ماذا بعد قرار الفيدرالي الأمريكي برفع الفائدة ؟.. باحث اقتصادي يجيب
ADVERTISEMENT
قال الباحث الاقتصادي أحمد أبو علي أن العالم يمر بلحظات عصيبه يشهدها العالم أجمع الان ، وتحديات قد تكون أكبر من قدره دول عديده علي تحمل آثارها ، ليس ببعيد أن تختفي دول من المشهد الاقتصادي خلال الفتره القادمه، منوها أن الاقتصادات الناشئة تواجه أزمه طاحنه الان قد تكون أشبه بالغوص في رمال متحركة على وقع أزمات تداعيات جائحه كورونا والحرب الأوكرانيه الروسيه.
وقال أبو علي أن قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي برفع أسعار الفائدة ، والتي لن يتوقف مسلسل الزياده بها خلال الفتره القادمه، وفي خضم ذلك تهتز عملات الدول الناشئة بقوة، في مقابل الدولار، وترتفع تكلفة الديون "الفوائد"، وهو ما يشكل لحظات حرجة تعيشها الاقتصاديات الناشئه، وهو ما يسبب حاله من عدم اليقين تسيطر علي الأجواء الان .
ماذا بعد قرار الفيدرالي الأمريكي برفع الفائدة ؟.. باحث اقتصادي يجيب
وتابع الباحث الاقتصادي أحمد أبو علي انه يستلزم على حكومات الدول الناشئة تسريع إعادة الهيكلة، الا أن التحدي الأخطر بأن تلك التدابير التقشفية تكون مصحوبة غالباً بتشنجات اجتماعية .
وتابع ابو علي أنه وفقاً لتقديرات البنك الدولي - يشكل الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة 22.9 تريليون دولار، أي نحو 25 في المئة من الناتج العالمي في 2021، وهو أكبر من الناتج الإجمالي المشترك لـ170 مستطردا:” دولة. أميركا هي القوة الاقتصادية العظمى في العالم، فالدولار الأميركي هو العملة المعيارية للسلع والخدمات والعملات الأخرى علي مستوي العالم ، و يهيمن على 60 في المئة من احتياطي العملات عالمياً، ومن ثمّ يؤثر سعر الفائدة في الدولار، في بقية الدول وحركة التجارة والأموال وتنافسية الاقتصادات الأخرى”.
أبو علي:السندات الحكومية الأميركية هي الملاذ الأكثر أماناً
واكمل أبو علي أن السندات الحكومية الأميركية هي الملاذ الأكثر أماناً؛ حيث تكتسب قوتها من موثوقية الدولة وامتلاكها قدرة على إصدار الأموال (الدولار)، وهو مايعني أن أميركا وحدها هي التي تعطي دول العالم احتياجه من الدولار ، وتأخذ منها سلعاً وخدمات، ولذلك فإنه من المتوقع، أن تكون هناك خمسة ارتفاعات أخرى لمستويات الفائدة العام الحالي وثلاثة ارتفاعات العام المقبل.
ولذا فإن قيام الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة اليوم شكل ضربه قويه لكافه البنوك المركزية حول العالم، مما قد يهدد استقرار الاقتصادات الناشئة بإيجاد أجواء مربكة ومنفرة لرؤوس الأموال الأجنبية؛ ما يدفعها إلى مغادرة تلك الأسواق والاستقرار في الولايات المتحدة، وهو ما حذر منه صندوق النقد والبنك الدوليان، حيث قالت المديرة العامة لصندوق النقد كريستالينا غورغييفا إن الحرب في أوكرانيا والأزمات الاقتصادية أظهرت الشرخ الحاصل في جسد النظام الاقتصادي العالمي، موضحة أن الصندوق سيخفض مجدداً توقعاته للنمو العالمي ، مما يعني أن المستقبل يتسم بعدم يقين، مما يؤكد أن الأيام القادمة ستشهد فجوه كبيره بين الدول الغنية والفقيرة، وبالتالي فأن تلك التحديات هي الأكثر تعقيداً على مستوى العالم في مجال وضع السياسات الاقتصادية في عصرنا هذا.
أبو علي: مشكلات اقتصاديه للدول الناشئة والفقيرة بعد قرار الفيدرالي الامريكي
وأكمل الباحث الاقتصادي :” مايزيد من تعقيد الأمور هو أن الدول الكبرى تواجه الأزمة العالمية الان بسياسات تحقق مشكلات اقتصاديه للدول الناشئة والفقيرة، في ظل تشوهات النظام الاقتصادي العالمي وعدم عدالته؛ لذا فإننا لابد وأن نعي جيدا أن الحرب الأوكرانية تهدد بتدمير اقتصادات دول نامية عدة، تواجه الآن ارتفاعاً في تكاليف الغذاء والطاقة وأزمات مالية متزايدة، وهي التي كانت تكافح بالفعل قبل الحرب لمواجهة الجائحة، من دون تمويل كافٍ لإنعاش اقتصاداتها، حيث أنه وفقا لتقرير الامم المتحده ( الاونكتاد) أن 107 دول تتعرض بشكل كبير لبعد واحد على الأقل من أبعاد أزمة الغذاء والطاقة والتمويل، وأن 69 دولة معرضة للأزمات الثلاث، في ظروف مالية صعبة للغاية، ومن دون تمويل خارجي لتخفيف الأزمة.
ونوه ان البنك الدولي اشار إلى تفاقم مخاطر الديون بخاصة في أفريقيا، كما أن العقوبات على روسيا تزعزع الاقتصاد العالمي المتعثر أصلاً، بسبب كورونا، ما يشي باضطرابات هائلة في سلاسل التوريد مع ارتفاع أسعار السلع الغذائية ومصادر الطاقة؛ ما رفع بدوره معدلات التضخم عالمياً، وفقاً لأرقام بنك التسويات الدولية، 60 في المئة من الاقتصادات المتقدمة تشهد معدلات تضخم سنوية أعلى من 5 في المئة والاقتصادات الناشئة تعاني معدلات أعلى من 7 في المئة، دفعت الحرب في أوكرانيا اقتصادات كثيرة إلى مزالق بالغة الصعوبة. أعلنت سريلانكا توقفها عن سداد ديونها، وسط احتجاجات جماهيرية مطالبة بإقالة الرئيس والحكومة؛ وشددت وزارة المالية على أن تداعيات الجائحة والحرب الأوكرانية أدتا إلى تآكل الموقف المالي لسريلانكا، لدرجة أن استمرارها في سداد التزاماتها بات مستحيلاً”.