عاجل
السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

رئيس أمريكا الأسبق "كارتر" يدعو إلى المصالحة مع الأسد.. يناشد الحكومات الغربية بمعاودة الإنخراط مع النظام السوري والمساهمة في إعادة الإعمار.. وتحديد المسؤولية خطوة للعلاج

تحيا مصر

ذكَر الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر في صحيفة "نيويورك تايمز" بأن الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين اتفقا خلال قمة هلسينكي على وضع حد للحرب السورية ونقل القوات الإيرانية بعيداً عن الحدود السورية-الإسرائيلية. ولمح ترامب أيضاً إلى رغبته في قبول بقاء الرئيس بشار الأسد في منصبه وجهوزيته لسحب القوات الأمريكية من سوريا.

واعتبر كارتر أن هذه مجرد بداية. لكن ثمة حاجة إلى المزيد لإنهاء العنف في سوريا، مذكراً بأنه منذ 2011، احتشدت قوى غربية وشرق أوسطية على شعار "إن الأسد يجب أن يرحل"، مما أدى إلى تصلب مواقف كل الأطراف وجعل من الصعب استكشاف طرق أخرى. إلا أن الأصوات الداعية إلى تغيير النظام خفتت بعد ذلك، لكن لا يزال بعض الأصوات في دوائر السياسة الغربية تدعو إلى نقل كامل للسلطة من حكومة الأسد. واعتبر أن المقاربة الأفضل في هذه المرحلة تكمن في اختبار قدرة الحكومة على إطلاق مسار جديد يضمن احتمال تقريب الحرب من نهايتها.

بناء الديمقراطية
وناشد كارتر الحكومات الغربية، بما فيها الولايات المتحدة، معاودة الانخراط تدريجاً مع الحكومة السورية، معتبراً أنه بامكان هذه الحكومات أن تبدأ إعادة فتح سفاراتها في سوريا، بما أن غياب الديبلوماسيين الغربيين أدى إلى ضياع الفرص. كما أن على الغرب التخلي عن هدف تغيير النظام وتكييف الآمال بتغيير ديمقراطي في سوريا على المديين القصير والمتوسط. وعوض ذلك يجب أن ينصب التركيز على بناء الديمقراطية بصبر.
وفي مقابل إعادة الانخراط الغربي، حض سوريا على تطبيق الإصلاحات، والغرب على تخفيف مطالبه. وبالإضافة إلى ذلك، يجب على الغرب أن يكون مهيأً للمساهمة في إعادة الإعمار، ربما بشكل انتقائي بحسب القطاع، ذلك أن المساعدات الإنسانية وحدها ستبقى حفرة لا أساس لها طالما أن السوريين غير قادرين على إحياء اقتصادهم وخلق الوظائف، خصوصاً للشباب.

الاقتصاد السوري
ولفت كارتر إلى أن الاقتصاد السوري لا يمكن إنعاشه طالما بقيت سوريا تحت نير العقوبات التي تؤذي المواطنين العاديين. وسيكون رفع العقوبات عاملاً حاسماً من أجل حل التحديات الكبرى التي تواجه إعادة الإعمار والبطالة والإنعاش الاقتصادي. وفي حال العكس، فإن جيلاً من الأولاد السوريين الذين سيبلغون سن الرشد في السنوات القليلة المقبلة، والشباب العاطلين عن العمل الذين هم الآن في العشرينات من عمرهم، سيكونون معرضين للتجنيد من قبل المسلحين المتطرفين وتالياً يمكنهم استئناف الحرب في العقد المقبل.

الانخراط في عملية سياسية
وللبدء في معالجة هذه التحديات الكثيرة، دعا كارتر جميع المعنيين إلى الانخراط في عملية سياسية لتخفيف الحرب، وخصوصاً أن تقويض سوريا عملية السلام في جنيف أو عدم الاكتراث الأوروبي لهذه الحالة لن يؤديا إلا لمزيد من عدم الاستقرار والمعاناة .
وذكّر بانتهاكات هائلة لقوانين الحرب وحقوق الإنسان في سوريا، بما في ذلك استخدام الأسلحة الكيماوية. وبعض هذه الانتهاكات مستمر حتى اليوم. ونتيجة لذلك شُرد نصف سكان البلد، ودمرت منازلهم وسبل عيشهم. كان المجتمع الدولي شاهداً عاجزاً إزاء هذه الانتهاكات، باستثناء 2013، عندما أزالت جهود روسية-أمريكية الجزء الأكبر من مخزون الأسلحة الكيمياوية في سوريا.

تحديد المسؤولية
وخلص كارتر إلى أن تحديد المسؤولية عن الكارثة في سوريا سيكون جزءاً مهماً من العلاج بعد الحرب، لكن الأولوية الآن يجب أن تعطى لإنهاء الحرب. لقد استنتج الكثير من السوريين أن أي سلام تقريباً، حتى سلام غير كامل أو بشع، أفضل من العنف المتواصل. إن البديل هو دولة فاشلة لعقود مقبلة في قلب الشرق الأوسط.
تابع موقع تحيا مصر علي