83 قنبلة و«متاهة الأنفاق».. كواليس استخباراتية غير مسبوقة تكشف كيف أغتيل حسن نصر الله؟
كشفت مصادر في الاستخبارات الإسرائيلية عن معطيات جديدة تتعلق بعملية اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله، التي نُفذت في سبتمبر 2024، مؤكدة أن العملية لم تكن وليدة قرار سريع، بل جاءت ثمرة سنوات طويلة من الرصد وجمع المعلومات الدقيقة.
«متاهة معقدة» تحت بيروت
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية عن ضباط شاركوا في العملية، أن التخطيط استند إلى متابعة مكثفة لشبكة واسعة من المخابئ والأنفاق التي يستخدمها حزب الله في بيروت، وُصفت بأنها متاهة معقدة متداخلة تمتد أسفل مبانٍ سكنية.
وأوضح أحد الضباط أن الحزب يمتلك عشرات المواقع الحساسة المرتبطة بممرات وأنفاق سرية، مشيرًا إلى أن تحديد مكان وجود نصر الله تطلب عملًا استخباراتيًا متواصلًا على مدى سنوات، وليس الاكتفاء بتحديد موقع واحد فقط.
تحليل الأعماق ونقاط الضعف
من جهتها، قالت ضابطة شابة في وحدة مكافحة التجسس إنها تولت تحليل أحد المخابئ الرئيسية على عمق يتراوح بين 20 و30 مترًا تحت الأرض، حيث ركّزت على رسم خريطة دقيقة للمداخل ومناطق الضعف، بما يسمح لسلاح الجو بتنفيذ ضربة قاضية بأعلى درجة من الدقة.
83 قنبلة لقطع طريق الفرار
وبحسب المصادر، نفذت الطائرات الإسرائيلية هجومًا جويًا مكثفًا، ألقت خلاله 83 قنبلة على الموقع المستهدف، في محاولة لضمان القضاء على نصر الله وعدد من قادة الصف الأول في الحزب، إلى جانب استهداف تقاطعات الأنفاق القريبة لمنع أي محاولة هروب.
مخاطرة استخباراتية محسوبة
وأشار ضابط برتبة مقدم إلى أنه عرض الخطة النهائية على قيادة الاستخبارات وسلاح الجو، مؤكدًا ثقته الكاملة بالمعلومات المتوافرة، لدرجة أنه وضع مستقبله العسكري على المحك في حال فشل العملية.
إعلان إسرائيلي وتحذيرات لاحقة
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن، عقب تنفيذ العملية التي حملت اسم «النظام الجديد»، عن مقتل نحو 30 عنصرًا من حزب الله، بينهم قادة بارزون في الجناح العسكري.
ورغم ذلك، حذّر ضباط في الاستخبارات من أن الحزب، ورغم تلقيه ضربة قاسية، لم يُهزم بالكامل، مشيرين إلى أن أي مواجهة مقبلة قد تختلف في طبيعتها، في ظل قيادة أقل خبرة لكنها لا تزال تمتلك قدرات عسكرية مؤثرة.
الدعم الإيراني مرشح للتصاعد
وفي السياق ذاته، قدّر مسؤولون إسرائيليون أن الدعم المالي الإيراني لحزب الله مرشح للزيادة خلال السنوات المقبلة، ليتجاوز 700 مليون دولار سنويًا، في إطار سعي طهران للحفاظ على نفوذها في لبنان عبر الحزب، الذي لا يزال يمثل أداة استراتيجية في حسابات الصراع الإقليمي.
تطبيق نبض