عاجل
الأربعاء 08 مايو 2024 الموافق 29 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

تعديل تشريعي يثير الرأي العام.. اقتصار الخلع عند الضعف الجنسي.. عاطف مخاليف: بعض القضايا بسبب "شخير الزوج".. 75% من حالات الطلاق نتيجة الخلع.. ومعارضون يحذرون من ضياع حقوق المرأة

تحيا مصر

حالة من السخط والرفض القاطع شهدها الرأي العام في الفترة الأخيرة، على خلفية مقترح برلماني بتعديل تشريعي على قانون الأسرة، واقتصار حق الزوجة في الخلع على "الضعف الجنسي" فقط.

الاعتراضات انصبت على مقدم مشروع التعديل النائب، عاطف مخاليف، لاسيما وأن الضعف الجنسي ليس هو السبب الوحيد في حالات الانفصال أو الأسباب التي تؤدي إلى الخلع.

وتتعدد الأسباب التي تدفع السيدات للخلع، منها سوء المعاملة أو عدم الإنفاق أو استحالة العيش بين الطرفين، والقواعد الفقية والشرع أقرا بحق الزوجة في الانفصال ليس بسبب الضعف الجنسي فقط، وإنما لأسباب عديدة.
دوافع النائب عاطف مخاليف، باقتصار حالات الخلع على الضعف الجنسي، يعود لوجود بعض القضايا المنظورة أمام المحاكم وأسبابها لا تؤدي بالضرورة للخلع، مستشهدا على سبيل المثال بسبب "شخير الزوج".

وقال مخاليف: ترك الأمر للزوجات للخلع دون محدد، تسبب في حدوث فوضى، كاشفا أن 75% من حالات الطلاق في مصر عن طريق الخلع، مُشيرا إلى أن حالات الخلع في الإسلام، لم تتم إلا مرة واحدة وكانت لظروف قاسية، ومؤكدا أن قانون الأسرة الحالي "مهلهل" ويحتاج لتدخل تشريعي عاجل في دور الانعقاد الأخير.

من جهتها رفضت الدكتورة عبلة الهواري، عضو اللجنة التشريعية بالبرلمان، التعديل المقترح، مؤكدة أن الخلع حق للزوجة في حال استحالة العيش وله العديد من الأسباب، وليس الضعف الجنسي فقط.

وأشارت النائبة، إلى أن اقتصار الخلع للمرأة على حالة واحدة هو تقييد لحريتها، خصوصا وأن هناك مسببات كثيرة تدفع الزوجة لهذا الأمر.

وحذر النائب خالد حنفي، من أن اقتصار الخلع على حالة واحدة يؤدي لضياع حقوق المرأة، لاسيما وأن هناك مسببات كثيرة للخلع، متمثلة في المعاملة السيئة وحبس الزوج وكل ما يتعلق باستحالة المعيشة بين الطرفين.

وأوضح استاذ الفقه المقارن والشريعة بجامعة الأزهر، أحمد كريمة، أن بعض القضايا المنظورة أمام المحاكم في شأن الخلع، يلجأ القاضي فيها إلى التطليق للضرر، مشيرا إلى أن أغلب حالات الخلع تكون لعدم الميل القلبي.

وأفاد الموقع الرسمي للمجلس القومي للمرأة، بأن الإسلام شرع الطلاق رغم أنه أبغض الحلال عند الله، وأحل للزوج تطليق زوجته بإرادته المنفردة، فقال تعالى: (وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ).

وأوضح المجلس، أن الهدف من الزواج وهو إنشاء أسرة تقوم على المحبة والمودة والرحمة، وقيام الأسرة على أساس سليم يخلق مجتمعا سويا مترابطا، أما اذا حلت البغضاء والكراهية بين الزوجين محل المودة والرحمة، واستحالت العشرة بينهما، أحل الله التفريق بينهما من أجل العيش في سلام وسكينة، وتربية الأطفال في أجواء صحية بعيدة عن مشاعر البغض والكراهية، لأنه في هذه الحالة تفتقد الزيجة مضمونها وتحيد عن الهدف المقصود منها.

وأحل الله الطلاق والخلع لتحقيق التوازن بين الزوجين فلم يحرم أي منهما الحق في إنهاء الحياة الزوجية غير المتوافقة، فالطلاق والخلع كلاهما شرع لعلاج مشكلات يتعذر معها التوافق بين الزوجين، وكلاهما نظام عادل في إطار الهدف من الزواج.

وأشار المجلس إلى أن الله سبحانه وتعالى قد أحل للزوج تطليق زوجته إذا استحالت الحياة بينهما من وجهة نظره، فإن الله سبحانه وتعالى أحل للمرأة الخلع من زوجها لنفس السبب وهو احد جوانب العدل الإلهي للخلق.

تابع موقع تحيا مصر علي