انطلاق مفاوضات الدوحة.. وشروط وقف الحرب فى غزة على طاولة المناقشات
ADVERTISEMENT
تستضيف العاصمة القطرية، اليوم الاثنين، جولة جديدة من المفاوضات بشأن وقف حرب غزة ومناقشة اتفاق الأسرى، وذلك بمشاركة وفد من إسرائيل وحركة حماس، إلى جانب مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية.
صفقة الأسري وإعمار غزة على طاولة مفاوضات الدوحة
ومن المقرر خلال هذه الجولة الجديدة التى تحتضنها الدوحة، مناقشة صفقة تبادل الأسري بين إسرائيل وحماس، بالإضافة إلى تحديد الخدمات اللوجستية لتوصيل مساعدات إنسانية كبيرة إلى القطاع بعد وقف إطلاق النار.
ومن بين القضايا المطروحة على الطاولة في الدوحة أيضاً إعادة إعمار غزة و بناء عدد كاف من المخيمات لإيواء ورعاية الفلسطينيين النازحين بعد فرار نحو 85 بالمئة من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من منازلهم بسبب الحرب.
كما سيتم مناقشة خطط ما بعد الحرب وتشكيل حكومة مؤقتة مكونة من تكنوقراط غير حزبيين لإدارة غزة عند سريان وقف إطلاق النار.
وذكرت مصادر مطلعة إن:" تلك الحكومة ستحتاج إلى كسب قبول إسرائيل والولايات المتحدة والمجتمع الدولي كهيئة تشرف على إعادة إعمار غزة – التي دمرها القصف الإسرائيلي منذ ما يقرب من خمسة أشهر.. وستبقى تلك الحكومة في السلطة حتى إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في غزة والضفة الغربية المحتلة".
وتأتي محادثات الدوحة بعد يوم من تصريح مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان بأن محادثات باريس أسفرت عن "تفاهم" بين إسرائيل وحركة حماس
وأضاف:"نود أن نرى عودة الرهائن، بما في ذلك الرهائن الأمريكيين، ونود أن نرى وقفا مؤقتا لإطلاق النار يخفف من معاناة الناس في قطاع غزة والمدنيين الأبرياء والنساء والأطفال..لذلك، فإننا نقول للجميع، بما في ذلك الحكومة الإسرائيلية، إن موقفنا الثابت هو بذل كل جهد للتوصل إلى هذا الاتفاق".
شروط حماس لاتمام صفقة الرهائن
ويأتي التقدم الذي تم إحرازه في محادثات الهدنة في أعقاب ما قالت المصادر الأسبوع الماضي إنه تحرك من جانب حماس للتخلي عن مطلبها بوقف دائم لإطلاق النار.وبدلا من ذلك، قبلت المجموعة وقفا مدته ستة أسابيع بشرط أن تبدأ المفاوضات للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار بمجرد سريان وقف إطلاق النار المؤقت، بحسب المصادر.
كما خفضت حماس عدد الفلسطينيين المسجونين في إسرائيل من 5000 إلى 3000، والذين تريد إطلاق سراحهم مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة منذ 7 أكتوبر
وقالت المصادر إن إسرائيل تبدي مرونة أيضا بشأن عدد السجناء الفلسطينيين البارزين الذين يقضون فترات سجن طويلة وتريد إطلاق سراحهم في إطار عملية التبادل.
ويعتقد على نطاق واسع أن ما لا يقل عن 30 من الرهائن الـ 130 الذين تحتجزهم حاليا قد لقوا حتفهم في الأسر.
وكان رد إسرائيل على الهجوم عبارة عن حملة عسكرية مدمرة أدت حتى الآن إلى مقتل ما يقرب من 30 ألف شخص وتدمير مساحات كبيرة من المناطق المبنية. كما أدى الهجوم إلى خلق أزمة إنسانية هائلة، حيث يواجه العديد من سكان غزة الجوع والمرض.
وسيدير محادثات الدوحة خبراء ومسؤولون أمنيون كبار، وليس رؤساء أجهزة المخابرات الأميركية ومصر وإسرائيل ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن، كما حدث في باريس الأسبوع الماضي.
وقالت المصادر إن المحادثات، التي من المتوقع أن تستمر ثلاثة أيام، ستنتقل إلى القاهرة أواخر الأسبوع الجاري أو أوائل الأسبوع المقبل.
أبرز نقاط الخلاف بين إسرائيل وحماس
لكن التفاهم الذي تم التوصل إليه في باريس لا يعني أن الهدنة قد تم التوصل إليها، على الرغم من أن المصادر قالت إن واشنطن تبدو مصممة على وجوب التوصل إلى هدنة قبل بداية شهر رمضان، إذا لايزال العديد من النقاط الخلاف بين حماس وإسرائيل بشأن العديد من القضايا الرئيسية.
وتريد حماس أن تقوم إسرائيل بإعادة انتشار قواتها كمقدمة للانسحاب الكامل من القطاع الساحلي. ومن جانبها، تصر إسرائيل على الاحتفاظ بدور أمني غير محدد وغير مقيد في غزة، وتظل مصممة على القضاء على حماس.
وفي هذه الأثناء، تصر إسرائيل على نقل عملياتها البرية إلى رفح، المدينة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة والتي تضم الآن حوالي 1.4 نازح فلسطيني.
وقد حذرت الولايات المتحدة والأمم المتحدة وآخرون، بما في ذلك مصر، مراراً وتكراراً من مهاجمة رفح، بحجة أن شن عملية برية هناك من شأنه أن يتسبب في خسائر فادحة في صفوف المدنيين.
وتريد إسرائيل أيضًا الحفاظ على مناطق عازلة في شرق وشمال وجنوب غزة لمنع حماس من الوصول المباشر إلى حدودها، كما أن لديها تحفظات بشأن ما تعتبره العدد الكبير من السجناء الفلسطينيين الذين تريد حماس إطلاق سراحهم مقابل إطلاق سراح الرهائن.
ويمكن أن تشكل حماس أيضًا عقبة أمام التوصل إلى تسوية دائمة للصراع في غزة، وفقًا للمصادر، التي قالت إن السلام في القطاع لا يمكن تحقيقه إلا إذا تخلت الحركة عن التزامها الراسخ بالكفاح المسلح ونزع السلاح في غزة.
وقال أحد المصادر: "الوسطاء لا يريدون أن تعلن إسرائيل أو حماس النصر عندما تتوقف الحرب".
وأضاف المصدر أن:" حكومة غير حزبية لا تمثل فيها حماس بأي شكل من الأشكال يجب أن تكون جزءا من صفقة وقف الحرب..إن العالم يحتاج إلى حكومة أخرى غير حكومة حماس للتعامل مع كافة القضايا التي يجب التعامل معها بعد انتهاء الحرب".