من رمال الصحراء إلى ملاعب العشب الاصطناعي.. التحديات اللوجستيات في رحلة كأس العالم

بينما يركز الجمهور على الأداء داخل الملعب، تمر المنتخبات المشاركة في كأس العالم 2026 برحلة معقدة خلف الكواليس تشمل عشرات التفاصيل اللوجستية والتدريبية الدقيقة، فمشاركة منتخب مصر في مونديال أمريكا 2026 تعد واحدة من أصعب التجارب من حيث السفر، التكيف البدني، واختيار المعسكرات، نظرًا لاتساع البلاد وتنوع ظروفها المناخية والمكانية، وستكون هناك تحديات كبيرة على الفراعنة قبل البطولة، ويستعرض موقع تحيا مصر التفاصيل.

تحديات السفر الطويل: آلاف الكيلومترات وتعدد المدن المستضيفة

الانتقال من القاهرة إلى المدن الأمريكية المستضيفة يمثل تحديًا بدنيًا ونفسيًا وأبرز الصعوبات تشمل رحلة طيران تتجاوز 12 ساعة مع اختلاف في الضغط الجوي يؤثر على النوم والتركيز بجانب الحاجة إلى خطة زمنية دقيقة لمنع الإرهاق، عبر تقسيم الرحلة إلى مراحل تتضمن فترات راحة واستشفاء والتنقل الداخلي بين المدن الأمريكية، التي قد تبعد مئات الكيلومترات عن بعضها، ما يفرض إدارة متقنة للجداول الزمنية والتنقلات الجوية.

اختيار معسكرات التدريب: بين المناخ والعشب والتكنولوجيا

اختيار معسكر المنتخب في أمريكا لم يكن عملية عشوائية، بل خضع لمعايير صارمة والبداية باختيار مدينة ذات مناخ قريب من ظروف الملاعب المستضيفة، لتسهيل التأقلم السريع بجانب توفير ملاعب بعشب طبيعي أو اصطناعي من نفس النوع المستخدم في البطولة.

الاعتماد على مرافق مجهزة بتقنيات متقدمة مثل غرف الاستشفاء الباردة، وحمامات الثلج، وأنظمة مراقبة النوم والجهد البدني والقرب من مطارات داخلية لتسهيل التنقل بين المدن قبل المباريات.

فارق التوقيت: المعركة الصامتة التي تدار قبل صافرة البداية

الانتقال من التوقيت المصري إلى التوقيت الأمريكي (فارق 6–8 ساعات) يمثل تحديًا نفسيًا وفسيولوجيًا كبيرًا وللتعامل مع الساعة البيولوجية للاعبين، تم إعداد خطة تشمل:

بدء تعديل مواعيد النوم قبل السفر بأسبوعين تدريجيًا واستخدام نظارات الضوء الأزرق للتحكم في إفراز هرمون الميلاتونين.

تنظيم وجبات غذائية مرتبطة بالفترة الزمنية الجديدة وتدريب خفيف في اليوم الأول من الوصول، يليه جلسات استشفاء وتدريبات تدريجية.

التكنولوجيا في خدمة الفراعنة: البيانات الطريق إلى الجاهزية الكاملة

لم تعد كرة القدم تعتمد على الجهد البشري فقط، بل أصبحت التكنولوجيا جزءًا أساسيًا في إعداد المنتخبات الكبرى والمنتخب المصري يستخدم منظومة متكاملة تشمل:

أجهزة GPS لقياس السرعات، المسافات، ومعدلات الإجهاد أثناء التدريب وأحزمة استشعار لمراقبة نبض القلب ومستوى الأكسجين وبرامج تحليل أداء تعتمد على الذكاء الاصطناعي لرصد أنماط الحركة والضغط.

غرف نوم ذكية لتحسين جودة النوم وتقليل التعب العضلي وأنظمة تغذية رقمية تُقيّم احتياجات كل لاعب على حدة وفقًا لبيانات جسدية دقيقة وهذه الأدوات تساعد الجهاز الفني على اتخاذ قرارات لحظية أثناء البطولة لضمان أعلى مستوى من الجاهزية.

رحلة معقدة وعمل غير مرئي

إعداد منتخب مصر للمونديال الأمريكي يشبه رحلة انتقال من بيئة كاملة إلى أخرى مختلفة تمامًا، من رمال الصحراء إلى العشب الاصطناعي، ومن تقارب المدن المصرية إلى اتساع الجغرافيا الأمريكية، ورغم أن الجمهور يرى فقط 90 دقيقة داخل الملعب، فإن وراءها منظومة ضخمة من اللوجستيات، البيانات، الاستشفاء، وإدارة الوقت.