«مليار طن فوسفات و58 مليون طن إنتاج فعلي».. من قلب الصحراء منجم السكري يضع مصر بين كبار التعدين عالميًا
في عمق الصحراء الشرقية، حيث تمتد الجبال الصامتة وتخفي بين طياتها ثروات لا تُقدّر بثمن، لا تُكتب حكايات الذهب والفوسفات بالحبر، بل تُنقش بالصبر والعمل والسنوات الطويلة من البحث والتنقيب.
قصة مصر الحديثة في استثمار مواردها الطبيعية وتحويلها إلى ركيزة للنمو والتنمية
هناك، بعيدًا عن ضجيج المدن، تتشكل ملامح قوة اقتصادية صاعدة، عنوانها الثروات التعدينية التي أعادت رسم خريطة مصر على مستوى العالم، و من منجم السكري، أحد أعمدة صناعة الذهب عالميًا، إلى هضبة أبو طرطور التي تختزن كنزًا استراتيجيًا من الفوسفات، تتجلى قصة مصر الحديثة في استثمار مواردها الطبيعية وتحويلها إلى ركيزة للنمو والتنمية.
منجم السكري للذهب يُعد واحدًا من أكبر عشرة مناجم على مستوى العالم
كشف محمد عبد العظيم، صاحب مصنع أبو طرطور للفوسفات، ملامح هذه القصة خلال ظهوره في حلقة خاصة بُثت لأول مرة من داخل منجم السكري، في برنامج «على مسئوليتي» الذي يقدمه الإعلامي أحمد موسى على قناة صدى البلد.
حديثه لم يكن مجرد أرقام، بل شهادة من قلب المواقع الإنتاجية التي أعادت لمصر مكانتها على خريطة التعدين العالمية.
وأكد محمد عبد العظيم، صاحب مصنع أبو طرطور للفوسفات، أن منجم السكري للذهب يُعد واحدًا من أكبر عشرة مناجم على مستوى العالم، ليس فقط من حيث حجم الإنتاج، بل من حيث التأثير الاقتصادي والاستراتيجي.
إدخال مصر رسميًا ضمن قائمة الدول المنتجة للذهب
هذا المنجم، بحسب وصف، محمد عبد العظيم، صاحب مصنع أبو طرطور للفوسفات، نجح في إدخال مصر رسميًا ضمن قائمة الدول المنتجة للذهب، بعد سنوات طويلة كان فيها هذا القطاع بعيدًا عن الأضواء.
وأوضح محمد عبد العظيم، صاحب مصنع أبو طرطور للفوسفات، أن أهمية منجم السكري لا تقتصر على الذهب وحده، بل تمتد إلى كونه نموذجًا ناجحًا لكيفية إدارة الثروات الطبيعية وفق معايير عالمية، ما عزز ثقة المستثمرين وفتح الباب أمام مشروعات تعدينية جديدة في مناطق مختلفة من البلاد.
وانتقل الحديث إلى هضبة أبو طرطور، التي وصفها محمد عبد العظيم، صاحب مصنع أبو طرطور للفوسفات، بأنها واحدة من أغنى المناطق بالفوسفات في العالم، لما تتمتع به من مقومات طبيعية وبنية جيولوجية نادرة. وأشار إلى أن مصر تمتلك احتياطيًا ضخمًا من الفوسفات يُقدَّر بنحو مليار طن، وهو رقم يضعها في موقع متقدم عالميًا بين الدول المالكة لهذه المادة الحيوية.
الشركة نجحت في تحقيق إنتاج فعلي بلغ نحو 58 مليون طن من الفوسفات في أحد القطاعات
وكشف صاحب مصنع أبو طرطور أن الشركة نجحت في تحقيق إنتاج فعلي بلغ نحو 58 مليون طن من الفوسفات في أحد القطاعات، بينما سجل قطاع آخر إنتاجًا وصل إلى 10 ملايين طن، وهي أرقام تعكس حجم العمل والجهد المبذول، وتؤكد أن الحديث عن الثروة التعدينية لم يعد مجرد تقديرات نظرية، بل واقعًا ملموسًا على الأرض.
زيادة القيمة المضافة وتعظيم العائد الاقتصادي
وأشار إلى أن هذه النجاحات تفتح آفاقًا واسعة أمام الصناعات المرتبطة بالفوسفات، سواء في مجال الأسمدة أو الصناعات الكيماوية، ما يسهم في زيادة القيمة المضافة وتعظيم العائد الاقتصادي، بدلًا من الاكتفاء بتصدير الخامات.
وشدد عبد العظيم على أن ما تحقق في منجمي السكري وأبو طرطور يمثل رسالة واضحة بأن مصر تمتلك ثروات قادرة على دعم الاقتصاد الوطني، وتوفير فرص عمل، وجذب استثمارات، إذا ما استمر العمل بنفس الرؤية والتخطيط طويل الأمد.