< عمرو الديب يكتب: السيسي والقضية الفلسطينية
تحيا مصر
رئيس التحرير
عمرو الديب

عمرو الديب يكتب: السيسي والقضية الفلسطينية

الكاتب الصحفي عمرو
الكاتب الصحفي عمرو الديب - رئيس تحرير تحيا مصر

على مر التاريخ كانت مصر ولاتزال أحد الأعمدة الأساسية في دعم القضية الفلسطينية، بحكم موقعها الجغرافي، وثقلها السياسي.

ومنذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم عام 2014، كان الموقف المصري من القضية الفلسطينية محل اهتمام وتحليل، خاصة في ظل المتغيرات الإقليمية الكبرى، وتطورات ملف غزة، والوساطات المتكررة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

ورغم التغييرات الإقليمية والتحولات السياسية، حافظ السيسي على مجموعة من الثوابت في خطابه ومواقفه بشأن فلسطين:

-الدعم الثابت لحل الدولتين

  يؤكد السيسي باستمرار على ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، كحل عادل ودائم للقضية الفلسطينية.

-رفض التهجير أو التوطين خارج فلسطين

- رفضت مصر، في أكثر من مناسبة، المقترحات التي تتحدث عن "توطين" الفلسطينيين في سيناء أو تهجير مؤقت من غزة، خصوصًا خلال الأزمات المتكررة في القطاع.

-دور الوسيط المحايد

حرصت مصر على أن تكون وسيطًا موثوقًا في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، تُجري مفاوضات بين حماس وإسرائيل، أو بين فتح وحماس، بهدف إنهاء الانقسام وتحقيق تهدئة.

سيظل التاريخ يذكر أنه خلال جولات التصعيد العسكري بين إسرائيل وغزة (خصوصًا في 2014، 2021، 2023، و2025)، لعبت مصر دورًا محوريًا في وقف إطلاق النار عبر اتصالات مباشرة مع الأطراف،وإدخال المساعدات الإنسانيةعبر معبر رفح.

وكان لمصر دور كبير فى تنظيم مفاوضات غير مباشرة حول تبادل الأسرى أو التهدئة طويلة الأمد.

وحصلت مصر، بفضل هذه الجهود، على احترام دولي لدورها كوسيط رئيسي لا يمكن تجاوزه في ملف غزة.

السيسي و"صفقة القرن" وخطة ترامب

في عام 2020، ومع طرح إدارة ترامب ما سُمِّي بـ"صفقة القرن"، رُوّج لفرضية أن مصر قد تقبل توطين فلسطينيين في سيناء كجزء من الحل، وهو ما ردت عليه القاهرة رسميًا بالرفض القاطع، مؤكدة:

- أن أرض سيناء ليست قابلة للمقايضة أو التفاوض

- أن الحل يجب أن يتم على أرض فلسطين ⁠

- أن مصر لن تكون طرفًا في أي تسوية تنال من حقوق الفلسطينيين.

وفي 2025، كررت مصر نفس الرفض مع إعلان ترامب "خطة غزة" التي اقترحت إدارة دولية للقطاع، أو تهجير مؤقت للفلسطينيين.

السيسي بين الواقع والدور التاريخي

الرئيس عبد الفتاح السيسي يقود سياسة فلسطينية تقوم على الواقعية السياسية والدور الإقليمي المسؤول. ورغم الضغوط والتحديات، ما زالت مصر تحت قيادته تُشكّل العمق العربي الأهم في دعم الشعب الفلسطيني، سواء عبر الوساطات، أو الإعمار، أو المواقف السياسية في المحافل الدولية.

لكنّ نجاح هذا الدور يبقى مشروطًا بقدرة مصر على تحقيق التوازن بين أمنها القومي، ودعمها التاريخي لفلسطين، وعدم الوقوع في فخ التسويات المجتزأة التي تنتقص من الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.