الأزهر: عودوا أطفالكم على الذهاب إلى المسجد وشهود صلاة الجماعة
ADVERTISEMENT
بين مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، حكم صلاة الأطفال الذين لم يبغلوا الحلم، وهل يجب على ذويهم إجبارهم على الصلاة من باب تعويدهم عليها أم أن الإرشاد باللين والكلام يكفي؟
وتأتي هذه الفتوى ضمن عشرات الفتاوى التي يصدرها مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، في معرض رده على أسئلة المستفتين عن الأحكام الشرعية والفقهية لصيام شهر رمضان 2023 الموافق عام 1444 هجريا.
حكم ذهاب الأطفال إلى المسجد
وأكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أنه يستحب تعويد الأطفال على الذهاب إلى المسجد وشهود صلاة الجماعة فيه، مع تعليمهم آداب الحضور إليه، وعدم التشويش على المصلين، كما يعد ترفّق رواد المسجد بهم عمل صالح وتعليم نافع، وأحد أسباب حبهم له، وارتباطهم به، ومحافظتهم على فريضة الصلاة فيه.
فضل صلاة الجماعة في المسجد
وفي السياق ذاته؛ أوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن السعي إلى صلاة الجماعة في المسجد من خير الأعمال وأسناها، وسيدنا رسول الله ﷺ يقول: «مَن توضَّأَ للصلاةِ فأَسْبَغَ الوضوءَ، ثمَّ مشَى إلى الصَّلاةِ المكتوبةِ فصلَّاها مع الناسِ، أو مع الجماعةِ، أو في المسجِدِ، غَفَرَ اللهُ له ذُنوبَه» (أخرجه مسلم).
فضل تدبر القرآن
وأشار مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إلى أن هناك10 إضاءات لتدبر القرآن الكريم في شهر رمضان، والتدبر هنا يعني التأمل في نصّه وكلامه، وفهم دلالاته وأحكامه، والتفكر في كل ما جاء فيه؛ لأن تدبر القرآن هو الغاية من قراءته، وسبيل طاعة أوامره، واجتناب نواهيه، وهو عبادة يثاب عليها قارئ القرآن الكريم؛ قال تعالى: «كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ» (ص: 29).
وهذه الإضاءات لتدبر القرآن، تكمن في أن من هناك 10 أمور تعيين على تدبر القرآن الكريم:
أولها: التزام القارئ بآداب تلاوة القرآن من استحضار النية، والوضوء، والجلوس في مكان طاهر، والبعد عن المُلهيات، واستقبال القبلة ما أمكن، والبدء بالاستعاذة والبسملة، ومراعاة أحكام التجويد والأداء، والوقف والابتداء.
ثانيها: اغتنام أوقات حضور القلب، وهدوء النفس والجوارح في قراءة وتدبر القرآن الكريم؛ مثل وقت الفجر، والثلث الأخير من الليل.
ثالثًا: استشعارُ عَظَمَةِ القرآنِ الكريم، وأنه شفاءٌ من أمراض الشهوات والشبهات.
رابعًا: يقين القارئ أنه هو المخاطب بالقرآن الكريم، حتى يَتَلَقَّى رسائلَهُ ومواعظَهُ، وأوامرَهُ ونواهيه.
خامسًا: تحسين الصوت بالقرآن الكريم من المعينات على استشعار عظمته، وفهم معانيه؛ يقول سيدنا رسول الله ﷺ: «زيِّنوا القرآنَ بأصواتِكم» (أخرجه الحاكم).
سادسًا: الحرص على نقاء القلب، بالابتعاد عن الذنوب والمعاصي، فكلما كان الإنسان عنها أبعد كلما استطاع الفهم، ورُزِق من الله الفتح، قال سبحانه: «وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ..» (البقرة: 282)، وقال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا..» (الأنفال: 29).
سابعًا: أن يتفاعل القاريء مع ما يقرأه ويسمعه من آيات القرآن الكريم، فإذا وقف عند آية بشارة سأل الله إياها، أو آية عذاب تعوّذ بالله منها.
ثامنًا: تَكْرارُ الآيةِ المؤثرة في القلب وتَرديدُها باللسان، فذلك أقرب لاستحضار معناها والتأثُّرِ بها، وقد ورد عن أَبي ذَرٍّ رضِيَ اللهُ عنهُ أن النَّبِيَّ ﷺ قَامَ بِآيَةٍ يُرَدِّدُهَا حَتَّى أَصْبَحَ وهي قوله تعالى: «إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ» (أخرجه النسائي وابن ماجه).
تاسعًا: البحث في معنى الآيات ودَلالاتها، والاطلاع على ما ورد في تفسيرها وأسباب نزولها، وإعْمالُ الفِكْرَ والنَّظَرَ فيما تَدُلُّ عليه.
عاشرًا: أن يجتهد القاريء في تذكير غيره بكلام ربه سبحانه، فذلك من أسباب فهم القرآن وتدبره، يقول سيدنا رسول ﷺ: «بَلِّغُوا عَنِّي ولو آيَةً». (أخرجه البخاري).