في ذكرى نصر أكتوبر.. مصر تجمع حماس وإسرائيل على أرضها لإحياء الأمل في وقف الحرب
في مشهد يعكس الدور المصري المحوري في قضايا المنطقة، تحتفل مصر اليوم، الإثنين، بالذكرى الثانية والخمسين لحرب أكتوبر المجيدة، بالتزامن مع انطلاق جولة جديدة من محادثات وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل في مدينة شرم الشيخ، وسط اهتمام إقليمي ودولي واسع
ووفقًا لما ذكرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، فإن رواد مواقع التواصل الاجتماعي في إسرائيل يسخرون من المفارقة التاريخية، حيث تتزامن احتفالات المصريين بنصر أكتوبر مع استضافة القاهرة لمفاوضات تهدف إلى إنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وفدان من حماس وإسرائيل في شرم الشيخ اليوم
تستضيف مصر، اليوم، وفدين رفيعي المستوى من كل من إسرائيل وحركة حماس، لبحث سبل تثبيت الهدنة ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، إضافة إلى مناقشة تفاصيل عملية تبادل الأسرى والمحتجزين، وذلك وفقًا لمقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي طرح خطة شاملة قبل أيام بهدف إنهاء الحرب المستمرة منذ عامين ووضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني الشقيق.
وأكدت وزارة الخارجية المصرية في بيان رسمي أن هذه المشاورات تأتي في إطار الجهود التي تبذلها القاهرة للبناء على الزخم الإقليمي والدولي الذي تحقق بعد إعلان الخطة الأمريكية الأخيرة، مشددة على أن مصر تواصل تحركاتها بالتنسيق مع الوسطاء الإقليميين والدوليين لإنهاء الحرب وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وفود المفاوضات تصل إلى القاهرة
ووصل وفد حركة حماس برئاسة الدكتور خليل الحية، رئيس الحركة في قطاع غزة، إلى القاهرة مساء أمس الأحد، لبدء المفاوضات حول آليات وقف إطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي، وتبادل الأسرى، بحسب بيان مقتضب أصدرته الحركة
ومن المقرر أن يصل اليوم وفد إسرائيلي رفيع المستوى إلى شرم الشيخ للمشاركة في الاجتماعات، التي ستركز على تطبيق المرحلة الأولى من خطة الرئيس ترامب، والتي حظيت بقبول مبدئي من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
إعلام عبري: المصريون يسخرون من إسرائيل في ذكرى النصر
وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي في إسرائيل امتلأت بتعليقات ساخرة، إذ يرى البعض أن مشهد استضافة مصر لمحادثات حماس وإسرائيل في الذكرى الـ52 لحرب أكتوبر يمثل رمزية قوية لانتصار مصر الدائم سياسيًا وعسكريًا، بعدما انتقلت من ساحات القتال إلى مواقع القيادة والتأثير الدبلوماسي في المنطقة
معجزة النصر التي غيرت وجه الشرق الأوسط
جدير بالذكر يُعد نصر أكتوبر المجيد عام 1973 إحدى أعظم المعجزات العسكرية في التاريخ الحديث، حيث تمكنت القوات المسلحة المصرية من تحطيم خط بارليف واجتياز قناة السويس في ساعات معدودة، لتثبت أن الإرادة أقوى من المستحيل
لقد كان ذلك النصر تحولًا استراتيجيًا أعاد لمصر كرامتها وهيبتها، ومهّد لطريق السلام من موقع القوة، وهو النهج الذي تواصل القيادة المصرية السير عليه اليوم تحقيق السلام عبر القوة، والحوار من موقع الانتصار
مصر.. من ميدان الحرب إلى مائدة السلام
وبينما يتابع العالم مشهد المفاوضات في شرم الشيخ، يرى مراقبون أن مصر تعيد تأكيد مكانتها التاريخية كوسيط لا غنى عنه في قضايا المنطقة، مستندة إلى رصيدها السياسي والعسكري، وإلى سجل من الانتصارات والإنجازات التي بدأت من ضفاف القناة قبل 52 عامًا، وتمتد اليوم إلى أروقة الدبلوماسية الإقليمية والدولية