مصر جسراً للطاقة بين إفريقيا وأوروبا.. الإنجازات التاريخية للربط الكهربائي في 2025
في قلب الشرق الأوسط، وعلى طريق الابتكار والتقدم، ترسم مصر اليوم خريطة جديدة للطاقة الإقليمية والدولية، لتصبح جسراً حيوياً يربط بين قارات إفريقيا وأوروبا، من خلال استراتيجية طموحة تعتمد على التطوير المستدام للطاقة وتوظيف أحدث تقنيات الربط الكهربائي، نجحت القاهرة في تحويل تحديات الكهرباء إلى إنجازات تاريخية، تدفع القطاع نحو مستقبل أكثر أماناً واستدامة.
التطوير المستدام للطاقة وتوظيف أحدث تقنيات الربط الكهربائي
شهد عام 2025 تحولات نوعية في قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة في مصر، حيث أظهرت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة قدرة فائقة على تحقيق نقلة غير مسبوقة في الأداء والخدمات. واستندت الاستراتيجية الوطنية للطاقة على خطة شاملة تشمل تحسين كفاءة محطات التوليد، خفض استهلاك الوقود، ومعالجة الفقد بنوعيه، إلى جانب تنويع مصادر الطاقة وزيادة مساهمة الطاقة المتجددة ضمن مزيج الطاقة الوطني.
مشاريع الربط مع السعودية وإيطاليا واليونان
في صميم هذه التحولات، يأتي محور الربط الكهربائي الذي عزز موقع مصر كحلقة وصل استراتيجية بين القارة الإفريقية وأوروبا، ففي إطار المشاريع الإقليمية، تم تطوير الربط مع كل من الأردن والسودان وليبيا، إضافة إلى مشاريع الربط مع السعودية، وإيطاليا، واليونان، بما يضمن تبادل الطاقة الكهربائية واستغلال أفضل للطاقة النظيفة.
الربط المصري-السعودي يمثل نقلة نوعية، حيث تبلغ قدرة التبادل الكهربائية بين البلدين 3000 ميجاوات، مع مراعاة اختلاف أوقات الذروة. ويشمل المشروع ثلاث محطات محولات كبرى، تمتد عبر خطوط هوائية وبحرية بطول إجمالي يصل إلى 1350 كيلومتراً، وتم الانتهاء من المرحلة الأولى لتبادل 1500 ميجاوات، في حين من المتوقع اكتمال المرحلة الثانية بنهاية الربع الأول من 2026، مع نسبة تقدم تفوق 80%.
الربط المصري-اليوناني والربط المصري-الإيطالي يهدفان إلى تبادل 3000 ميجاوات من الطاقة المتجددة، مع توقيع مذكرات تفاهم واتفاقيات تعاون لدراسة واستكمال البنية التحتية اللازمة لتصدير الكهرباء، ما يعكس التزام مصر بالمشاركة الفاعلة في سوق الطاقة الإقليمي.
مواجهة الحمل الأقصى الذي بلغ 39,800 ميجاوات خلال 2025
على صعيد الشبكة الوطنية، تمكن القطاع من مواجهة الحمل الأقصى الذي بلغ 39,800 ميجاوات خلال 2025، مع تحقيق استقرار التيار الكهربائي وتلبية احتياجات كافة القطاعات، مؤكداً قدرة مصر على الصمود أمام ارتفاع الطلب المستمر على الكهرباء.
بالإضافة إلى ذلك، عززت الوزارة استخدام الطاقة المتجددة وتحسين كفاءة الإنتاج، مع خطط مستقبلية لمواكبة التطورات المتسارعة في الطلب على الكهرباء، بما يضمن جودة الأداء والخدمات المقدمة للمواطنين. إن هذه الجهود تجسد رؤية مصر في أن تصبح منصة محورية للطاقة الإقليمية والدولية، لتجمع بين التنمية الاقتصادية المستدامة وحماية البيئة، ضمن استراتيجية طموحة تمتد حتى 2040.