عاجل
الإثنين 15 ديسمبر 2025 الموافق 24 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
عمرو الديب

نتنياهو يندد بهجوم سيدني.. ويصف معاداة السامية بسرطان ينتشر عندما يصمت القادة

تحيا مصر

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن "معاداة السامية سرطان ينتشر عندما يصمت القادة"، وذلك تعليقًا على الهجوم الذي وقع مؤخراً في سيدني

وأوضح نتنياهو أنه أرسل رسالة لرئيس الوزراء الأسترالي قبل عدة أشهر يحذر فيها من أن سياسات الحكومة الأسترالية تشجع على( الكراهية )تجاه اليهود.

سلسلة هجمات على اليهود في أستراليا
تشهد أستراليا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أكتوبر 2023، سلسلة من الهجمات المعادية للسامية استهدفت كنسًا يهودية ومباني وسيارات. ووسط هذه الأحداث،

ومن جانبة عبّر وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر عن استيائه الشديد من تصاعد العنف، مؤكدًا أن الهجوم الأخير في سيدني هو نتيجة انتشار معاداة السامية في الشوارع الأسترالية على مدى العامين الماضيين.

دعوات "عولمة الانتفاضة" والتحريض على العنف


وأشار ساعر إلى أن هذه الهجمات تأتي في ظل دعوات "عولمة الانتفاضة" المعادية للسامية والتحريضية، والتي تجسدت في الحادث الأخير. وأكد أن هذه الدعوات تؤجج العنف وتزيد من المخاطر على الجاليات اليهودية في الخارج، خاصة في المدن الكبرى مثل سيدني، حيث يقع شاطئ بوندي الشهير، الذي عادة ما يزخر بالسياح والزوار، وكان مسرحًا جزئيًا لهذه الأحداث.

ردود الفعل الدولية والمحلية

تزامنت تصريحات نتنياهو وساعر مع تحذيرات منظمات يهودية ودولية بشأن تصاعد موجة العنف في أستراليا، ودعوات إلى اتخاذ إجراءات حازمة لحماية( الجاليات اليهودية). ووصفت وسائل إعلام عالمية الحادث بأنه مؤشر على اتساع دائرة معاداة السامية على مستوى عالمي، مؤكدين على أهمية التصدي لهذه الظاهرة قبل أن تتحول إلى أزمات كبرى على الصعيد الأمني والاجتماعي.

زخم دولي يقلب المسار وردود فعل مدوّية

في خضم الحرب التي تشهدها غزة منذ أكتوبر 2023، وارتفاع حصيلة الضحايا والدمار إلى مستويات غير مسبوقة، أثارت التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول الأوضاع في أستراليا وغيرها من القضايا، ردود فعل دولية حادة وغير مسبوقة.

فقد انتقدت العديد من العواصم الغربية تصريحات نتنياهو التي وصفتها بأنها استفزازية وغير دبلوماسية، من ضمنها تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي أدان تصريح نتنياهو ووصفه بأنه ”تصريح خاطئ ومرفوض” لما يثيره من أحاسيس عدائية ويعقّد جهود مكافحة معاداة السامية بدلًا من تهدئتها، في موقف يدل على توتر متزايد بين إسرائيل وشركائها الأوروبيين.

وعلى الصعيد الثنائي، اندلعت أزمة دبلوماسية مفتوحة بين إسرائيل وأستراليا بعدما وصف نتنياهو رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز بأنه ”سياسي ضعيف تخلى عن اليهود في بلاده” واتهمه بإشعال لهيب معاداة السامية بدل مكافحتها، وهو ما أثار ردًا دفاعيًا قويًا من حكومة كانبيرا التي اعتبرت هذه اللغة غير مقبولة ودفعت إلى إلغاء تأشيرات دبلوماسية على خلفية خلافات أعمق بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

على المستوى الإقليمي، جاءت إدانات من 31 دولة عربية وإسلامية لخطابات نتنياهو التي تُنظر إليها على أنها تقويض للسلام والاستقرار، معتبرة أن مثل هذه التصريحات تمثل انتهاكًا صارخًا لأسس القانون الدولي وتشكل تهديدًا للأمن والسلم الإقليمي، وهو مؤشر على اتساع دائرة الرفض العربي للخطاب الإسرائيلي الرسمي في سياق الحرب على غزة.

وقد دفع هذا الزخم، إضافة إلى الهجوم الإرهابي الأخير في سيدني الذي أُدين دوليًا كحادث معادٍ للسامية، العديد من القادة إلى التأكيد على ضرورة تحرك عالمي مشترك لحماية الأقليات والحد من خطاب الكراهية، في وقت لا تزال فيه الجهود الدولية للسلام تبدو متعثرة وسط تعميق لسياسات النزاع واتهامات متبادلة تفاقم الخلافات الدبلوماسية.

وبهذا، لم تعد تصريحات نتنياهو شأنًا داخليًا أو سياسيًا عابرًا، بل تحولت إلى قضية ذات بعد دولي معقد، تستدعي تقييمًا سياسيًا وقانونيًا من قبل المجتمع الدولي، ويُنظر إليها من قبل خصومه كجزء من خطاب يغذي التوترات بدلًا من كبحها، في ظل مسار حرب غزة الذي طال أمده وأحدث انقسامات حادة في السياسة العالمية.

تابع موقع تحيا مصر علي