< مفاوضات تبادل الرهائن تدخل مرحلة حاسمة.. "حماس" تشترط وقف القصف الإسرائيلي
تحيا مصر
رئيس التحرير
عمرو الديب

مفاوضات تبادل الرهائن تدخل مرحلة حاسمة.. "حماس" تشترط وقف القصف الإسرائيلي

تحيا مصر

وافقت "حماس" على الإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لديها، أحياءً وأمواتًا، وتسليم إدارة غزة إلى هيئة من مستقلين، ضمن شروط ترتكز على ضمان مستقبل القطاع الفلسطيني، مؤكدة حرصها على بدء مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل في القاهرة، بهدف تنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنهاء الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ أكثر عامين. 

مفاوضات القاهرة.. تبادل رسائل وتفاهمات تقنية

الاجتماعات المزمع عقدها في مصر تهدف إلى وضع الأسس التقنية لبدء عملية تبادل الأسرى، التي تتطلب تهدئة عسكرية متزامنة، تشمل وقفًا مؤقتًا للغارات الإسرائيلية على غزة، مقابل وقف لأنشطة المقاومة الفلسطينية. 

وأكد مسؤول فلسطيني مطلع أن الطرفين سيجتمعان في نفس المكان، لكن دون لقاء مباشر، مع وجود وسطاء من مصر وقطر يتولون تبادل الرسائل بينهما، فيما تشدد "حماس" على ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية تدريجيًا من مناطق داخل غزة ووقف كل نشاطات الطيران الحربي والاستطلاع، لضمان ظروف ميدانية آمنة تُمكّن من تنفيذ التبادل، فيما توعدت بوقف عملياتها العسكرية مقابل التزام الاحتلال بهذه البنود.

الخطة الأميركية.. وقف القتال مقابل إطلاق الرهائن والانسحاب

تقوم خطة ترمب على وقف فوري وشامل للعمليات العسكرية في القطاع، مع إطلاق سراح الرهائن المحتجزين، مقابل انسحاب جزئي ومؤقت للقوات الإسرائيلية من مناطق محددة داخل غزة، تمتد بين 1.5 و3.5 كيلومتر عن الحدود مع إسرائيل.

 ووفقًا للخطة، ستدير هيئة مستقلة تكنولوجية القطاع بدلًا من "حماس"، مع نزع سلاح الحركة والفصائل الفلسطينية، ما يمثل أحد أبرز نقاط الخلاف التي لم تحسم بعد في المفاوضات.

وشدد الرئيس الأميركي على ضرورة تنفيذ الخطة خلال 72 ساعة، محذرًا من عدم التساهل مع أي تأخير في التطبيق، ومؤكدًا دعم إسرائيل لهذا المسار. في المقابل، يستعد الوفد الإسرائيلي لمغادرة تل أبيب إلى القاهرة غدًا الإثنين، لبدء المحادثات التقنية التي اعتبرتها المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية "شوش بادروسيان" خطوة فنية ضمن العملية الأوسع.

الأوضاع الميدانية والإنسانية في غزة.. قصف مستمر وتهجير واسع

في ظل هذه التطورات السياسية، تواصل إسرائيل قصفها المكثف لقطاع غزة، حيث قتل ما لا يقل عن 16 شخصًا خلال اليوم الأخير، بينهم عشرة في مدينة غزة، وسط أنباء عن وجود قتلى تحت الأنقاض لم تتمكن فرق الدفاع المدني من انتشالهم. 

وأدى الهجوم البري والجوي إلى نزوح نحو 900 ألف فلسطيني نحو جنوب القطاع، ما يزيد من الضغط على الموارد والخدمات الإنسانية في ظل حصار إسرائيلي مستمر، فيما أعلنت الأمم المتحدة أن الوضع الإنساني في القطاع يقترب من كارثة، بعد إعلان حالة مجاعة رسمية في أغسطس الماضي، مع نقص حاد في الغذاء والدواء والوقود. العديد من المدنيين، خصوصًا الأطفال وكبار السن، يعانون من سوء التغذية والخدمات الطبية المحدودة، وسط تدمير واسع للبنية التحتية ومنازل المدنيين.

ردود فعل دولية وإقليمية.. دعم لخطة ترمب وفرصة لإنهاء الصراع

رحبت دول عربية وإسلامية عدة بخطوة "حماس" وموافقتها على مقترح ترمب، معتبرة إياها فرصة حقيقية لوقف الحرب وتحقيق السلام المستدام في المنطقة، وأكد وزراء خارجية مصر، السعودية، قطر، الأردن، الإمارات وتركيا، ضرورة تنفيذ الاتفاق فورًا، ووقف القصف الإسرائيلي، والعمل على إيصال المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى التزامهم بدعم جهود إعادة بناء القطاع وإرساء الأمن والاستقرار.

من جهته، دعا البابا لاون الـ14 إلى وقف إطلاق النار، مرحبًا بالتقدم الحاصل ومشددًا على أهمية حفظ الأرواح وإنهاء معاناة المدنيين.

تحديات على الطريق.. التوترات الداخلية الإسرائيلية ومطالب الفصائل الفلسطينية

على المستوى الإسرائيلي، يتصاعد الضغط من جانب أعضاء الائتلاف اليميني المتشدد الذين يرفضون أي تراجع في العمليات العسكرية، معتبرين أن وقف القتال "خطأ فادح" كما صرح وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش.

وفي الجانب الفلسطيني، رغم موافقة "حماس" على المبادئ الأساسية للخطة، ما تزال هناك نقاط خلاف حول مصير السلاح الفلسطيني ودور الحركة في الحكم المستقبلي للقطاع، حيث تصر الحركة على ضرورة تضمين هذه القضايا في المفاوضات.

آفاق السلام.. هل تنجح الخطة الأميركية؟

وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أكد أن المفاوضات الفنية جارية وأن الوقت قصير لإنجاز اتفاق حول إطلاق الرهائن، مطالبًا بوقف القصف كشرط ضروري لتنفيذ تبادل الأسرى. وأشار إلى أن المرحلة الثانية من الخطة ستتضمن نزع السلاح وانسحاب القوات الإسرائيلية بشكل تدريجي، وهو ما وصفه بأنه "لن يكون سهلاً".

في حين ينتظر الفلسطينيون والإسرائيليون على حد سواء نتائج هذه المحادثات، يبقى السؤال مفتوحًا حول مدى التزام الأطراف المعنية بتنفيذ الاتفاق، ومدى قدرة المجتمع الدولي على ضمان استمرارية السلام وإعادة الإعمار في غزة.