عاجل
الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

النائب محمد فؤاد يكتب: منظومة التعليم بين آفة مجتمع وتعتيم وزير

د.محمد فؤاد عضو مجلس
د.محمد فؤاد عضو مجلس النواب

بعض الأمور عند تقييمها لا يجب أن نكون مستقطبين في الحكم عليها، فليست كل المواقف إما أبيض أو أسود، ولكن قد يكون الرمادي هو الأفضل، وخاصة إذا كان الأمر له نصيب مع الإيجابيات والسلبيات، ولكن آفة مجتمعنا هو فكرة الاستقطاب وعدم محاولة دراسة الموقف المعارض، لعل وعسى أن نتفهم دوافعه، وأن نحاول إصلاحه.

فمنذ أيام قليلة، شهدت أولى تجارب امتحانات النظام الجديد للثانوية العامة، فشلا في التطبيق أفضى إلى استقطاب متناقض في الشارع حول فائدة المنظومة الجديدة البعض، وقف البعض في صف الوزير طارق شوقي والآخر طالب بإقالته فورا، ولم يحاول أحد التمعن في الأمر أن يقف على مسافة وسطى يستطيع خلالها الحكم بعدل على المنظومة الجديدة وفكر الوزير.

الوزير ليس المسئول الوحيد عن المنظومة الجديدة ويتشارك، فهو يضع الخطط والتنفيذ متوقف على الإمكانيات المتاحة، وتعاون باقي الوزارات المعنية، حيث أن تطوير التعليم ليس دور طارق شوقي فقط ولكن الجميع في الحكومة له دوره يجب أن يقوم به على أكمل وجه حتى تفلح المنظومة برمتها.

لا أحاول أن ألتمس مبررات للوزير تعفيه من المسائلة فلست معنيا بذلك، ولكن إصلاح منظومة التعليم هو مستقبل الدولة ويجب أن نكون منصفين في الحكم على أي تجربة تطوير، حرصا على تطوير المنظومة وتوفير بنية تعليمية قادرة على إخراج مواطن مثمر له رؤيته النقدية وثقافته التي تخدمه قبل أن تحيي آمال الوطن.

فبالطبع هناك تقصير يتحمله الوزير، حيث أن فكرة عدم الاعتراف من البداية بالأزمات التي تواجه المنظومة الجديدة من تمويل واستعدادات بالمدارس وآليات تكنولوجية، تجعله يتحمل المسئولية الآن، لأنه لم يصارح بالأزمات، التي كانت من الممكن أن تقلل من حدة الرد على عدم النجاح في التجربة في بداية التنفيذ، وتجعل هناك فرصة لالتماس المبررات وإعطاء فرصة جديدة، خاصة وأن هناك إجماع على فشل النظام الحالي، مما يجعل الجميع يتقبل تجربة نظام مختلف.

حذرت مبكرا من ان هناك أزمة ستواجه المنظومة الجديدة بسبب مشكلات فنية يجب إيجاد سبل في البداية لحلها، تخص التابلت وتجهيزات المدراس المطلوبة للتوافق مع المنظومة الجديدة وغيرها، إلا أن الرد كان يأتي من الوزارة غير شفاف يحاول التقليل من تأثير ذلك على المنظومة، وغير منفتح في التناقش حول أزمات التطبيق وآليات حلها، مما أنتج في النهاية ما وصلت إليه أولى نتائج التطبيق.

أي تجربة جديدة بالطبع تكون صعبة في البداية، وتحتاج إلى فترة ملائمة حتى يتم صبغها على وضع الدولة وثقافة مواطنيها وإمكانيات التنفيذ، وأيضا لدراسة سلبياتها وإيجاد حلول لها، مما يتطلب الصبر في الحكم عليها وإعطاء الوزير فرصة لتطبيقها.

الأرض الموعودة التي يحاول الدكتور طارق شوقي الوصول إليها، الجميع يحلم بها، ولكن لا بد أن يكون هناك آليات واضحة للتنفيذ قائمة على استغلال إمكانيات الدولة المتاحة، بجانب الشفافية في طرح أزمات التطبيق، حتى لا نعظم من آمالنا ونتجاهل ما قد يعيق النجاح الكامل في البداية.
تابع موقع تحيا مصر علي