عاجل
الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

رضا البلتاجي يكتب: سحقا لشهر الجوزاء

تحيا مصر

صدفة بتابع فيلم بين القصرين لـ«نجيب محفوظ» للمرة الخمسين والذى يحكى عن تراث مصر، عشرينيات القرن الماضى، استوقفنى حوار كوميدى بين زنوبة الغازية (المرحومة نادية لطفى) مع عشيقها العربيد يسن ( الفنان المرحوم عبد المنعم إبراهيم) وهى تسأله عن سن أبيه فقال لها عنده 55سنة إنما صحته ايه حديد،  وهو حال الناس فى هذه الفترة إذ كان متوسط الأعمار لا يتجاوز الخمسين عامًا ولم تكن اللقاحات والأمصال تُعرف بعد، اليوم وأنا اتلقى لقاح كورونا رأيت رجال ونساء وقد تجاوز بعضهم  الثمانين يقفون طوابير فى مركز الصحة للتطعيم ضد الفيروس المستجد، والذى لو شرفنا قبل قرن من الآن لكان معها فناء البشرية، ادعوا للعلم والعلماء بمختلف أديانهم فى شتى بقاع الأرض ولا تقفوا عند المسلمين فقط.

اتحاد الكرة والقسم الثاني 

تعليمات اتحاد الكرة للجنة الحكام بعدم إسناد مباريات القسم الثانى إلى الحكام الدوليين وأصحاب رخصة الفار وإعطاء الفرصة لحكام الصف الثانى، تحقيقا للعدالة بين الحكام، وهى وجهة نظر جميلة وتحترم إلا أن السباق احتد والصراع على أشده فى الأسابيع الأخيرة لنيل بطاقة الصعود للدورى الممتاز والهروب من شبح الهبوط لدورى السبنسة فى المجموعات الثلاث، دفع الضرر مقدم جلب المنفعة، لذا أرى وقف العمل بهذا القرار ماتبقى من مباريات.

شوكة فى ظهر الدولة

قبل سنة قام إمام وخطيب واحد من كبيريات المساجد ببناء هيكل مجسد للكعبة، وجمع عدد من الأطفال لعمل محاكاة العمرة والطواف فى نطاق المسجد فى تصرف شاذ وغريب استدعى تدخل الأمن المثقل بعديد المشاكل والمصائب، لحفظ الأمن وغاب عن الأنظار لعدة شهور قيد التحقيق للتأكد من سلامة قواه العقلية  وعاد قبل يومين إلى نطاق سكنه فى ظل استقبال الفاتحين بالطبل والزمر وأحضان وقبلات من مئات  المؤيدين والمريدين والتابعين، كما لو صعد بنا لأولميياد طوكيو وكأنه لايوجد فيروس تسبب فى رعب البشرية كلها وحصد أرواح الآلآف يوميا، اسأل نفسى هل يجوز أن أجلس القرفصاء بعد ذلك أمام هذه النوعية من البشر اسبوعيا ليتحفنى بخطبة عن عذاب القبر والثعبان الأقرع، تبقى العشوائيات لقيام الساعة شوكة فى ظهر الدولة توأد كل محاولات الإصلاح  والتقدم.

فريق عمل من مستشفى الدمرداش تجاوز الأربعون نجح فى فصل توأم ملتصق عمره سنتان من دولة بورندى فى عملية جراحية نادرة استغرقت 16 ساعة شارك فيها تخصصات الجراحة والأطفال والتجميل والجلدية والباطنة والتخدير، تحدث عنها العالم كله، هكذا يكون التعاون مع الأشقاء فى القارة السوداء، هكذا تؤمن أمنك القومى، شكرًا لكل من ساهم، جراحة قد تغنيك عن حرب.

يونيو 

هو أبغض الشهور إلى قلبى، ففيه لقى الجيش المصري أقبح هزيمة واقتطع من لحم مصر قطعة هى الأعظم والأغلى  بثرواتها وبترولها ومعادنها، فى هذا الشهر غاب ثلاثون ألف شاب  بلا عودة، وأذكر الأمهات وهن تهيل التراب فوق الرؤوس حزنًا على فراق الأبناء، وآلاف الأطفال فقدن الأب والأخ وفتيات، حر من صحبة الخطيب والحبيب وظلاما غلف كل البيوت وشعور بالخزى والمرارة والعار وقد خدعنا الإعلام بأن القدس على مرمى البصر لنصطدم بواقع مرير لم نفق منه إلا  بعد ست سنوات مرت كألف سنة عندما ثار أبطالنا فى أكتوبر 73، المجد لجيش مصر ورحمة الله على شهدائنا ولعنة الله على شهر الجوزاء.  

تابع موقع تحيا مصر علي