقبة - حتى لو استلزم هذا الاتفاق تكاليف سياسية، مثل تعزيز النظام".
ينظر المسؤولون العسكريون الإسرائيليون إلى برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني كتهديد وجودي لا يقل خطورة عن برنامجها النووي، نظرًا لحجم ترسانة طهران. وتتسم استراتيجية إسرائيل الحالية بتعددية الأبعاد: جمع المعلومات الاستخبارية لرصد جهود الترميم، وممارسة الضغط الدبلوماسي على الصين وروسيا، إلى جانب الولايات المتحدة، لمنع المساعدة الإيرانية، والتسريع التكنولوجي لأنظمة الدفاع الصاروخي، بما في ذلك صواريخ آرو الاعتراضية والدفاعات الليزرية.