مصر تؤمن احتياجاتها من الغاز الطبيعي لمدة 5 سنوات عبر 3 سفن تسييل جديدة وتضمن استقرار الكهرباء الصيف المقبل
في مشهد تتشابك فيه التحديات المناخية والاقتصادية، تُعلن مصر بثقة عن خطتها المستدامة لتأمين الطاقة، واضعة حدًا نهائيًا لأزمة انقطاع الكهرباء التي أثقلت كاهل المواطنين، استراتيجية طموحة تستند إلى تطوير منظومة الغاز الطبيعي وتحديث البنية التحتية البحرية، لتفتح آفاقًا جديدة من الاستقرار والازدهار.
حلول جذرية تحمي البلاد من تكرار أزمة الكهرباء
بعد أن عانى المصريون خلال العام الماضي من تقنين الكهرباء لتخفيف الضغط على الشبكة، أعلنت الحكومة المصرية هذا العام عن حلول جذرية تحمي البلاد من تكرار هذا المشهد.
أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن مصر حققت تقدماً ملموساً في تأمين حاجاتها من الغاز الطبيعي لفترة تمتد إلى خمس سنوات مقبلة، وذلك بفضل تشغيل سفن تسييل الغاز الجديدة في موانئ البلاد.
استيراد الغاز المسال وتحويله إلى غاز طبيعي لضخّه في الشبكة القومية
هذه السفن التي تم تجهيزها حديثًا، مثل "إنرجوس إسكيمو" التي دخلت الخدمة مؤخرًا في ميناء السخنة بطاقة تحويل تصل إلى 750 مليون قدم مكعب يومياً، تعزز قدرة مصر على استيراد الغاز المسال وتحويله إلى غاز طبيعي لضخّه في الشبكة القومية، لتغذية محطات الكهرباء والصناعات دون انقطاع.
ومن المخطط استقبال سفينة ثالثة خلال الشهر المقبل، ما يرفع قدرة استقبال الغاز إلى مستوى يغطي الطلب المتزايد.
وأوضح مدبولي أن هذه الخطوة ليست مجرد رد فعل للأزمات الإقليمية، مثل الحرب الإيرانية-الإسرائيلية أو توقف إمدادات الغاز الإسرائيلي، بل هي جزء من خطة استراتيجية وُضعت منذ أكثر من نصف عام لضمان أمن الطاقة الوطني.
من جانبه، أوضح الدكتور حافظ سلماوي، أستاذ هندسة الطاقة بجامعة الزقازيق والرئيس التنفيذي الأسبق لجهاز تنظيم مرفق الكهرباء، أن إنتاج مصر من الغاز انخفض مؤخرًا إلى نحو 4.1 مليار قدم مكعب يومياً، في حين بلغ الاستهلاك المحلي حوالي 6.2 مليار قدم مكعب.
ميناء السخنة يستقبل حاليًا سفينتين بقدرة 750 مليون قدم مكعب يومياً لكل منهما
لكنه أشار إلى أن ميناء السخنة يستقبل حاليًا سفينتين بقدرة 750 مليون قدم مكعب يومياً لكل منهما، بالإضافة إلى تجهيز ميناء دمياط لاستقبال سفينة ثالثة قريبًا، ما يؤمن مخزوناً يغطي أي فجوات مستقبلية في الإمداد.
ويستهلك قطاع الكهرباء حوالي 55% من الغاز الطبيعي بمعدل 3 مليارات قدم مكعب يومياً خلال ذروة الصيف، بينما تتوزع الكميات المتبقية على الصناعات الثقيلة والأسمدة والاستخدامات المنزلية.
ويتوقع الخبراء أن تحل أزمة الإمدادات بشكل نهائي بحلول 2028 عبر زيادة الإنتاج المحلي، وربط الشبكة بالحقول القبرصية، إضافة إلى التوسع في مصادر الطاقة المتجددة.
بدوره، أكد النائب عبدالباقي تركيا، عضو لجنة الطاقة بمجلس النواب، التزام الحكومة بعدم تطبيق تخفيف الأحمال هذا الصيف، معتبرًا سفن التسييل الجديدة ضمانة أساسية لاستمرارية التيار الكهربائي وتلبية احتياجات الصناعة والطاقة.