بعد واقعة عروسة المنوفية.. أعمال فنية سلطت الضوء على خطورة العنف الزوجي
أعادت واقعة عروسة المنوفية، التي هزّت الرأي العام مؤخرًا بعد تعرضها للتعدي بالضرب على يد زوجها ووفاتها متأثرة بإصابتها، تسليط الضوء بقوة على أعمال درامية ناقشت العنف الزوجي، باعتباره جريمة إنسانية واجتماعية لا يمكن تبريرها أو الصمت عنها.
حيث أن هذه الحادثة المأساوية التي رصد تفاصيلها موقع تحيا مصر لم تكن مجرد خبر عابر، بل جرس إنذار جديد أعاد إلى الواجهة نقاشًا قديمًا حول معاناة كثير من النساء خلف جدران المنازل، وسبق وتناولت الدراما المصرية في أكثر من عمل فني مخاطر العنف الزوجي على نفس طريقة واقعة عروسة المنوفية، محاولة كشف أبعادها النفسية والاجتماعية.
مسلسل حلاوة الدنيا
من بين أبرز هذه الأعمال يأتي مسلسل حلاوة الدنيا، الذي قدّم نموذجًا دقيقًا لتدرج العنف داخل العلاقة العاطفية، فمن خلال شخصية “حسن” التي جسدها أحمد حاتم، رصد العمل كيف يبدأ العنف في صورة سيطرة نفسية ولوم وإهانة، قبل أن يتحول إلى اعتداء جسدي صريح ضد “عاليا” التي أدت دورها أمينة خليل، المسلسل لم يكتفِ بإظهار الفعل، بل تعمّق في تفسير أسباب تقبّل الضحية للإساءة لفترة طويلة، كاشفًا عن تأثير الخوف، والارتباط العاطفي، والضغوط الاجتماعية، في انعكاس واضح لهيمنة السلطة الذكورية داخل بعض العلاقات.

مسلسل فات الميعاد
وفي السياق ذاته، جاء مسلسل فات الميعاد ليضع المشاهد أمام صورة شديدة القسوة لمعاناة امرأة تعيش في دائرة مغلقة من الإهانة والضرب، من خلال شخصية “بسمة” التي قدمتها أسماء أبو اليزيد، عرض العمل تفاصيل الحياة اليومية لزوجة تتعرض للعنف الجسدي والنفسي على يد زوجها “مسعد” الذي جسده أحمد مجدي، مسلطًا الضوء على الآثار المدمرة لهذا العنف على الصحة النفسية، والقدرة على الاستمرار، واتخاذ القرار.

مسلسل فرصة تانية
أما مسلسل فرصة تانية، فقد ناقش العنف الزوجي من زاوية أكثر تشابكًا، حيث استعرض نماذج متعددة من العلاقات السامة، وبرزت علاقة “مريم” التي جسدت شخصيتها هبة مجدي بزوجها “مدحت” الذي أداه دياب، كنموذج للعنف المركّب، الذي يجمع بين التحكم المَرَضي، والغيرة، والإيذاء النفسي والعاطفي، وصولًا إلى العنف الجسدي، ما أدى إلى تدهور الحالة النفسية للزوجة ودفع الأحداث إلى مسارات صادمة، وشارك في بطولة العمل عدد من النجوم، منهم ياسمين صبري وآيتن عامر، وهو من تأليف مصطفى جمال هاشم وإخراج مرقس عادل.

مسلسل ظلم المصطبة
ومن الأعمال اللافتة أيضًا مسلسل ظلم المصطبة، الذي قدّم صورة شديدة القسوة للعنف الأسري في البيئات المغلقة، جسّد فتحي عبد الوهاب شخصية “حمادة”، الزوج العنيف الذي يمارس الضرب المبرح ضد زوجته “هند” التي أدت دورها ريهام عبد الغفور، لتصل معاناتها إلى إصابات خطيرة كادت تودي بحياتها، في مشاهد صادمة تعكس واقعًا تعيشه بعض النساء في صمت، وشارك في العمل إياد نصار، ونجح المسلسل في إظهار الآثار الجسدية والنفسية الممتدة للعنف.
مسلسل اللي مالوش كبير
ولا يمكن إغفال مسلسل اللي مالوش كبير، الذي تناول القضية في إطار درامي شعبي، قدّمت ياسمين عبد العزيز شخصية “غزل”، المرأة التي تتعرض لعنف بدني ونفسي وتجسس وشك مستمر من زوجها، ما يدفعها للبحث عن الحماية والخلاص من زواج قهري، وشارك في البطولة أحمد العوضي وخالد الصاوي ودينا فؤاد، في عمل من تأليف عمرو محمود ياسين وإخراج مصطفى فكري.

وبينما تعيد مأساة عروسة المنوفية فتح الجراح، تؤكد هذه الأعمال أن الدراما ليست مجرد ترفيه، بل أداة وعي قادرة على كشف المسكوت عنه، وطرح أسئلة ضرورية حول العنف الزوجي، وحق المرأة في الأمان والحياة الكريمة.
تطبيق نبض