جامعة الدول العربية: جيش الاحتلال يتعمد تصفية الأسري واستشهاد السباتين جريمة حرب
أدان قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة (بجامعة الدول العربية )بأشد العبارات استشهاد الأسير الفلسطيني الشاب عبد الرحمن سفيان محمد السباتين (21 عامًا) من بلدة حوسان غرب بيت لحم، والذي ارتقى امس، داخل أحد المستشفيات الإسرائيلية، بعد تدهور خطير في وضعه الصحي إثر الإهمال الطبي المتعمد الذي تعرض له خلال اعتقاله.
تفاصيل الاستشهاد.. رحلة ألم انتهت بجريمة جديدة
الأسير السباتين—الذي اعتُقل قبل أشهر في ظروف وصفتها المؤسسات الحقوقية بـ (ـ"القاسية والمهينة")—كان يعاني من تدهور صحي متسارع داخل السجن، وسط امتناع إدارة مصلحة السجون عن توفير العلاج اللازم، وتأخر متعمد في نقله إلى المستشفى، ما أدى إلى دخوله في مرحلة حرجة انتهت باستشهاده.
السادس منذ بداية العام… ملف الأسرى ينزف
وأكدت جامعة الدول العربية أن استشهاد السباتين هو الشهيد (السادس) داخل السجون الإسرائيلية منذ مطلع عام 2025، الأمر الذي يعكس تصاعدًا خطيرًا في الانتهاكات الممارَسة ضد الأسرى، وخصوصًا سياسة الإهمال الطبي التي تُعد أحد أخطر أساليب التعذيب المحظورة بموجب القانون الدولي.
انتهاكات جسيمة لاتفاقيات جنيف
كما أشار البيان إلى أن استمرار إسرائيل في تجاهل اتفاقيات جنيف الثالثة والرابعة المتعلقة بحماية الأسرى والمرضى، يشكل خرقًا فاضحًا للقانون الدولي الإنساني، ويعكس سياسة ممنهجة تستهدف إضعاف الأسرى جسديًا ونفسيًا عبر ظروف اعتقال قاسية ونقص حاد في الرعاية الصحية.
إهمال متعمد.. وتعذيب بغطاء طبي
شددت الجامعة على أن ما يتعرض له آلاف الأسرى الفلسطينيين—ومن ضمنهم الأطفال والنساء وكبار السن—يمثل شكلاً من القتل البطيء. وأكدت مؤسسات حقوقية أن نحو 700 أسير مريض يحتاجون إلى رعاية صحية عاجلة، بينهم أكثر من 200 حالة حرجة، بينما تستمر سلطات الاحتلال في المماطلة وتعمد حرمانهم من العلاج.
دعوات عربية لتحرك دولي عاجل
وطالبت الجامعة العربية المنظمات الدولية، وعلى رأسها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بالتدخل الفوري للضغط على الاحتلال لتسليم جثمان الشهيد السباتين إلى ذويه، وحماية الأسرى المرضى من استمرار هذه السياسة الخطرة.
نداء للمحكمة الجنائية الدولية
كما دعت المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إلى توسيع نطاق التحقيقات في جرائم الحرب في الأرض الفلسطينية المحتلة، وإدراج جرائم الإهمال الطبي داخل السجون كملف مستقل ضمن الانتهاكات التي تستوجب المساءلة الدولية.
جدير بالذكر، يأتي استشهاد عبد الرحمن السباتين في وقت تؤكد فيه مؤسسات الأسرى ارتفاع عدد الشهداء داخل السجون منذ عام 1967 إلى أكثر من 245 شهيدًا، بينهم من ارتقى جراء التعذيب المباشر أو الإهمال الطبي أو الإعدام الميداني داخل المعتقلات.
وتشير الإحصائيات الحقوقية إلى أن 95% من الأسرى المرضى لا يتلقون علاجًا مناسبًا، وأن السجون الإسرائيلية تفتقر إلى وحدات طبية متخصصة، وتعتمد بشكل رئيسي على "مسكنات الألم" كعلاج وحيد حتى في حالات الأمراض المزمنة والخطرة.
وفي ظل استمرار هذه الجرائم، تؤكد جامعة الدول العربية أن ملف الأسرى سيبقى في صدارة أولويات العمل العربي والدولي، داعية إلى ضغط مكثف لإلزام إسرائيل بوقف سياسات التعذيب، وفتح تحقيق دولي شامل، وضمان حماية الأسرى الفلسطينيين حتى إنهاء الاحتلال ونيل الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال.
تطبيق نبض
