من تاجر إبل إلى قائد مليشيات الدعم السريع..من هو حميدتي مفجر الأزمة السودانية؟
ADVERTISEMENT
شهدت السودان خلال الساعات الماضية، اشتباكات محتدمة بين مكونيين عسكريين الأول يتمثل فى الجيش السوداني والذي يترأسه الفريق عبد الفتاح البرهان والثاني قائد (مليشيات) الدعم السريع التى يرأسها محمد حمدان دقلو المعروف بـ "حميدتي".
أجواء ساخنة تعيشها الخرطوم وسط ترقب وتحذيرات دولية من خطورة تصعيد المشهد وجر الدولة التى تعاني من أوضاع اقتصادية حادة إلى حرب أهلية لن يستطيع أحد إيقاف نزيف الدماء فيها. فمنذ أن اندلاع النزاع المسلح قتل أكثر من 56 شخص وإصابة المئات، بينما مرشح العدد أن يكون فى تزايد خلال الساعات القادمة فى حال استمر النزاع بين القوتين العسكريتين.
من هو حميدتي مشعل فتيل الأزمة السودانية؟
خلاف بين قائد (مليشيات) الدعم السريع والجيش السوداني هو صراع ليس جديد أو وليد أمس وإنما كان صراع حذر يدور بين القوتين تم إيقاظه أمس وتحول إلى نزاع مسلح، فمن هو حميدتي الذي أشعل فتيل الأزمة السودانية وقلب الدولة رأساً على عقباً واثار موجة من التحذيرات الدولية والعربية من خطورة وتباعيات هذا التصعيد؟
تاجر أبل وخدع البشير
ينحدر حميدتي من قبيلة الرزيقات ذات الأصول العريية والتى تقطن فى إقليم درافور، وعمل وهو فى العشيرنيات من عمره فى تجارة الإبل فى ليبيا وتشاد، وفى التسعينيات من القرن الماضي ذاع صيته وجنى ثروة ضخمة، الأمر الذي دفع الرئيس المعزول السابق عمر البشير إلى تقريبه، وخاصة أنه كان يقود ميليشا كبيرة لحماية القوافل التجارية.
ويسيطر حميدتي قائد (ميليشات) الدعم السريع على عدد من مناجم الذهب فى دارفور، ومنح له صلاحيات لم تمنح للجيش، وأطلق اسم"قوات الدعم السريع" على المليشيا التابعة له والتى ينحدر معظم عناصرها من قبائل دارفور، كما زودت بالأسلحة الخفيفة وسيارات الدفع الرباعي.
جرائم مليشيات الدعم السريع
وكان حميدتي مقرب من الرئيس المعزول البشير، لكن خيب آمال الأخير وتخلى عنه بعد أن استنجد به البشير لقمع المتظاهرات فى محاولة من حميدتي تلميع صورته أمام العالم وصرف انتباهه عن انتهاكات لحقوق الإنسان التى ارتكبتها مليشياته فى دارفور.
ففي عام 2003 اتهم المتمردون فى دارفور، الخرطوم بتهميش مناطقهم اقتصاديا وسياسياً، الأمر الذى أدى إلى اندلاع نزاع مسلح بين الطرفين، وذكرت الأمم المتحدة إن مايقرب من 300 ألف شخص قتلوا فى ذلك النزاع ونزح الملايين من على ديارهم.
وشكلت قوات الدعم السريع عام 2013 بعد إعادة هيكلتها من قبل السلطات تحت قيادة جهاز الأمن وجهاز المخابرات الوطني السوداني، ويتم نشر هذه المليشيا فى الحدود للقيام بدوريات على الحدود الليبية السودانية من أجل جمع اللاجئين والمهاجرين غير نظاميين ويتم إعادتهم.