عاجل
الأحد 02 يونيو 2024 الموافق 25 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

عمرو عزت يكتب:  إلى عبدالله الشريف.. أراجوز الإخوان.. نعم أنت تكره الجيش المصرى

عمرو عزت حجاج - أرشيفية
عمرو عزت حجاج - أرشيفية

أكررها دائما، لا يكون المرء إخوانيا إلإ بكراهية الجيش المصري ،فهذا الشعور ينمو ويتجذر داخل كل أفراد الجماعة، بل كل المنتمين لها حتى بمجرد الهوى والفكر ،وذلك لأنهم يعلمون أن مصر الحديثة فى مختلف مراحلها لا تقوى ولا تزدهر الإ بقوة جيشها وتغلبه.

ويعلمون أيضا أن لا عز لهم ولجماعتهم ولا سيطرة ولا تمكين، إلا بضعف مصر وتناحر أبنائها وتآكل مؤسساتها، التى تستمد قوتها من المؤسسة الأم ،وهى المؤسسة العسكرية، وقد ظهر هذا بشكل واضح عقب ثورة 25 يناير، عندما ضعف المجتمع ككل، فتغلغل فيه نفوذ الإخوان، ولم ينقذ هذا الوطن إلا قوة الجيش المصري وثقة الشعب فيه، ولذلك تيقن الإخوان وحلفائهم فى الخارج، أنه لكى تسود الجماعة يجب أن ينكسر الجيش –لاقدر الله-.

 

هدف الإخوان

ولذلك فقد أصبح كسر الجيش هو الهدف الرئيسى، الذى يعمل عليه الإخوان وحلفائهم، وبعد فشلهم فى تحقيق ذلك على أرض الواقع، جعلوا جُل طاقتهم فى تنفيذ هذا الهدف، من خلال الحرب الإعلامية عبر مرتزقتهم من أشباه الإعلاميين والصحفيين، عبر قنواتهم الفضائية أو مناصتهم على وسائل التواصل الاجتماعى، أو حتى قنوات اليوتيوب.

 

أكاذيب الشريف

وخلال الأخيرة برز نشاط المدعو عبد الله الشريف، الذى خصص الكثير مما يقدم لهذا الهدف، ومنها حلقته الأحدث، والتى خصصها لنقض –بالضاد- برومو فيلم "السرب" الذى يتناول قصاص الجيش المصري للشهداء المصريين المسيحيين، الذين استشهدوا فى ليبيا على أيادى عصابات داعش فى فبراير من عام 2016.

غياب الرؤية

وبطبيعة الحال لم يقدم الرجل أى رؤية فنية تجاه الفيلم، ولم يسع لذلك، وإلا لكان قد انتظر عرضه ثم وجه له سهامه، ولكن الرجل كالمعتاد استخدم الفيلم كمعبر لهدفه الدائم، وهو الهجوم على الجيش المصري، فأخذ يصور الملحمة الوطنية التى قامت بها قواتنا الجوية على تجمعات عصابات داعش فى درنة الليبية، على أنها غارات استهدفت المدنيين الليبيين!

 

الكثير من الثغرات

 

وكالمعتاد كانت قصة الرجل مليئة بالثغرات الكفيلة بنسف أى مصدقية لها، ويمكن تناول هذه الثغرات على النحو التالى :-

أ – السؤال البديهى: ما الدافع لذلك؟ أى لماذا تستهدف القوات الجوية مساكن المدنيين اساسا ؟ هل مجرد شر مجانى انتقامى؟ أم مجرد خطأ نابع من قلة الكفائة؟

أما الاحتمال الأول فجيش مصر أكبر وأذكى من أن يفعل ذلك، فهو لن يخسر محبة الشعب الليبى من أجل لا هدف أو الانتقام الفارغ، أما الاحتمال الثانى فهو مردود عليه، فالقوات الجوية التى قهرت إسرائيل فى الماضى والتى يشهد الجميع بكفائتها فى الحاضر، لن تقع فى خطأ فادح كهذا، ومن ثم فبطلان الدافع ينفى الواقعة برمتها.

ب – شاهد مشكوك فى أمره :- استشهد الشريف بناشط ليبى يدعى جوهر ،اكد انه كان احد شهود ما اسماه بغارات الطيران المصري على المدنيين فى درنة.

وبالتاكيد هذا أمر مضحك، ولا يعول عليه، فيمكن لأى إنسان أن يخرج ويهذى بأى كلام، ولكن الفصل فى إثبات ذلك، هو وجود الدليل، فأين الدليل ؟ فالرجل لم يقدم أى دليل على صحة كلامه، بل مجرد شهادة يمكن رفضها بمنتهى السهولة، خصوصا أن الإعلامى الدكتور محمد الباز قد نجح فى نسف مصدقية الشاهد عندما أظهر الصور التى تثبت انتمائه للإخوان وصلته بتنظيم داعش. 

ج – فيديوهات مبهمة :- قدم الشريف ثلاثة فيديوهات مبهمة لطائرات تقصف من بعيد مبانى فى محيط سكنى.

اقرأ أيضًا:النائب عمرو عزت يكتب: ردا على أكاذيب.. أراجوز الإخوان.. عبدالله الشريف ولكن لم يقدم أى دليل على أن هذه الطائرات هى تابعة للقوات الجوية المصرية، أو  إنها التى استهدفت هذه الأهداف فى فبراير 2016، أو إنها مصورة فى درنة من الاساس ،ومن ثم فهذه فيديوهات لا يمكن الارتكان إليها أصلا. 

د- قسم الزانى لا يَصدٍق :- كررالشريف فى حلقته القسم بالله العظيم أكثر من مرة على صحة ما يقدم وعلى صحة فيديوهاته بالخصوص.

وبالتاكيد لا يمكن تصديق قسم الشريف فلا فضائحه الجنسية ولا أكاذيبه الماضية، ولا كرهه لوطنه، ولا أسلوبه الغوغائى يجعلنا قادرين على منحه الثقة أوتصديقه، هذا فضلا عن أن مناقشة الأمور الجسيمة يكون عبر الأدلة والبراهين الجازمة وليس عن طريق إلقاء القسم أو اليمين.

ه – البوست المجهول:- قدم الرجل بوست من صفحة تخص إحدى الحضانات فى درنة ترثي فيه احد تلاميذها واسرته الذين قتلوا فى غارات الطيران المصري .

وبالرغم من أن الإخوان فى الكثير من بلاد العالم ومنها ليبيا يمتلكون العديد من الاستثمارات فى مجال التعليم ومنها المدارس والحضانات، وليس من المستبعد أن تكون هذه الحضانة من بينهم، ويكون هذا البوست جزء من الحرب المعلنة من الإخوان ضد الدولة المصرية، وجزء من سعيها لتحويل ثأرها لشهدائها إلى عمل مشين.

  أقول بالرغم من ذلك سوف أفترض صحة البوست، وسوف اتسأل واقول :هل وقوع ضحايا مدنيين ينفى رواية المؤسسة العسكرية المصرية أو يدينها ؟

بالتاكيد لا وذلك لأن داعش، عندما تسيطر على أى مدينة، كانت لا تقيم معسكراتها ومخازن سلاحها إلا فى وسط المدنيين، حتى تتخذ منهم عند الحاجة دروع بشرية، وقد شاهدنا ذلك فى سوريا والعراق.

كما أنه توجد فى صفوف داعش أسر كاملة، ومن بينها أطفال، ألم يسمع الشريف بمصطلح "أشبال الخلافة"، وهم أبناء أعضاء التنظيم والذين يتم تدريبهم منذ السنوات الاولى لاعمارهم على الفكر الداعشي، فلماذ لا تكون هذه الاسرة –لوصدقنا رواية الشريف – من الدروع البشرية أو حتى من الأسر المنتمية لداعش ؟ وهو الأقرب للمنطق.

أما كان يتوقع الشريف أن تلغى مصر عملية ثأرها، لاحتمالية تعرض اطفال الدواعش او حتى الاطفال واسرهم التى تتخذهم داعش دروع بشرية تحتمى فيهم ؟ أى منطق معوج هذا ؟ او أى سخف يتحدث به هذا الشريف ؟! ..فهو يريد ان يلقى وزر جرائم داعش واستغلالها للمدنيين على رأس الدولة الاولى فى محاربة داعش فى منطقة الشرق الاوسط !

  والغريب أن بعد هذه الأكاذيب الحاقدة والغبية، يكرر الشريف فى حلقته القول بأنه لا يكره الجيش المصري، أو يحقد عليه، كما يشيع النظام وأنصاره عنه، بل بالعكس، فهو يدعى حبه، وأنه يفعل، ما يفعل من باب حبه وحرصه على الجيش ،الذى يريد تخليصه،مما حدث له. 

ونسى هذا الكذوب سليط اللسان أن جيش مصر لم ولن يفقد بوصلته الوطنية أبدا ،وأنه مؤسسة وطنية فى دولة ذات سيادة ،تدافع عن مصالح الشعب واستقلال الوطن ،وتطيع قيادتها السياسية الشرعية الوطنية ،وأن هذه الفيديوهات لا تؤثر قيد انملة فى عقيدة رجالها ،ولا محبة الشعب لهذه المؤسسة الوطنية ،ومهما ادعيت ايها الشريف حبك لجيش المصري ،فافعالك تكذب ذلك .. فنعم يا عبد الله الشريف انت تكره الجيش المصري.   

عمرو عزت حجاج 

عضو مجلس الشيوخ

 

تابع موقع تحيا مصر علي