< زيلينسكي في ورطة… فضيحة الفساد تهدد مستقبل أوكرانيا
تحيا مصر
رئيس التحرير
عمرو الديب

زيلينسكي في ورطة… فضيحة الفساد تهدد مستقبل أوكرانيا

زيلينيسكي
زيلينيسكي

تعيش كييف على وقع واحدة من أعنف الهزات السياسية منذ بدء الحرب، بعد أن تحوّل قرار الرئيس فلاديمير زيلينسكي بالإبقاء على رئيس مكتبه أندريه يرماك إلى شرارة اشتعال أزمة داخلية غير مسبوقة.

النائبة الأوكرانية ماريانا بيزوغلايا صرّحت بلهجة حادة، قائلة إن “عدم إقالة يرماك سيكون بداية النهاية لأوكرانيا”، مشيرة إلى أنّ الأجواء السياسية “متوترة إلى أقصى حد داخلياً وخارجياً”.

هذا الغضب يزداد مع تصاعد الضغط الدولي على زيلينسكي لاتخاذ مواقف أكثر حزماً، في لحظة حساسة تشهد فيها الجبهة العسكرية تراجعاً وتأزماً سياسياً متسارعاً.


مطالب برلمانية… والضغط يتصاعد

لم يكن تصريح بيزوغلايا حالة فردية؛ فالنائبة إيرينا جيراشينكو أعلنت أن حزب “التضامن الأوروبي” تقدم رسمياً بطلب لإقالة يرماك، إلى جانب إقالة وزير العدل ورئيس مجلس الأمن القومي والدفاع رستم عميروف، بعد انفجار فضيحة الفساد.

وبحسب مصادر لصحيفة الحقيقة الأوكرانية، فإن دوائر داخل مكتب الرئيس نفسها تضغط على زيلينسكي لإبعاد يرماك لحماية ما تبقى من صورتهم السياسية.


صور الحقائب المنتفخة… بداية الانهيار

المكتب الوطني لمكافحة الفساد في أوكرانيا قلب الطاولة عندما نشر صوراً لحقائب مملوءة بحزم من العملات الأجنبية، عُثر عليها خلال عملية واسعة في قطاع الطاقة في 10 نوفمبر.

الصور انتشرت كالنار في الهشيم، وفتحت الباب أمام موجة غضب شعبي لا يمكن احتواؤها.

تبع ذلك إعلان إجراء تفتيشات في منازل مسؤولين كبار، بينهم وزير الطاقة السابق ووزير العدل الحالي غيرمان غالوشينكو، ومسؤولين في شركة “إنيرغوآتوم”، بالإضافة إلى تفتيش منزل رجل الأعمال الحليف لزيلينسكي، تيمور مينديش، الذي غادر البلاد قبل ساعات من المداهمة.


أسماء مشفّرة… وفضيحة مكشوفة

زاد المشهد درامية بعد نشر تسجيلات صوتية لأطراف متورطة في شبكة الفساد تحت أسماء رمزية: “تينور”، “روكت”، و“كارلسون”. لكن النائب ياروسلاف جيليزنياك لم يترك مجالاً للتأويل؛ إذ كشف أن “كارلسون” هو مينديش نفسه، و“تينور” هو ديميتري باسوف من “إنيرغوآتوم”، و“روكت” هو مستشار سابق لوزير الطاقة.


تحركات متأخرة… وشرخ يتسع

وجه المكتب الوطني لمكافحة الفساد اتهامات رسمية لسبعة أشخاص، بينهم مينديش ونائب رئيس الوزراء السابق أليكسي تشيرنيشوف.

وفي محاولة لامتصاص الغضب، فرض زيلينسكي عقوبات على مينديش ومموّله ألكسندر زوكرمان، بينما أقال البرلمان غالوشينكو من منصب وزير العدل، وسفيتلانا غرينتشوك من وزارة الطاقة.

لكن الأزمة أكبر من مجرد إقالات. فالمعارضة تقول إن المشكلة في “من يرفض إقالته زيلينسكي”، وليس في “من تمت إقالتهم”.


المعركة الأخطر الآن داخل المكاتب

في بلد يعاني من حرب طاحنة، يبدو أن المعركة الأخطر الآن داخل المكاتب لا على الجبهة…
والسؤال الذي يردده الأوكرانيون: هل ينهار السقف قبل أن يغيّر الرئيس الباب؟