المهندس أشرف رشاد الشريف ممثل الأغلبية البرلمانية يكتب: «الحوار الوطني» بين روعة الفكرة وعبقرية الدعوة
ADVERTISEMENT
توقفت كثيرًا أمام هذه الفكرة الرائعة، منبهرًا بأطروحاتها أيًا ما كان نتائجها.
فالطرح في حد ذاته عبقرية.. إتاحة منصات الحوار لكل الأطياف بحثًا عن تلاقي الأفكار فكرة رائدة في حد ذاتها كفيلة بأن تجعلك تتوقف أمامها كثيرا بالإعجاب والثناء.
ومما لا شك فيه أن طرح مشاركة واسعة وفعالة من مختلف القوى السياسية والنقابية والمجتمع الأهلي والشخصيات العامة والخبراء، فرصة حقيقية لتعظيم دور الجميع فى صنع مستقبل وطنهم..
كما أنها فرصة لتفعيل النقاش بحثًا عن الوصول لمخرجاتٍ جديةٍ تكون بمثابة خطوة فارقة في مسيرة البناء نحو الجمهورية الجديدة..
وتعتمد هذه الخطوة على فرضية رئيسية وهى تحقيق تطلعات تتوافق الأمة على تطبيقها عبر حوار وطني شامل وديمقراطي فى ظل معطيات متغيرة تفرض على هذه الأمة المشارَكة فى تجاوز الأزمات وتحقيق التطلعات.
لقد كان الطرح عظيمًا من رئيسٍ صلب في إيمانه بوطنه، راسخٌ في ثقته في شعبه وقدرته على تحقيق مستقبل يليق بهذا الوطن العظيم.
لقد بلور سيادته فكرته بوضوح فى كلمة الافتتاح، أن دعوته للحوار تأتي من يقين راسخ لديه بأن أمتنا المصرية تمتلك من القدرات والإمكانيات، التي تتيح لها البدائل المتعددة، لإيجاد مسارات للتقدم..
كما جاءت دعوة سيادته انطلاقًا من إيمانه الراسخ بأن مصرنا الغالية، تمتلك من كفاءات العقول، وصدق النوايا، وإرادة العمل، ما يجعلها في مقدمة الأمم والدول.
ولقد كانت كلماته ملهمة لكل المشاركين وكاشفة على ثقة القيادة السياسة فى الجميع، ما أراه سيصل لمخرجاتٍ تليق بروعة الفكرة وعبقرية الدعوة.
وكلى ثقة أن كل الأطياف ستتخلى عن الانحياز لنفسها لصالح الوطن، وسيلتقي الفرقاء في الرأى تحت مظلة المستقبل كلهم فاعل في شراكة وطنية مخلصة.
إن فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى أنقذ وطنه من براثن الرجعية وأعداء الأمة، مازال يسطر صنع تاريخ هذا الوطن العريق، وما زال يحافظ على انحيازه الصادق والفعلى لأبناء الوطن..
ومن المنطقي والمقبول في أي حوار وطني يشمل كل الأطياف أن نرى أفكارًا حالمة وأخرى متشائمة وغيرها من تباين الرؤى والمنظور، المهم فى النهاية أن تصب تلك الأفكار فى بوتقة الوطن لتخرج لنا فكرًا يليق بمصر، ويوافق الواقع، وممكن التحقيق وفق المعطيات الآنية والظروف الحالية..
إن حوارنا الوطني هو تجربة متفردة فلم يكن لنمذجة تجارب دولية قد لا توافق الواقع المصرى، ولم يكن هدفه أبدًا التماهي في التحليق فوق الأرض التى نحيا عليها دون شعور بما تعانيه.
إن الحوار بلورة لتلاقي الجميع بفكرٍ مستنير يدرك واقعه، ويُلم بأدواته، ويَعلم مشاكله، ويبحث عن الحلول المنحازة للمستقبل ولو قست على الواقع.
فعلى سبيل المثال فيما واجهنى في المحور السياسي لقد كان طرح القوائم النسبية في الانتخابات القادمة طرحًا متفائلًا وبحثًا عن نجاح حققته دول أخرى بهذا النمط الانتخابى..
لكننى أراه غير قابل التحقيق في الوقت الراهن، ولا يلائم الحياة السياسية المصرية؛ حيث تظل القائمة المطلقة المغلقة هي الأنسب والأكثر ملاءمةً وتعبيرًا للناخب والأحزاب..
و استطعت التعبيرعن رأيي واستمعت للآخر وأسعدني تبادل الرؤى وسأكون سعيدًا بمخرجات الحوار أيًا كان موافقًا لرأيي أو محققا لما أخالفه.
تلك هى الثمرة الأكبر والإنجاز الأهم (النقاش وتبادل الرؤى والتلاقي في الأفكار بما يحقق مصلحة وصالح مصر وأبناء شعبها العظيم).
وختامًا.. تحية تقدير لقائدنا المخلص، المحب لشعبه، المؤمن بقدراته، المنتصر دومًا والمنحاز لكل ما يحقق أحلام أمة عظيمة عانت كثيرًا على مدى تاريخها.