عاجل
الجمعة 01 نوفمبر 2024 الموافق 29 ربيع الثاني 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

رسائل حماة النيل واشتعال النزاع على منطقة «الفشقة» في برنامج «In Africa» مع إيمان الشعراوي «فيديو»

تحيا مصر

ناقشت الحلقة السابعة من برنامج  In Africa  التطورات الأخيرة الخاصة بمنطقة الفشقة الحدودية بين السودان وإثيوبيا التي تبلغ مساحتها حوالي 12 ألف كلم مربع، واشتعال الأزمة بين البلدين الفترة الأخيرة  وذلك بعد استرداد السودان أكثر من ٩٠٪ من الفشقة ومطالبة الجانب الاثيوبي برد هذه الأراضي .

 

 

بداية الأزمة 

الخلاف الذي زادت حدته الايام القليلة الماضية لم يكن وليد اللحظة ، بل يعود تاريخ الخلاف السوداني الإثيوبي بشأن أراضي الفشقة الزراعية إلى منتصف القرن العشرين وذلك عندما دخل مئات المزارعين الإثيوبيين إلى الفشقة وبدأوا في زراعة الأرض خلال موسم الأمطار وعلى الرغم من اعتراض السودان إلا أنه استمرت محاولات تدفقات الاثيوبيين لأرض الفشقة آلة أن تجاوز أعدادهم مئات الآلاف. إقليم الفشقة هو جزء من ولاية القضارف السودانية يمتد بطول 168 كم عبر الحدود السودانية الأثيوبية، بمحاذاة إقليم الأمهرا الإثيوبي، وينقسم إلى ثلاث مناطق هي: “الفشقة الكبرى” و”الفشقة الصغرى” و”المنطقة الجنوبية”. ومساحته الإجمالية 5700 كم وبه 600 فدان من أكثر الأراضي خصوبة في السودان.

 

 
 
 
 

 

 محادثات عدة دون جدوى 

وقد تمت العديد من المباحثات بين الدولتين مع مطالبة السودان بطرد هؤلاء المزارعين الذي ينتمون إلى قومية الامهره وعودة الأرض للسودان ولكن دون جدوى ، إلى أن جاء عام ٢٠٠٨ وتم توقيع اتفاقية بين إثيوبيا والسودان بموجبها اعترفت اثيوبيا بأن هذه الأرض سودانية وذلك في المقابل ترك السودان المزراعيين الاثيوبيين ليعيشوا في السودان  وقد ظلت القوات السودانية خارج المنطقة حتى اندلاع النزاع في اقليم تيغراي الإثيوبي في نوفمبر 2020، وبدأت القوات السودانية في استعادة أراضيهم المحتلة منذ سنوات .

الفشقة أرض سودانية 

ومن جانبها أكدت إيمان الشعراوي، مقدمة البرنامج والباحثة المتخصصة في الشؤون الأفريقية، أن منطقة الفشقة ليست أرضا متنازع عليها مع إثيوبيا لأنها سودانية باعتراف العالم وبموجب اتفاق ١٩٠٢، الذي تم توقيعه بين الجانب الإثيوبي، في عهد الإمبراطور منيليك الثاني، والاستعمار البريطاني نيابة عن السودان،  مؤكدة أن أزمة الفشقة استمرار لسياسة إثيوبيا في انتهاك حقوق الغير  وفرضه كأمر واقع دون مراعاة للاتفاقيات الدولية وحقوق الدول التاريخية قائلة" إثيوبيا ترفع شعار أنا احيا والموت للجميع ".

وأضافت الشعراوي، أنه تم الترويج بأن السودان سبب تعقد الأزمة في الفشقة ولكن هذا غير صحيح ، موضحة أن جماعة الامهرا في إثيوبيا هي السبب الرئيسي وذلك بسبب إنقلابها على إتفاقية ٢٠٠٨، التي اعترفت إثيوبيا بموجبها أن الفشقة سودانية بحجة أن الذي وقع  الاتفاقية هم قومية التيجراي، وبدأت  بالاعتداء على المواطنين السودانيين على الحدود والاستيلاء على أراضيهم،  لذلك استغلت السودان حرب التيجراي التي تعتبر  بداية تفكيك إثيوبيا وإعلان الوجه الدموي لأبي أحمد وتمكنت  من استعادة أكثر من 90% من أراضي الفشقة.   وأوضحت الشعراوي، أن ما قامت به السودان يكتب نهاية للنداءات السودانية طوال السنوات الماضية باستعادة الفشقة، والتى كان يقابلها النظام الحاكم في إثيوبيا بالتسويف والتأجيل وعدم الحسم.

 

 

 

ولفتت ، أنه رغم تصديق إثيوبيا على إتفاقية فيينا للتوارث الدولى لعام ١٩٧٨، فإنها طالبت بإعادة التفاوض على الحدود، بدعوى أن اتفاق ١٩٠٢ لم يكن يمثلها، وأغفلوا أن ذلك يعطى السودان حق وضع يده على إقليم شنقول الذى يقع به «سد النهضة»، لأن الاتفاق هو السند القانونى الوحيد لانتزاعه من السودان.

وتطرقت الباحثة المتخصصة في الشؤون الأفريقية إلى  المناورات العسكرية التي تمت بين مصر والسودان سواء مناورات "نسور النيل 1 و2" الجوية بقاعدة مروي الجوية في شمال السودان، أو  المناورة الكبيرة والضخمة "حماة النيل" لأنها الأضخم لمشاركة القوات البرية والجوية في مناورات في 3 مناطق بالسودان والتي شارك فيها قوات تعدّ من النخبة في البلدين في هذه المناورات، تشمل الصاعقة والقوات الخاصة والمظلات والدفاع الجوي.

وعن رسائل حماة النيل أكدت الشعراوي، أن مناورة حماة النيل وجهت رسائل كبيرة ورادعة منها أن إقليم الفشقة سوداني وأن قيادة السودان القوية لن تفرط في أراضيها بدعم من أشقائها المخلصين، فضلا عن الأمن المائي لكل من مصر والسودان خط أحمر وعواقب الأضرار بهما كبيرة، بالإضافة إلى استعراض القوة العسكرية وتدريبها في ميدان المعركة.    واختتمت الشعراوي، بالإشادة بتنامي العلاقات المصرية السودانية وذلك  بفضل وجود قيادة سياسية حكيمة في الدولتين وهو ما ترجم  لتعاون غير مسبوق في كل المجالات وتوحيد في وجهات النظر فيما يخص القضايا المصيرية وهو أمر يوجه رسائل حاسمة  لإثيوبيا بجبهتها الداخلية المفككة

تابع موقع تحيا مصر علي