< «يجب وقف فوري القتال في الفاشر».. الجامعة العربية تحذر من الفوضى في السودان
تحيا مصر
رئيس التحرير
عمرو الديب

«يجب وقف فوري القتال في الفاشر».. الجامعة العربية تحذر من الفوضى في السودان

جامعة الدول العربية
جامعة الدول العربية

دانت جامعة الدول العربية بأشد العبارات جرائم العنف والقتل الوحشية التي ترتكبها (ميليشيا) الدعم السريع بحق الشيوخ والنساء في الفاشر، معربة عن قلقها البالغ إزاء تطورات الأوضاع في المدينة بعد قرار القوات المسلحة السودانية الانسحاب منها، وما تتناقله وسائل الاعلام من تقارير أممية، وإعلامية حول جرائم مروعة ترتكب في حق المدنيين العالقين في الفاشر.

الجامعة العربية: ندعو الوقف الكامل للأعمال القتالية في مدينة الفاشر

ودعت الجامعة العربية إلى ضرورة الوقف الكامل للأعمال القتالية في هذه المدينة، التي تتعرض لحصار من قوات الدعم السريع منذ أكثر من عامين على الرغم من قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2736 (2024) الذي طالب برفع هذا الحصار فوراً. 

وجددت الجامعة العربية دعوتها لحماية المدنيين والسماح لمن يرغب بمغادرتها دون عوائق، ونفاذ المساعدات الانسانية إلى الفاشر وما حولها، وتقديم جميع المسؤولين عن أي انتهاكات إلى المحاكمة.

الجامعة العربية: الوضع الراهن يهدد استقرار السودان ووحدته الإقليمية والسلم والاستقرار الإقليميين

وأكدت الجامعة العربية على أن الوضع الراهن يهدد استقرار السودان ووحدته الإقليمية والسلم والاستقرار الإقليميين، ودعت إلى ضرورة تنسيق جميع الجهود لتفعيل الضغوط الإيجابية لوضع حد لأعمال العنف غير المسبوقة، والعمل بكل قوة

الدعم السريع يرتكب جرائم ضد الإنسانية في الفاشر 

وسبق وأعلنت القوة المشتركة، المتحالفة مع الجيش السوداني، بقيام الدعم السريع بـ"إعدام أكثر من ألفي مدني أعزل" في مدينة الفاشر غربي السودان، منذ الأحد، وقالت في بيان إن الدعم السريع "ارتكبت جرائم فظيعة بحق مدنيين أبرياء في مدينة الفاشر، حيث أعدم أكثر من ألفي شخص يومي 26 و27 أكتوبر، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن".

وجاءت الاتهامات في أعقاب تحذير من الأمم المتحدة بشأن "تزايد خطر الانتهاكات والفظائع ذات الدوافع العرقية"، بعد تقارير من مراقبين مستقلين عن تصاعد العنف في الإقليم.

هذا وأعلن الجيش السوداني الانسحاب من الفاشر في وقت متأخر من يوم الاثنين، بعد يوم من سيطرة الدعم السريع شبه العسكرية على القاعدة الرئيسية للجيش السوداني في المدينة. 

انسحاب الجيش من الفاشر يُبقي أكثر من ربع مليون شخص نصفهم من الأطفال  تحت سيطرة الدعم السريع. وأفادت منظمات الإغاثة بوقوع فوضى عارمة هناك، شملت عمليات قتل واعتقالات وهجمات على مستشفيات.

نزوح 12 مليون سوداني 

قد يُنذر سقوط الفاشر في أيدي الدعم السريع بانقسام جديد في السودان، بعد أكثر من عقد من نشأة جنوب السودان. اندلعت الحرب الأخيرة في أبريل 2023، عندما تحول التوتر بين الجيش وميليشيازالدعم السريع إلى قتال في العاصمة الخرطوم. وأسفر الصراع الذي تلا ذلك عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليونًا.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش يوم الاثنين إن التطورات تمثل "تصعيدا رهيبا في الصراع" وأن "مستوى المعاناة الذي نشهده في السودان لا يطاق".

فيما، قالت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن مقاتلي الدعم السريع ارتكبوا فظائع في الفاشر، بما في ذلك "إعدامات" للمدنيين الذين حاولوا الفرار من هجماتهم، "مع وجود مؤشرات على دوافع عرقية وراء عمليات القتل".

وقال فولكر تورك، المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إن "خطر وقوع المزيد من الانتهاكات والفظائع واسعة النطاق ذات الدوافع العرقية في الفاشر يتزايد يوما بعد يوم".

وقبل هجوم الأحد، كان هناك 260 ألف مدني، نصفهم من الأطفال، محاصرين في الفاشر، بحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف).

وقالت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة إن أكثر من 26 ألف شخص فروا من منازلهم حتى يوم الاثنين، وتوجهوا إلى المناطق الريفية وبلدة طويلة القريبة التي أصبحت تحت وطأة الفيضانات.

مقتل 40 ألف شخص منذ بداية حرب السودان 

كما ارتكبت ميليشا الدعم السريع أعمال عنق في بلدة بارا في منطقة كردفان بوسط البلاد، مما أسفر عن مقتل 47 شخصا على الأقل، بينهم تسع نساء، وفقا لشبكة أطباء السودان.

وأسفرت الحرب الأخيرة عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص وتسببت في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث غرق جزء من البلاد، بما في ذلك منطقة الفاشر، في المجاعة.