عاجل
الأحد 14 ديسمبر 2025 الموافق 23 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
عمرو الديب

مهندسو الرفة .. حكاية أيادي عم عبد الحميد في إعادة تطريز الملابس القديمة

تحيا مصر

في التاسعة من كل صباح يخرج عم عبد الحميد صاحب الـ67 عامًا من منزله ليستقر في محله البسيط المتهالك الذي غطاه غبار الزمن ماسكًا في يده الإبرة والخيط اللذين تجاوز عمرهما سنوات عديدة ليعيد بهما الملابس القديمة وكأنها جديدة

تعد مهنة رفّة الملابس القديمة من أصعب المهن فضلًا عن احتياجها إلى صبر وإصرار ومجهود مضاعف مقارنة بالمهن الأخرى فالعاملون بها يطلقون على أنفسهم مهندسي المهنة لما يبذلونه من جهد في إخراج الملابس بمختلف أنواعها في أفضل صورة.

يقول عم عبد الحميد عقبة في حديثه لموقع «تحيا مصر»: « تعلمت المهنة على يد أحد المهاجرين من بورسعيد وأنا عندي 10 سنوات واستغرقت في تعلمها 4 سنوات رغم التزامي بالدراسة لكن كنت حابب أتعلمها».

ويضيف «المهنة كان فيها عتاولة زمان والكل كان بيتسابق عليها لكن دلوقتي مفيش غير عدد بسيط من كبار السن اللي بيشتغلوا فيها والشباب عنده عزوف كبير عن المهنة وعلشان كده يوم بعد يوم بتختفي».

أما الحاج إبراهيم جار محل الرفة فيقول «90% من الشباب مش عارفين يعني إيه رفّة أصلاً هما كل اللي عندهم جديد وعلى الموضة وأي هدوم عندهم لو فيها حاجة بسيطة بتترمي وده حرام خاصة إن الظروف صعبة ونتمنى المهنة ترجع زي ما كانت أيام الزمن الجميل».
يظهر الرفافون دائمًا في الحارات والشوارع القديمة حيث يعود تاريخ المهنة إلى قرون ماضية وبالرغم من أنها مهنة لا يمكن الاستغناء عنها فإنها تصارع من أجل البقاء في ظل ظهور الماكينات الحديثة وعزوف الكثيرين عنها وهو ما يعد من أبرز أسباب اندثارها.

وفي ظل الظروف المعيشية الصعبة لا بد من وجود هذه المهنة فغيابها قد يؤثر على فئة كبيرة من المواطنين ويضطرهم لشراء الملابس باستمرار بدلًا من إصلاحها ما يشكل عبئًا كبيرًا على الدخل الشهري للأسرة لذا فإن وجودها أمر بالغ الأهمية للحفاظ على توازن ميزانية الأسرة
ويرى أصحاب المهنة أن تعليمها للأجيال القادمة أمر ضروري للحفاظ عليها من الزوال إلى جانب إدراجها للفتيات ضمن حصص ودروس الاقتصاد المنزلي في المدارس.


وبين سعي العاملين وراء لقمة العيش وظروف المواطنين التي تحول دون شراء الملابس الجديدة تبقى قضية اندثار مهنة الرفة بحاجة إلى حل جاد يحفظ وجودها بين المهن والحرف المختلفة

تابع موقع تحيا مصر علي