عاجل
الأربعاء 29 مايو 2024 الموافق 21 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

تضامناً مع غزة.. المقاطعة الشعبية صفعة اقتصادية لعمالقة الشركات العالمية وفرصة ذهبية للمنتجات الوطنية

حملات مقاطعة للمنتجات
حملات مقاطعة للمنتجات الداعمة لإسرائيل

اعتقد الجيش الإسرائيلي للوهلة الأولى أن الدخول إلى مدينة غزة وحشد جنوده وشن عملية عسكرية، إنها ستكون مجرد نزهة عسكرية سيقضوا مهمتهم المعلنة وهي القضاء على حركة حماس رداً على الهجوم الذي شنته الحركة في السابع من أكتوبر وسينتهي الأمر، لكن لم يعلموا أن هذه الحملة العسكرية هو القبر الذي حفره الجيش الإسرائيلي بآلته العسكرية وأن استخدام القوة المفرطة وإطلاق وابل من الصواريخ بشكل هستيري على مواطنين عزل وقتل آلالاف، هو بوابة الجحيم فتحتها إسرائيل ولا تستطيع الدولة العبرية إغلاقها أو الاحتماء من ريح الغضب الشعبي العالمي، إذ سقطت هذه الحرب القناع التي لطالما انخدع العالم فيه واختبئت إسرائيل بداخله. 

المقاطعة الشعبية صفعة اقتصادية لعمالقة الشركات العالمية 

هذه الحرب المستعرة في غزة والمستمرة لأكثر من نصف عام، أشعلت فتيل الاحتجاجات والمظاهرات وحملات المقاطعة الشعبية حول العالم التي انتفضت ضد الظلم والقهر والانتهاكات التي يمارسها الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطيني يوماً بعد يوم أمام مرأى ومسمع العالم وصمته المخجل والصادم وعدم قدرته على وقف الآلة العسكرية الإسرائيلية.

حملات مقاطعة للمنتجات الداعمة لإسرائيل في حربها على غزة

انتفاضة شعبية عالمية ضد المنتجات الداعمة لإسرائيل في حربها على غزة

فهذه الانتفاضات الشعبية العالمية كانت بمثابة صوت ومحاولة لإيقاظ الضمير العالمي لإنقاذ الشعب الفلسطيني من بطش الجيش الإسرائيلي. وبدأ المواطنين الداعمين لفلسطين حول العالم باستخدام كل أساليب الضغط لإيصال صوت والآلام سكان غزة وإنقاذهم قبل أن يتم إبادتهم جميعاً، وكانت ضمن هذه الأدوات هي حملات المقاطعة واستهداف المنتجات العالمية التي تدعم إسرائيل والتي حققت نتائج ملموسة وجعلت كبري الشركات الداعمة للدولة العبرية تدفع فاتورة هذا الدعم وتخسر اقتصادياً مليارات الدولارات. وفي مقابل ذلك شجعت هذه الحملات إحياء المنتجات الوطنية ونمت ثقافة لدى المواطن البحث عن المنتج المحلي ومعرفة المنتج قبل الشروع في شرائه وعما إذا كان هذا المنتج داعم للدولة العبرية أم لا. 

وعلى الرغم من عدم وجود أرقام دقيقة لحجم الأضرار التي تلحق بالشركات الكبرى العابرة للحدود جراء المقاطعة، فإن التأثير الاقتصادي موجود وواضح.

حملات المقاطعة فرصة ذهبية لإحياء المنتجات الوطنية

فحملات المقاطعة كان لها تأثير إيجابي على عدد من الشركات المحلية، والتوجه نحو المنتج الوطني، واستطاعت التعويض عن المنتجات الأجنبية التي تستوردها البلدان من شركات عالمية داعمة لإسرائيل.

وقام بعض المستثمرين المحلين باستغلال الفرصة لإنتاج سلع بديلة عن تلك السلع المقاطعة، أو إنشاء المطاعم أو المقاهي التي تقدم بدائل عن تلك المقاطعة، فنشط السوق المحلي ووفر فرص عمل جديدة.

والبعض يرى أن حملات المقاطعة تسبب خسائر للوكلاء المحليين وتنعكس سلبًا على الاقتصاد عبر زيادة البطالة، وقد يكون ذلك صحيح على المدى القصير، ولكنه يؤسس لصناعة محلية أوسع وأقوى وأثر تنافسا. حيث تأسيس أو توسيع الشركات والمصانع المحلية ستزيد من الإنتاج المحلي وستتوفر فرص عمل جديدة، وقد تكون العمالة التي خرجت من وكلاء الشركات العالمية هم الأوفر حظا بالحصول على العمل لخبراتهم السابقة.

تراجع أسهم شركات عالمية

وتتشكل حملات المقاطعة عامل ضغط على العديد من العلامات التجارية الغربية، وأصبحت كل جهة منها تحسب حساب أي موقف تتخذه وتراعي توجهات الشعوب حتى لا تواجه هذه الشركات بسلاح المقاطعة.

وبالنظر إلى تأثير حملات المقاطعة على كبري الشركات، حيث تراجع سهم ستاربكس للمقاهي المدرج في بورصة نيويورك بأكثر من 31% منذ التصاعد العالمي لمقاطعة العلامة التجارية التي تدعم إسرائيل في حربها على غزة 

شعار ستاربكس - ماكدونالدز 

وفي 30 أبريل، أعلنت ستاربكس عن أرباح وإيرادات ربع سنوية أقل من المتوقع للربع الأول 2024، إذ بلغ ربح سهم الشركة 68 سنتا مقابل 79 سنتا متوقعا.

كما كشف تقرير عن تراجع كبير في الأداء المالي لمطاعم "أمريكانا إنترناشونال" عملاق مطاعم الخدمة السريعة في الربع الأول من عام 2024. حيث انخفض صافي الدخل العائد إلى مساهمي الشركة الأم بنسبة 51.8%.

وفي يناير الماضي، أعلن رئيس ماكدونالدز التنفيذي كريس كيمبكزينسكي بأن الشركة شهدت ضررا ملموسا في عدد من الأسواق بالشرق الأوسط وخارجها بسبب الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة.

وخلال الفترة من 7 أكتوبر وحتى 4 يناير الماضي، خسر سهم ماكدونالدز في 21 جلسة تداول، وسجل أدنى مستوى له خلال هذه الفترة بجلسة 11 أكتوبر عندما بلغ 250.92 دولارا.

تابع موقع تحيا مصر علي