عاجل
السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

خفايا عن الاحتجاجات في إيران.. فقدت وهجها عندما توقفت خلال أسبوع.. شعارات الاحتجاجات كانت غير متجانسة.. لا تعكس سوى رغبة في أداء إقتصادي أفضل.. و نصف الإيرانيين يعانون من مأساة اجتماعية اقتصادية

تحيا مصر

يصادف الأسبوع الحالي الذكرى الـ 39 لإعلان الجمهورية الإسلامية في إيران، بعد قيام ما سمي بـ" الثورة الإسلامية" في عامي 1978-1977. وفي بداية العام الحالي، وبسبب مشقات اقتصادية، شهدت إيران أشد الاحتجاجات المسيسة طوال أربعين عاماً.

وفيما نشرت تحاليل عدة حول أسباب تلك الانتفاضة، يرى علي فتح الله نجاد، زميل زائر لدى مركز بروكينغز، وهو خبير في الشؤون الإيرانية لدى المجلس الألماني للعلاقات الخارجية، أن هناك أشياء غفل المحللون عن ذكرها، ولا بد من توضيحها.

بعد جغرافي
ويشير كاتب المقال لبلوغ تلك الاحتجاجات بعداً جغرافياً لا سابق له، وحيث خرج عشرات الآلاف، ومعظمهم من الشباب، ومن الطبقة المتوسطة الفقيرة المحرومة، لكن لهم آمالهم ولديهم مؤهلاتهم.

وحسب الكاتب، رغم التغطية الصحفية الواسعة الإقليمية والدولية، التي حظيت بها تلك الاحتجاجات، فقد فقدت وهجها عندما توقفت خلال أسبوع. وحينها انصرفت عنها وسائل الإعلام، وأخذت في التركيز على تظاهرات موالية للنظام الإيراني. ولكن، وبسبب أشكال القمع، وعدم مشاركة طبقة أخرى من المجتمع، فإن ذلك الغضب الشعبي لم يتلاش، بل أصبح في حالة كمون، ولربما بات في حالة غليان من تحت السطح.

تحليل الشعارات
وحسب فتح الله نجاد، من أجل فهم تلك الاحتجاجات، من الضروري تحليل الشعارات التي رفعها المحتجون. فقد انتفض الإيرانيون، طوال القرنين الأخيرين، ضد طغاة حكموهم في كل عقد تقريباً. كما إن قلة من الشعوب في العصر الحديث من التي حاربت لنيل حقوقها، قد رفعت شعارات تجسد طموحاتها السياسية والاجتماعية كما فعل الإيرانيون خلال الثورة الإيرانية في عام 1978-77، ومؤخراً إبان الحركة الخضراء لعام 2009.

شعارات غير متجانسة
وبرأي كاتب المقال، رغم عدم تجانس شعاراتها، يمكن تصنيف الانتفاضة الإيرانية الأخيرة ضمن ثلاثة مجالات موضوعية: العدالة الاجتماعية، وانتقاد المؤسسة الحاكمة، والربط بين التدخل الإقليمي الإيراني وقصوره في الداخل الإيراني. وقد تداخلت تلك الشعارات فيما بعضها.

وقد فسر بعض المعلقين – بدءاً من محافظين إيرانيين وصولاً لمحللين غربيين غير منتقدين لإدارة الرئيس الإيراني حسن روحاني – تلك الاحتجاجات بأنها لا تعكس سوى رغبة بأداء اقتصادي أفضل.

حكاية مغايرة
لكن، حسب فتح الله نجاد، تروي تلك الشعارات حكاية مغايرة، وهي تظهر مدى تشابك المظالم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في الجمهورية الإسلامية.

ويقول الكاتب إنه على رغم عدم اليقين بالمستوى الدقيق للفقر في إيران، حيث يقل متوسط الحد الأدنى عن خط الفقر، كان عدم المساواة والفقر من العوامل التي سببت الاحتجاجات، وحيث كانت مطالب اجتماعية اقتصادية في المقدمة. ولكن من خرجوا في التظاهرات هتفوا ضد الفساد والبطالة، وتراكم الثروة في أيدي قلة.

مأساة اجتماعية اقتصادية
وتشير أرقام رسمية إلى معاناة نصف الإيرانيين من مأساة اجتماعية اقتصادية، فيما قد يكون الرقم الحقيقي أعلى، وحيث يعيش 40٪ تحت خط الفقر، ونسبة البطالة بين الشباب أكثر من 30٪ ( من 40-20). كما يعيش 10 ملايين إيراني (من أصل 80 مليون) في أحياء فقيرة، وخاصة في ضواحي طهران، وحيث يفتقر نفس العدد للخدمات الرئيسية.

صدمة
ويلفت فتح الله نجاد لصدمة أصابت الإيرانيين في العام الماضي عندما نشرت صور لمشردين ينامون في مقابر مفتوحة، فيما يستعرض الأثرياء من المرتبطين بالنظام في طهران مظاهر غناهم الفاحش.

من ثم يتساءل كاتب المقال: "ماذا يمكن أن يجري لو نهض سكان الأحياء الفقيرة في المرة القادمة؟".
تابع موقع تحيا مصر علي