عاجل
الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

شيماء الفقى تكتب : ما بين حلم الماضى وغيوم الحاضر وبناء المستقبل

الكاتبة الصحفية-
الكاتبة الصحفية- شيماء الفقى

ماضى مشرق:

لا يخفى على أحد ما تمر به امتنا العربية من أحداث ، تلعب دوراً هاماً فى تشكيل الحاضر والمستقبل، وفى خلال هذه الأحداث نجد أن شباب أمتنا يعيش أحلام وأمجاد ماضينا ، غير آبهين بما يحدث فى واقعنا المرير ، لا يريدون أن يفيقوا من أحلامهم ، أو ينهضوا ليحولوا هذه الأحلام إلى حقيقة تنقذ أمتنا مما نحن فيه .
فإن عدنا إلى الوراء قليلاً ، لوجدنا أن بلادنا كانت نبض الدنيا ، من أقصاها لأقصاها ، يخشاها القاصى والدانى، تمتلئ من الخيرات الإقتصادية والعلمية ، وتتوج بالنماذج البشرية المضيئة ، ما كان يؤهلها أن تسود الدنيا بعلمها وحضارتها على مر عقود طويلة، وهذا ما يجعل شبابنا تمتلئ قلوبها بالفخر والكبرياء ، ولكن هذا زمن قد ولٌى ، وذهب وبدون عودة إلى الآن.

حاضر متصارعة أحداثه:

بعد هذه الأحلام المشرقة ، والذكريات المضيئة ، نستيقظ على حاضر ملئ بالحروب الطاحنة ، واستباحة الدماء، فلو نظرنا بطرف أعيننا ، لوجدنا فتاة العرب الأبية "سوريا" ، تنتهك أراضيها ، وتستباح فيها دماء أهاليها ، بفعل دولٍ أجنبية لا تعرف حرمة الدماء ، بل ما يزيدنا حزناً ، أنها دولُ تَدعى الديمقراطية ، وتجعل من نفسها وصيةً على بقية البلدان .
وهذا أقصانا ، قبلة الإسلام ، وفخر العرب ، يهان أمام أعيننا من قوم لم يتحدثوا إلا بلغة السلاح والدمار . يقومون بقصف أهالى فلسطين دون رحمة ، ثم يظهرون على وسائل إعلام غربية ، لتزييف الحقيقة ، ونصرتهم هم ، وكأنهم هم المظلومون ، فتقوم دول الظلم لنصرتهم .
وهنالك اليمن ، يصيبها ما يصيبها من دخلاء على الإسلام ، وأهله .
وتلك العراق لم نعد نسمع لها صوت ، بعد أن كانت مدينة العلوم ، يأتى لها الناس من كل حدب وصوب ، لينهلوا من علومها وحضارتها . فضلاً عن المعاناة التى تعيشها بقية بلداننا الإسلامية من تخلف علمى وإقتصادى وثقافى .
بالرغم من معاناتنا من كل ما سبق ومرارته ، الا أننا غارقون فى حضارات الماضى ، ولهذا فليعلم الجميع وخاصة الشباب ، أن عظمة الماضى غير كفيلة للخروج من مأزقنا . بل علينا أن نتخذ من الماضى ضياءً للحاضر لإنارة المستقبل .
يجب علينا أن نصمد فى هذا العالم المظلم الذى لا يحترم إلا القوى ، ولا ينصف إلا الظالم .
ومن هذا المنطلق لا نستطيع أن ننسى أن مصر كانت صخرة الشرق ، التى لم تكن لقمة سائغة فى حلق الاعداء ، وهى الآن تحاول أن تستعيد مجدها من جديد ، محاولة ان تستخدم الماضى فى بناء المستقبل، لتظل كما كانت مفتاح الشرق وتاجه .
فهل سنعى الدرس ؟؟؟ فنستلهم من دروس الماضى لنعبر من بوابة الحاضر إلى قيادة المستقبل ؟ أم سنظل فى غيوم الحاضر وأحلامنا التى نريد أن نستيقظ منها !!!!
تابع موقع تحيا مصر علي