الولايات المتحدة ترفع العقوبات عن بوتاس بيلاروسيا مع تحسّن العلاقات الثنائية
أعلنت الولايات المتحدة رفع العقوبات المفروضة على صادرات بوتاس بيلاروسيا، في خطوة لافتة تعكس تحسّناً تدريجياً في العلاقات الأميركية البيلاروسية بعد سنوات من التوتر. ويُعد البوتاس المصدر الأهم لإيرادات النقد الأجنبي لبيلاروسيا، لا سيما قبل تشديد القيود الغربية المرتبطة بالملف السياسي والحرب في أوكرانيا.
ووفقاً لوكالة الأنباء الحكومية البيلاروسية «بيلتا»، أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترمب قراراً برفع العقوبات بشكل فوري، وذلك استناداً إلى تصريحات مبعوثه الخاص جون كول خلال زيارته إلى العاصمة مينسك. وأكد كول أن القرار يدخل حيز التنفيذ دون تأخير، واصفاً الخطوة بأنها «إيجابية ومهمة» في مسار العلاقات بين البلدين.
وقال كول، عقب محادثات استمرت يومين مع مسؤولين بيلاروسيين: «هذه خطوة جيدة جداً من جانب الولايات المتحدة تجاه بيلاروسيا، وقد بدأنا بالفعل برفع العقوبات».
تحسّن العلاقات بين واشنطن ومينسك
أشار المبعوث الأميركي إلى أن الولايات المتحدة قد تمضي قدماً في تخفيف مزيد من القيود الاقتصادية، مع عودة العلاقات مع بيلاروسيا إلى «مسارها الطبيعي»، لافتاً إلى احتمال الوصول إلى مرحلة تُرفع فيها العقوبات بشكل كامل.
ويأتي هذا التحوّل في سياق مساعٍ أميركية لإعادة بناء قنوات التواصل مع الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، المعروف بطابع حكمه السلطوي، والحليف الوثيق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وتخضع بيلاروسيا منذ سنوات لعقوبات غربية بسبب القمع السياسي الداخلي ودورها في الحرب الروسية على أوكرانيا، إذ سمحت في عام 2022 بانطلاق القوات الروسية من أراضيها باتجاه أوكرانيا.
البوتاس… ركيزة الاقتصاد البيلاروسي
يمثّل البوتاس العمود الفقري لصادرات بيلاروسيا، وهو المورد المعدني الأبرز للبلاد. وتُعد شركة بيلاروسكالي (Belaruskali) من أكبر منتجي البوتاس عالمياً، إلى جانب شركات دولية كبرى مثل أورالكالي الروسية ونيوترين وموزاييك في أميركا الشمالية.
وكانت العقوبات الأميركية التي فُرضت على «بيلاروسكالي» في عام 2021 قد دفعت مينسك إلى إعادة توجيه صادراتها عبر روسيا، ما زاد من اعتماد الاقتصاد البيلاروسي على الكرملين. وعلى الرغم من أهمية القرار الأميركي الجديد، يرى مراقبون أن تأثيره قد يبقى محدوداً ما لم يواكبه رفع للعقوبات الأوروبية.
فالاتحاد الأوروبي لا يزال يفرض حظراً يمنع مرور البوتاس البيلاروسي عبر ليتوانيا، التي كانت تشكّل سابقاً نقطة العبور الرئيسية إلى ميناء كلايبيدا على بحر البلطيق، وهو ما يقيّد قدرة بيلاروسيا على استعادة طاقتها التصديرية الكاملة.
تطبيق نبض

