عاجل
الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

"واشنطن بوست" تكشف نوايا "ترامب": أمريكا لا تريد حربًا مع إيران في سوريا.. تفكر في الاعتماد على الضغط السياسي لتفاد العمل العسكري.. توقعات بفشل إدارة الرئيس في إنهاء الأزمة.. وعملية سلام قد تكون الحل

تحيا مصر

رأت صحيفة "واشطن بوست" أن مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون أيقظ التحذيرات في الكونجرس خلال الأيام الأخيرة عندما أبلغ إلى الصحفيين على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة بأن الولايات المتحدة ستبقى في سوريا طالما بقيت إيران هناك، قائلاً: "لن نغادر طالما بقي الجنود الإيرانيون خارج الحدود الإيرانية، وهذا ينطبق على وكلاء إيران وميليشياتها".
وبدا ذلك كأنه تغيير أساسي في سياسة إدارة نشرت 2000 جندي في شرق سوريا، لكنها تقول إن المهمة الأساسية هي تدمير داعش.
ولمح بعض الديمقراطيين إلى أن الكونجرس لم يُعط تفويضاً شرعياً لاستهداف القوات الإيرانية في سوريا أو في أي مكان آخر.
وأضافت أنه عقب ذلك أتى التوضيح بأن البقاء "لا يعني بالضرورة جنوداً أمريكيين على الأرض" وفق الممثل الخاص لوزارة الخارجية الأمريكية حول سوريا جيمس إف. جيفري الذي أضاف: "لن نُجبر الإيرانيين على الخروج من سوريا بالقوة... لأن القوة تعني اللجوء إلى العمل العسكري... إن كل ذلك يتعلق بالضغط السياسي".
خبران جيد وسيئ
ولفتت الصحيفة إلى أن الخبر الجيد، هو أن الرئيس دونالد ترامب لا يخطط لحربٍ مع إيران في سوريا دون تفويض من الكونجرس.
أما الخبر السيئ، فيتمثل في أن إدارته لا تزال تفتقر إلى سياسة واقعية لوضع حد للنزاع الدائر، بينما الوجود الإيراني يشكل تهديداً للمصالح الحيوية للولايات المتحدة.
مفاوضات جنيف
وقال جيفري خلال إيجاز مع صحافيين إن "هدف إيران في سوريا ليس فقط دعم نظام بشار الأسد، وإنما أيضاً نشر أيضاً شبكتها من الصواريخ الطويلة المدى، وأنظمة مضادة للطائرات وأسلحة أخرى تخول لها بسط نفوذها على المنطقة"، بعد إخفاق 200 غارة إسرائيلية في وقف الإيرانيين.
لكن الاستراتيجية الأمريكية تتلخص في محاولة إحياء عملية سلام محتضرة للأمم المتحدة يعارضها الأسد بشدة.
والنظرية مفادها أنه في حال التوصل إلى تسوية سياسية مقبولة من إيران وروسيا، فإن الإيرانيين ربما يقتنعون بالانسحاب.
التصوّر الروسي
وقال جيفري إن السيناريو الذي تصورته روسيا ودمشق لـ 2018، هو أن تستعيد قواتهما ما تبقى من مناطق يسيطر عليها الثوار، وأن تنسحب الولايات المتحدة من أراضٍ تسيطر عليها في شرق سوريا، وأن تبدأ المساعدات الدولية لإعادة الإعمار بالتدفق.
وأوضح أن ترامب، الذي طالما دفع في الماضي نحو سحب القوات من سوريا يبدو مستعداً الآن لإبقائها هناك. وانضمت الولايات المتحدة إلى أوروبا في رفض توفير مساعدات لإعادة البناء قبل التوصل إلى تسوية سياسية.
الهجوم على إدلب
ولاحظت الصحيفة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين علق هجوماً جديداً كبيراً على محافظة إدلب، أين يعيش ثلاثة ملايين نسمة مع عشرات الألاف من الثوار وعناصر تنظيم القاعدة. وعوض ذلك، وافق مع تركيا على إنشاء منطقة عازلة ينسحب منها الثوار.
وقد يتيح ذلك مزيداً من الوقت أمام ديبلوماسية السيد جيفري. لكن الولايات المتحدة لا تزال تفتقر إلى رافعة ذات معنى ضد نظام الأسد. يمكنها فقط أن تأمل في أن يتوصل آخرون، مثل تركيا، وإسرائيل وروسيا، لإيجاد ظروف من أجل السلام وتالياً الإنسحاب الإيراني.
وبخلاف ذلك، فإن الولايات المتحدة ستعلق في سوريا، فتكون عاجزةً عن التحكم في الأحداث أو المغادرة، لأمد طويل.
تابع موقع تحيا مصر علي