عاجل
السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

في ذكرى رحيل «الصوت الباكي».. محمد صديق المنشاوي.. قرأ القرآن بالحرم المكي والأقصى.. ودعاه رؤساء الدول لزيارتهم

تحيا مصر

تحل علينا اليوم 20 يونيو، الذكرى 53 لرحيل صاحب الصوت الجهوري، الذي لقب بـ«الصوت الباكي» لما يحمله من نبرة حزينة، الشيخ محمد صديق المنشاوي، من أعلام تلاوة القرآن في مصر والعالم الإسلامي.

وينشر موقع تحيا مصر، أبرز المحطات في حياة الشيخ محمد صديق المنشاوي، مقرئ الجمهورية.

الشيخ محمد صديق المنشاوي

ولد بقرية المنشاة التابعة لمحافظة سوهاج في 20 يناير 1920،  أتم حفظ القرآن كاملًا في الثامنة من عمره، حيث نشأ في أسرة قرآنية توارثت قراءة القرآن، فكان أبوه الشيخ صديق المنشاوي، والذي تأثر به كثيرًا وتعلم منه قراءة القرآن.

رحل إلى القاهرة مع عمه القارئ الشيخ أحمد السيد، وحفظ هناك ربع القرآن في عام 1927، ثم عاد إلى بلده وأتم حفظ القرآن على يد مشايخ ثل محمد النمكي ومحمد أبو العلا، ورشوان أبو مسلم الذي كان لا يتقاضى أجرًا على التعليم.

لقب بـ«الصوت الباكي»

تميز المنشاوي ببصمة خاصة في تلاوة القرآن، حيث كان يحمل صوته مسحة من الحزن، حيث ذاع صيته لعذوبة صوته وانفعاله العميق بالمعاني والألفاظ القرآنية، حتى أطلق عليه «الصوت الباكي».

اعتماده في الإذاعة المصرية للقرآن الكريم

أرسلت إليه الإذاعة المصرية ليتقدم للاختبار حتى يصبح قارئًا معتمدًا، ولكنه رفض، فأمر مدير الإذاعة بأن تنقل إلى حيث يقرأ المنشاوي في إسنا، ولكنه رفض أيضًا، حتى وافق بعد وساطة وإلحاح، وتولى القراءة في مسجد الزمالك، وتم اعتماده عام 1953، ليبدأ رحلة تسجيل القرآن الكريم كاملًا مرتلًا ومجودًا للإذاعة المصرية، كما قام بقراءة مشتركة برواية الدوري مع القارئين كامل البهتيمي وفؤاد العروسي، وله أيضا العديد من التسجيلات في المسجد الأقصى والكويت وسوريا وليبيا.

المنشاوي في المسجد الحرام والمسجد الأقصى

قرأ الشيخ محمد صديق المنشاوي، القرآن، في المساجد الرئيسية في العالم الإسلامي، في المسجد الحرام بمكة المكرمة، ومسجد الرسول بالمدينة المنورة، والمسجد الأقصى في القدس، كذلك في عدد دول إسلامية كثيرة.

دعوات من رؤساء الدول لزيارتهم

سافر إلى الكثير من الدول، حيث أرسل له العديد من رؤساء الدول، دعوات لزيارتهم وقراءة القرآن الكريم، حصل الشيخ  المنشاوي على أوسمة عدة من دول مختلفة، كإندونيسيا وسوريا ولبنان وباكستان، وكان على رأس قراء مصر في حقبة الخمسينات من القرن العشرين مع القراء القران الكريم.

محاولة اغتياله

تعرض الشيخ محمد صديق المنشاوي، لمحاولة اغتيال في عام 1963، عقب انتهائه من إحدى السهرات التي كان يقرأ فيها، ودعاه صاحب المنزل لتناول الطعام مع أسرته، إلا أن أحد الأشخاص أمر طباخ المنزل بوضع السم له في أحد الأطباق، وقبل أن يبدأ في تناول الطعام، أقدم عليه الطباخ يرتجف وأخبره بما فعله وطلب منه عدم فضحه وعدم تناول الطعام الذي سيقدم له، وعندما تم وضع الطبق أمامه، عرفه على الفور وادعى الشيخ ببعض الإعياء أمام أصحاب الدعوة، ولكنهم أقسموا عليه فأخذ كسرة خبز كانت أمامه قائلًا: «هذا يبر يمينكم ثم تركهم وانصرف».

علاقته بالرئيس جمال عبد الناصر

عرف أن الرئيس جمال عبد الناصر، كان محبًا لصوت الشيخ المنشاوي، وطلب منه القراءة في مأتم والده، وبعد انتهاء العزاء دعاه للمبيت في الغرفة المجاورة، وفي الصباح طلب منه ترتيل آيات من الذكر الحكيم، ويقال إنه طلب بعدها من المسؤولين بالإذاعة تسجيل القرآن الكريم كاملًا مرتلًا بصوت المنشاوي، وهو التسجيل الذي طاف العالم ويتداوله حتى الآن الصغار والكبار.

وفاة «الصوت الباكي»

في 1966 أصيب بدوالي المرىء، إلا أنه أصر على التلاوة وبصوت جهوري رغم تحذير الأطباء له،  ولما اشتد عليه المرض، نقل إلى مستشفى المعادي، وعندما علم الرئيس عبد الناصر بشدة مرضه، أمر بسفره إلى لندن للعلاج على نفقة الدولة، إلا أن المنية وافته قبل السفر وتوفي في 20 يونيو عام 969 .

تابع موقع تحيا مصر علي