فوبيا خلف أضواء الشهرة..نجوم يواجهون خوفهم بشجاعة وراء الكاميرا
خلف بريق الشهرة، وإيقاع التصفيق، وعدسات الكاميرا التي تلتقط لحظات المجد… يعيش نجوم الفن واقعًا آخر، أقل لمعانًا وأكثر إنسانية. فبينما يراهم الجمهور أبطالاً لا يُقهَرون، تقف في الظل مخاوف حقيقية تلاحقهم في مواقع التصوير والكواليس، وتفرض عليهم مواقف تُظهر الوجه البشري الذي لا يعرفه الكثيرون. من طيور تثير الرعب، إلى أفاعٍ تشلّ الحركة، مرورًا بحشرات تُربك نجوم الأكشن
الفوبيا عند المشاهير ليست مجرد تفاصيل جانبية، بل صراعات نفسية تُظهر أن وراء الأضواء قلوبًا تخفق خوفًا وشجاعةً في آن واحد ، كيف يتعامل الفنانون مع هواجسهم، وكيف تتحوّل مخاوفهم أحيانًا إلى جزء من الأداء الفني نفسه.
سكارليت جوهانسون… جمال الطيور لا يلغي الرعب
رغم حضورها اللافت وثقتها على السجادة الحمراء، اعترفت الممثلة العالمية سكارليت جوهانسون بمعاناتها من رهاب الطيور (Ornithophobia).
خلال تصوير فيلم We Bought a Zoo، اضطرت للتعامل عن قرب مع طيور متنوّعة — بينها طاووس — ما جعل التجربة بالنسبة لها أشبه باختبار نفسي قاسٍ.
تقول إن رفرفة الأجنحة والمناقير والحركة السريعة كانت كافية لإثارة رعب حقيقي، مؤكدة أن خوفها “لم يختف رغم مرور الوقت”، في إشارة إلى أن نجوم هوليوود أيضًا يحملون مخاوف لا يراها الجمهور.
مات ديمون… أفعى في الكواليس تُعيد ذكريات الرهاب
الممثل الأمريكي مات ديمون كشف عن إصابته برهاب الأفاعي (Ophidiophobia)، وهو ما ظهر بوضوح خلال كواليس فيلم We Bought a Zoo.
وحسب روايات فريق التصوير، فقد عاش دامون لحظات من الذعر الحقيقي عند ظهور الأفاعي، حتى أن من شاهده وصفه بأنه “بكى كطفل وتحرك ذهابًا وإيابًا” بسبب شدة الخوف.
ورغم ذلك، قرر مواجهة هذا الرعب ربما التزامًا بالدور، وربما رغبة في تجاوز مخاوفه ما منح مشاهده واقعية مضاعفة.
جاك جيلينهال… حين يتحوّل رهاب النعام إلى مشهد سينمائي ناجح
وفي كواليس فيلم Prince of Persia: The Sands of Time، أعلن الممثل جاك جيلينهال بوضوح أنه طوّر رهابًا من النعام.
القصص التي سمعها عن شراسة هذا الطائر جعلته يتعامل معه بقلق شديد، حتى أن إحدى زميلاته أكدت أن خوفه في مواقع التصوير كان حقيقيًا تمامًا.
المفارقة أن هروبه من النعام في أحد المشاهد بدا واقعيًا لدرجة دفعت الجمهور لتصديقه — لأنه كان بالفعل رد فعل فطري من الرهاب، وليس من التمثيل.
نانسي عجرم… فنانة تواجه «فوبيا الحشرات» بعيدًا عن عدسات المسرح
بين الإطلالات الهادئة على المسرح والأضواء الهادئة في الكواليس، تواجه النجمة نانسي عجرم رهابًا خاصًا من الحشرات.
ورغم أن حياتها المهنية تتطلب سفرًا مستمرًا وتصويرًا في بيئات متعددة، إلا أنها تستمر في العمل، متعايشة مع هذا الخوف الذي لا يعرفه كثيرون من جمهورها.
تجربة نانسي تعكس أن الفنانات أيضًا يعشن هواجسهن الخاصة، رغم الصورة البراقة التي تراها الكاميرا.
أحمد السقا… بطل الأكشن الذي يخشى «ذبابة»
رغم صورته الراسخة كـ«فارس الأكشن» في السينما المصرية، كشف النجم أحمد السقا جانبًا غير متوقع..رهاب الحشرات.
في برنامج “شكشك شو” اعترف السقا بأن رؤية ذبابة أو حتى فراشة تكفي لجعله “يجري فورًا”، مؤكدًا أن الأمر ليس قرفًا عابرًا بل فوبيا حقيقية.
الصراع مع الرهاب أثناء تصوير فيلم «أفريكانو»
أثناء تصوير الفيلم في جنوب إفريقيا، وهي بيئة مليئة بالحشرات، عاش السقا مواقف صعبة.
وبحسب تقارير إعلامية، اضطر في أحد المشاهد إلى القفز في الماء هربًا من حشرة شعر بقربها، رغم احتمال تأثير ذلك على مشهد التصوير.
اعتراف علني وشجاعة غير سينمائية
اكد النجم احمد السقا عام 2017 أنه لا يخجل من هذا الاعتراف، مشيرًا إلى أن قوته على الشاشة لا تعني اختفاء مخاوفه خارجها، ليُقدّم صورة أكثر إنسانية وأقرب للجمهور.
أوبرا وينفري لديها فوبيا من (العلكة)
وفي ذات السياق، تشعر بالاشمئزاز الشديد أوبرا وينفري من رؤية أو سماع صوت العلكة ليس فقط مضغها بل حتي رؤيتها أو سماع صوتها
لماذا يكشف النجوم عن فوبياهم؟
ولأن المشاهير بشر مثل غيرهم، يواجهون مخاوف قد تبدو بسيطة لكنها تؤثر على حياتهم اليومية.
ولأن مشاهد التعامل مع الحيوانات قد تمثل رعبًا حقيقيًا لهم، وليس مجرد تمثيل.
لأن ما يظهر أمام الكاميرا لا يعكس لحظات الخوف والارتباك في الكواليس.
لأن بعض المخرجين يوظفون الرهاب الحقيقي لخلق أداء أكثر صدقًا وعمقًا.
ولأن الاعتراف بالخوف أصبح شكلًا جديدًا من الشجاعة الفنية والإنسانية.
تجارب هؤلاء النجوم تؤكد أن الشهرة لا تلغي الخوف، وأن القوة ليست فقط في مواجهة الكاميرا… بل في مواجهة الذات.
وربما هذا ما يجعل الجمهور يشعر بالقرب منهم أكثر: أنهم بشر… مثلنا تمامًا، يواجهون فوبيا غير متوقعة، لكنهم يكملون طريقهم رغمها.
تطبيق نبض