عاجل
الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

مثقفون بمعرض فرانكفورت يكشفون أسباب اهتمام السوق الألمانية بالأدب العربى

تحيا مصر

اختتم مشروع "كلمة" للترجمة التابع لدائرة الثقافة والسياحة - أبو ظبى مشاركته فى معرض فرانكفورت للكتاب بندوة تحت عنوان "الترجمة من اللغة الألمانية إلى اللغة العربية: فوارق الأصل والترجمة"، أدارها المترجم مصطفى سليمان.

تحدث فى البداية المترجم محمود حسنين مترجم كتاب الأطفال "أسبوع شيار المغوار" لبالو مار من الألمانية إلى العربية بتكليف من مشروع "كلمة"، عن التحديات التى واجهته لترجمة كتاب مليئ بتعابير تخص اللغة الالمانية وحدها واللعب بالكلمات، مثل تسميات أيام الأسبوع التى تختلف عن سواها فى اللغات الأخرى، واعتبر أن مهمة المترجم تبدأ من حيث تنتهى القواميس، وعلى المترجم أن يسأل نفسه ما المميز فى الكتاب الذى يترجمه وما الغرض من الأسلوب المتبع فيه مثل كثرة اللعب بالكلمات، ومن ثم محاولة إيجاد المعادل لتلك التعابير فى اللغة المستهدفة، وقد لجأ إلى دراسة أسماء أيام الأسبوع بالعربية القديمة للبحث عن ما يعادل التسميات الألمانية فتوصل إلى "شيار" الذى يعنى يوم السبت عند العرب قديماً.

وأشار المترجم محمود حسين، إلى وجود اهتمام فى السوق الألمانية بالأدب العربى فى ظل تدفق اللاجئين إلى أوروبا، وهو اهتمام يختلف عن الاهتمام الموسمى السابق، والذى صاحب الأحداث الكبرى فى المنطقة مثل هجمات 11 سبتمبر والربيع العربى.

وقالت الباحثة ريناته رايشينشتاين من دار نشر أوتنجير إن كتاب "أسبوع شيار المغوار" قد طبع عام 1973 وقد ترجم إلى الهولندية فقط، وخلال الثمانينات رفضت ترجمته إلى العديد من اللغات لأنه مغرق فى اللغة الألمانية وفيه مضمون أعتقد أنه لا يلقى اهتماماً لدى الأطفال، غير أن ترجمة الكتاب بدأت تنتعش تدريجياً فى عام 1985 حتى وصلت إلى 38 لغة وأصبح ناجحاً عالمياً، وفيما توقفت الطبعات الدولية إلا أن الطبعات بالصينية مستمرة حتى أنهم ترجموا كل كتب المؤلف.

أما الروائى ديفيد فاجنر فقد اعتبر أن الترجمة تؤثر فى العمل الأدبى بطريقة أو أخرى وليس من الصائب اعتبارها تحصيل حاصل، فروايته الأولى ترجمت إلى 70 لغة وكانت سعادته مثل الفوز بجائزة اليانصيب، واعتبر أن المترجم هو قارئ مخلص فهو من يكتشف الأخطار التى لا يتنبه لها الكاتب نفسه أو الناشر، وهو يثق فى المترجمين لأنهم بعبارة مجازية مثل الخياطين يعيدون خياطة البذلات من قماشة النص الذى كتبه المؤلف.

ورأى ديفيد فاجنر، أن هناك ظاهرة تتمثل فى الحاجة لقول القصص وخاصة المهاجرين حيث تتطور ملكات الكتابة، وأشار إلى الكاتب عباس حيدر الذى كتب عن تجربته الشخصية بالهجرة من بلده العراق إلى أوروبا قبل موجة المهاجرين، ثم بعدها تمكن من الكتابة بنفسه بالألمانية عن هذه المعاناة.

من جهته اعتبر الكاتب والصحفى أندرياس أوهلير، أن المترجم الناجح هو من يبرع فى اللغة المستهدفة بحيث يكون على نفس الصفحة مع القارئ، فهو ينقل ثقافة كاملة بنبضها اللغوى الحى، ففى كتاب "أسبوع شيار المغوار" أطفال بدون أصدقاء وغارقون فى خيالاتهم وهذا موجود فى كل الثقافات، ولو نقل المترجم المخاوف من هذه الحالات والمشاعر المصاحبة لها لكانت الترجمة موفقة ومؤثرة، ولفت إلى وجود ثقافة مرحبة فى ألمانيا فالكل يمكن أن يأتى بثقافته وأدبه إليها، ففيها عالم مؤسس للأدب، بما فيها ما يصاحب موجات المهاجرين.
تابع موقع تحيا مصر علي