أيهدد الخلايا الشمسية؟ اكتشاف قديم في جبال روسيا قد يغير مستقبل الطاقة.
كشف تقرير نشره موقع Eco Portal عن احتمال حدوث تحول جذري في قطاع الطاقة المتجددة، مدفوعًا بإعادة اكتشاف معدن "بيروفسكايت" في روسيا، والذي قد يمثل مستقبل الخلايا الشمسية ويعيد رسم ملامح سوق الطاقة العالمي.
ورغم أن روسيا تُعرف تقليديًا بكونها أحد أكبر مورّدي النفط والغاز والمعادن في العالم، إلا أن هذا التطور يضعها على أعتاب دور محوري جديد في مجال الطاقة المتجددة، وتحديدًا في صناعة الخلايا الشمسية.
طفرة في الطاقة الشمسية… وتحدٍّ جديد للسيليكون
شهدت صناعة الطاقة الشمسية نموًا هائلًا خلال العقد الأخير، حيث تجاوزت القدرة المركبة عالميًا 1000 غيغاواط في عام 2023، بحسب بيانات ScienceDirect، وسط توقعات من Ember بأن يتضاعف هذا الرقم ليصل إلى 5000 غيغاواط بحلول عام 2030.
ورغم هذا النمو، لا تزال نحو 95% من الخلايا الشمسية تعتمد على السيليكون كمادة أساسية. إلا أن ذلك قد يتغير قريبًا، في ظل تنامي الاهتمام بـ"بيروفسكايت" كمنافس واعد وأكثر كفاءة.
"بيروفسكايت"... المعدن الذي أعاد روسيا إلى واجهة الابتكار
اكتُشف معدن بيروفسكايت للمرة الأولى في القرن التاسع عشر في جبال الأورال، وسُمّي بهذا الاسم نسبة إلى السياسي والعالم الروسي ليف بيروفسكي. وعلى الرغم من قِدم الاكتشاف، لم يُسلّط الضوء على إمكاناته الكبيرة إلا في السنوات الأخيرة.
ويتميز بيروفسكايت بخصائص فريدة تشمل انخفاض تكلفة التصنيع، وكفاءة عالية — تتجاوز 25% وفقًا لتقديرات Ossila — إلى جانب مرونة كبيرة في التطبيقات، وبصمة كربونية منخفضة مقارنة بالسيليكون.
وفي هذا السياق، أشار تقرير نُشر عبر منصة ResearchGate إلى أن اليابان نجحت بالفعل في تطوير خلايا شمسية مصنوعة من بيروفسكايت أرق من الورق، وهو ما قد يفتح الباب أمام استخدامات جديدة تمامًا في مجالات مثل الأجهزة القابلة للطي والمباني الذكية.
روسيا أمام فرصة استراتيجية في سوق الطاقة العالمية
تشير التحليلات إلى أن التكامل بين السيليكون وبيروفسكايت في خلايا شمسية مزدوجة قد يكون المدخل الواقعي لاعتماد المعدن الجديد دون التخلي الكامل عن البنية التحتية الحالية.
وإذا ما تم تسريع وتيرة الأبحاث والتطوير في هذا المجال، فإن روسيا، التي تحتضن احتياطيات ضخمة من هذا المعدن، قد تجد نفسها في موقع ريادي ليس فقط في تصدير الطاقة التقليدية، بل أيضًا في صياغة مستقبل الطاقة النظيفة عالميًا.
وفي ظل التحديات البيئية والاقتصادية التي تواجه العالم، يترقب الخبراء عن كثب تطورات هذا الملف، باعتباره أحد العوامل المحتملة لإعادة تشكيل خريطة الطاقة خلال العقد القادم.