عاجل
الإثنين 08 ديسمبر 2025 الموافق 17 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
عمرو الديب

بين التنافس والتهدئة.. الصين تفتح باب التعاون مع واشنطن بشروط صارمة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

أكدت وزارة الخارجية الصينية، اليوم الاثنين، أن بكين مستعدة للعمل مع الولايات المتحدة من أجل تحسين العلاقات الثنائية، شرط الحفاظ الكامل على السيادة والأمن والمصالح التنموية للصين دون أي تنازل.

الصين تعلن استعدادها لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة 

وجاءت تصريحات المتحدث باسم الخارجية، قوه جيا كون، خلال مؤتمر صحفي دوري ردًا على سؤال حول الاستراتيجية الأمنية الأمريكية الجديدة التي أعلنتها واشنطن مؤخرًا.

بكين: ننتظر خطوات أمريكية مقابلة

أوضح المتحدث الصيني أن بلاده تأمل بأن تتحرك الولايات المتحدة «في الاتجاه نفسه»، وتعزز الحوار، وتوسّع مساحات التعاون، وتدير الخلافات بطريقة مسؤولة، بهدف بناء علاقات مستقرة ومتوازنة بين أكبر اقتصادين في العالم.

استراتيجية أمريكية تضع الصين في قلب المنافسة

بعد سنوات ركّزت فيها واشنطن على صعود الصين كتهديد، ذكرت الاستراتيجية الأمنية الجديدة أن بكين تُعد المنافس الرئيسي للولايات المتحدة، مع تركيز كبير على الجانب الاقتصادي بدلًا من الصراع العسكري المباشر.

وتوضح الوثيقة أن واشنطن ستعمل على منع القوى المنافسة — وفي مقدمتها الصين — من امتلاك قدرات أو أصول استراتيجية حساسة، أو نشر قوات يمكن أن تهدد الأمن الأمريكي أو حلفاءه.

تايوان.. النقطة الأكثر حساسية

فيما يخص تايوان، التي تعتبرها الصين جزءًا من أراضيها، تؤكد الاستراتيجية الأمريكية التمسك بـ«الوضع القائم»، لكنها تدعو اليابان وكوريا الجنوبية إلى تعزيز دورهما الدفاعي لضمان دعم تايوان في حال تصاعد التوتر.

ويمثل ملف تايوان أكبر نقاط الاشتباك السياسي والعسكري بين بكين وواشنطن.

واشنطن تُقرّ بأهمية الهند وتدعو لتعميق التعاون

تشير الوثيقة أيضًا إلى رغبة الولايات المتحدة في توطيد علاقتها مع الهند، الحليف الآسيوي الصاعد، وتشجيعها على لعب دور أكبر في موازنة الصين.

ورغم أن نيودلهي ظلّت غير منحازة تاريخيًا، إلا أن خلافاتها الحدودية مع الصين تجعلها شريكًا استراتيجيًا مهمًا لواشنطن.

الأبعاد الجيوسياسية: منع السيطرة الصينية على أصول استراتيجية

تؤكد الاستراتيجية أن الولايات المتحدة ستعمل على منع أي قوة غير غربية — في إشارة واضحة للصين — من السيطرة على ممرات بحرية، أو منشآت اقتصادية حيوية، أو بنى تحتية حساسة، وهي إجراءات ترى بكين أنها محاولات لاحتوائها ومنع صعودها العالمي.

لماذا تسعى الصين الآن لتقريب المسافات مع واشنطن؟ (وفق مصادر موثوقة)

تشير تحليلات مراكز أبحاث دولية مثل كارنيغي ومجلس العلاقات الخارجية إلى أن أسباب التهدئة الصينية مع الولايات المتحدة ترتبط بعدة عوامل..

1. تراجع النمو الاقتصادي الصيني خلال العامين الماضيين، وحاجة بكين لبيئة دولية أكثر استقرارًا لدعم الأسواق والاستثمارات.

2. تجنب مواجهة عسكرية محتملة حول تايوان قد تُعرّض الصين لضغوط دولية وعقوبات اقتصادية ضخمة.

3. الحرب في أوكرانيا وتصاعد التوتر في البحر الأحمر، ما يجعل بكين حريصة على عدم فتح جبهة صراع جديدة مع واشنطن.

4. انخفاض الثقة لدى المستثمرين العالميين ورغبة الصين في استعادة التوازن الاقتصادي عبر تهدئة التوترات مع الولايات المتحدة، أكبر شريك تجاري لها.

5. الصراع الأمريكي–الصيني على التكنولوجيا المتقدمة وخاصة شرائح الذكاء الاصطناعي، ما يدفع بكين إلى السعي لضبط الإيقاع بدلًا من تصعيد مفتوح قد يضر بصناعاتها.

بهذه المعادلة، يبدو أن الصين تريد إدارة التنافس لا تفجيره، مع الحفاظ الكامل على خطوطها الحمراء، وفي مقدمتها السيادة والأمن القومي ومبدأ "الصين الواحدة .

تابع موقع تحيا مصر علي