عاجل
الأحد 19 مايو 2024 الموافق 11 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

أحمـد مصطفى أمين يكتب : الجـري.. في زمــن النـتـــش

أحمـد مصطفـي أميــن
أحمـد مصطفـي أميــن

حلت منذ أيام الذكرى الـ 49 لنصر السادس من أكتوبر المجيد و تأملت بعد قراءة هذا التاريخ كيف كانت حرب أكتوبر ملحمة تاريخيه علي الجانب العسكري و السياسي و الأجتماعي ، وكيف كان الفن المصري في زمن الحرب وقود يعزز القوى الناعمة المصرية و كيف أن الفن المصري قد أرتبط أرتباط وثيق بنضال الشعب في كافه المناسبات الوطنية و التاريخية و كان جزءاً لا يتجزأ من الوجدان المصري لدوله تعيش فوق تراكم حضاري تنفرد به عن شعوب الأرض.

تحيا مصر

ولكن شتان ما بين زمن الفن الجميل و بين هذا الأنحدار الفني و الأخلاقي المتعمد والمقترن بسبق الإصرار و الترصد لجريمة نعلم جيداً من يقف ورائها.

فقد تابعت وقبيل ذكرى نصر أكتوبر بأيام شعار المرحلة الجديد عبثيـة " أنتــش و أجرى" ، فقد أيقنت هنا من لديه المصلحة في أن يكون التريند هو " النتــش" في ذكرى النصر. 

في واقع الأمر المشكلة ليست في “تريند أنتـش و اجـري” وما تحمله من أسفاف و ابتذال ، و إنما في مجتمعنا بشكل كامل إذ أصبح الجميع يريد أن " ينتـش و يجري" النتـش في الشارع و في دواوين الحكومة  و في الرياضة و في المرور وفي المستشفيات ، حتي أن أحدي شركات الأتصالات أرادت أن "تنـتـش العملاء و تعاقدت مع مؤدي الإسفاف "كول تون" بمقابل مادي كبير ، فالجميع أستحل النتـش ، لأننا نعتبر مثل هذه الظواهر مجرد ظاهره عاديه أو طبيعيه ، و لم نكلف أنفسنا عناء تحليل مثل هذه  الظواهر التي باتت حقيقة لا يمكن إنكارها  ، فمواقع التواصل الإجتماعي ، أصبحت تمتلك قوة كبيرة تتيح لها إبراز قضايا بعينها وإغفال قضايا أخرى، من الممكن أن تكون أكثر أهمية.

أحمـد مصطفي أمين  يكتب ::  الجـري.. في زمــن النـتـــش

وبمرور الأيام تحول الـ«ترند» إلى عصا غليظة يستخدمها البعض للحصول على مكتسباته ، والبعض الآخر يلجأ إليها لفرض وجهة نظره سواء صحيح أم خاطئة، والجميع أصبح أسيرًا لـ«ترند» أو «هاشتاج»، وبات استخدام مواقع التواصل الاجتماعي يزداد تدريجيا حتى تجارة رابحه.

ربما يكونوا هؤلاء "النتـيشه" موهوبين ، ولكنهم موهوبين بموهبة أشبه بمدمري الحضارات على مر التاريخ ، فقد أرادوا متعمدين و مع سبق الإصرار أن يقدموا للجمهور فناً هابطاً مستوحي من واقع ما تحت الكوبري و إصلاحيات رعاية الأحداث ؛ ليقود موجة قويه من الأنحدار في ظاهرها الانحطاط و في باطنها الإسفاف، ويرسخ نموذج مبتذل للفن المصري.

أن هؤلاء يشكلون خطرًا كبيراً على مجتمعنا المصري لأن هؤلاء يفسدون بعبثهم الذوق العام ،ويساهمون في تدمير الشخصية المصرية بالكامل و أعتبره فيما أعتبر انه خطر على الأمن القومي المصري..! إذ ما أدركنا من له مصلحه مباشرة و غير مباشرة من إظهار هذا الوجه القبيح في ذكرى وطنيه.

وفق الله القائمين على أمر هذا الوطن، لإصلاح ما أفسده المفسدون، لتعود مصر وشعبها العظيم، بتاريخها العظيم، وبقدرات شعبها العظيم، لتبدع وتعلم وتتفوق في كافة ميادين العلم والإبداع… …حفظ الله مصر وشعبها من كل مكروه وسوء و تحيا مصر

تابع موقع تحيا مصر علي