أزمة المراقبين الجويين تشل مطار واشنطن.. العشرات من الرحلات بين تأجيل وإلغاء!
شهد مطار واشنطن الدولي حالة شلل مؤقتة في حركة الطيران، بعد أن أعلنت سلطات الطيران الأمريكية عن توقف الملاحة الجوية مؤقتاً بسبب نقص حاد في عدد المراقبين الجويين المسؤولين عن تنسيق الرحلات وضمان سلامتها.
وأفادت وكالة رويترز أن هذا النقص المفاجئ أدى إلى اضطراب واسع في جدول الرحلات الجوية، حيث تم إلغاء وتأجيل العشرات من الرحلات المغادرة والقادمة إلى العاصمة الأمريكية، مما تسبب في حالة من الارتباك والفوضى داخل المطار وبين المسافرين.
السبب: أزمة في الكوادر البشرية داخل قطاع الطيران
وبحسب مصادر داخل إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية (FAA)، فإن الأزمة تعود إلى عجز متزايد في أعداد المراقبين الجويين المؤهلين، وهو ما بات يشكل تهديداً مباشراً لاستقرار منظومة الطيران في الولايات المتحدة.
وأوضحت المصادر أن العديد من المراقبين يعانون من ضغوط وظيفية هائلة وساعات عمل طويلة، مما أدى إلى زيادة حالات الغياب والإجهاد الوظيفي، وأجبر السلطات على اتخاذ قرار مؤقت بوقف بعض العمليات لضمان السلامة الجوية وعدم تعريض الرحلات لأي مخاطر.
تداعيات فورية وتأثيرات على آلاف المسافرين
هذا التوقف المؤقت في مطار واشنطن الدولي، أحد أكثر المطارات ازدحاماً في البلاد، تسبب في سلسلة من التأخيرات عبر شبكة الطيران الأمريكية بالكامل، حيث اضطرت شركات الطيران إلى إعادة جدولة رحلاتها أو تحويل مساراتها نحو مطارات بديلة.
وأشارت “رويترز” إلى أن إدارة الطيران الفيدرالية تعمل حالياً على إعادة توزيع الكوادر الفنية من مطارات أخرى للمساعدة في استئناف العمليات تدريجياً خلال الساعات القادمة، في محاولة لتخفيف حدة الأزمة وتقليل الخسائر الناجمة عنها.
تحذيرات من تفاقم الأزمة إذا استمر النقص
وحذّرت مصادر داخل FAA من أن هذه الأزمة قد تتفاقم في حال استمرار النقص في التوظيف أو تأخر الحكومة في تخصيص ميزانيات جديدة لتوظيف وتدريب مراقبين جدد، مشيرة إلى أن “الإغلاق الحكومي الجزئي” الجاري في بعض الإدارات قد يزيد الوضع سوءاً.
وأضافت المصادر أن قطاع الطيران الأمريكي يواجه حالياً واحدة من أكثر فترات الضغط تشابكاً وتعقيداً منذ سنوات، نتيجة النقص في الأيدي العاملة وتزايد الطلب على الرحلات الجوية بعد تعافي حركة السفر.
إدارة الطيران: جهود مكثفة لإعادة الأمور إلى نصابها
وأكدت إدارة الطيران الفيدرالية في بيان مقتضب أنها تبذل جهوداً مكثفة لإعادة الحركة الجوية تدريجياً وضمان سلامة جميع المسافرين، معربة عن أملها في استئناف العمليات بالكامل خلال الساعات المقبلة.
كما شددت الإدارة على أن السلامة تظل أولوية مطلقة، وأن أي تأخير أو إلغاء يأتي في إطار إجراءات احترازية لضمان عدم وقوع أي خلل في منظومة الملاحة الجوية.