بسبب شجرة الكريسماس.. مشادة حادة بين زوجين في مول قبل رأس السنة
قبل أيام قليلة من احتفالات رأس السنة الميلادية، وبين أضواء الزينة المتلألئة والموسيقى التي تملأ أروقة المولات الكبرى، (تحولت) لحظة تسوق عادية إلى مشهد مشحون بالتوتر، بعدما (تسببت) شجرة كريسماس في( خلاف) حاد بين زوجين، في واقعة تعكس صدام الرغبة في البهجة مع ضغوط الواقع المعيشي.
تفاصيل الواقعة
داخل أحد المحلات الكبرى المتخصصة في بيع مستلزمات أعياد الميلاد، وقفت الزوجة تتأمل شجرة كريسماس ضخمة، مزينة بعناية، قبل أن تعلن رغبتها في شرائها، رغم أن سعرها اقترب من خمسة آلاف جنيه. وفي المقابل، بدا الزوج متحفزًا ومرهقًا، حيث حاول إقناعها بعدم جدوى إنفاق هذا المبلغ على زينة موسمية، مؤكدًا أن المبلغ نفسه يمكن أن يوفر احتياجات أساسية للأسرة من طعام وشراب للأولاد.
رصد( تحيا مصر) تصاعد الخلاف بين الطرفين سريعًا، حيث تمسكت الزوجة برغبتها، معتبرة أن الشجرة تمثل فرحة سنوية لا يجب التنازل عنها، بينما رد الزوج بانفعال واضح، رافضًا تحميل ميزانية الأسرة عبئًا إضافيًا في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة. لم يطل الوقت حتى تحول النقاش إلى( مشادة) كلامية لفتت أنظار المتسوقين، وانتهت بمغادرة الزوجين للمحل وسط أجواء مشحونة.
حين تتحول الزينة إلى أزمة
تعكس هذه الواقعة كيف يمكن لتفاصيل بسيطة مرتبطة بالمناسبات والاحتفالات أن تتحول إلى مصدر توتر داخل الأسر، خاصة حين تغيب لغة التفاهم والبحث عن حلول وسط. وكان من الممكن تفادي هذا الخلاف لو تم التفكير في بدائل أقل تكلفة، مثل شراء شجرة كريسماس صغيرة، أو اختيار زينة بسيطة تحقق البهجة نفسها دون إثقال كاهل الأسرة، بما يضمن الاحتفال بالمناسبة في أجواء هادئة ومريحة.
من مول بسيط إلى قمم الترف العالمي..نبذة بسيطة عن اغلي أشجار الكريسماس في العالم .
وبينما تتسبب شجرة بقيمة( خمسة آلاف) جنيه في خلاف أسري، يشهد العالم نماذج مذهلة من أشجار عيد الميلاد التي تتجاوز قيمتها ميزانيات دول بأكملها.
نبذة عن اغلي أشجار الكريسماس حول العالم
تُعد أغلى شجرة عيد الميلاد في العالم تلك التي أقيمت في فندق فخم على شاطئ البحر بالقرب من( ماربيا )في جنوب إسبانيا، ويتخلل الشجرة (ماس) حقيقي ، وبلغت قيمتها نحو 15 مليون دولار. الشجرة صُممت بتعاون مشترك بين فندق كمبينسكي باهيا ومصممة المشاهير ديبي وينجهام، المعروفة بإبداعاتها فائقة الفخامة، حيث سبق لها تصميم أغلى كعكة زفاف في العالم بدبي بقيمة 50 مليون يورو، وأغلى حذاء في العالم عبارة عن صندل مرصع بالذهب والماس والأحجار الزرقاء بقيمة 15 مليون يورو.
وتزينت شجرة ماربيا (بماس حقيقي) وأحجار كريمة نادرة، من بينها الماس الوردي، والأحمر، والأبيض، والأسود، ما جعلها تحفة فنية تجسد أقصى درجات الرفاهية.
وفي تقرير نشره موقع فوربس، أشار إلى أن فندق قصر الإمارات في أبوظبي سجل رقمًا قياسيًا في موسوعة جينيس عام 2010، عندما عرض شجرة كريسماس بلغت قيمتها نحو 11.4 مليون دولار. بلغ ارتفاع الشجرة 43.2 قدمًا، وتم تزيينها بـ 181 قطعة من المجوهرات، شملت أساور وقلائد وساعات مرصعة بالذهب والماس واللؤلؤ والزمرد والصفير، فيما لم تتجاوز تكلفة هيكل الشجرة نفسه بضعة آلاف من الدولارات.
كما شهدت اليابان عرض شجرة Ginza Tanaka Disney Gold الشهيرة، بارتفاع 2.4 متر، وضمت 50 شخصية من ديزني مصنوعة من ذهب خالص عيار 24 قيراطًا، بوزن بلغ 88 رطلاً، وقدرت قيمتها بنحو 4.2 مليون دولار.
وفي لندن، شيد فندق سوفيتيل سانت جيمس شجرة كريسماس فريدة من نوعها، زُينت بـ 200 زجاجة كونياك مصغرة مصنوعة من ذهب عيار 24 قيراطًا، وصنعت يدويًا على يد خبراء باكارات، وتوجتها ثريا زرقاء داكنة، ليصل سعرها إلى نحو 55 ألف دولار.
أما في طوكيو، فقد عرض متجر مجوهرات جينزا تاناكا شجرة أخرى صنعت من 12 كيلوجرامًا من الذهب الخالص، وبلغت قيمتها نحو 468 ألف دولار.
وفي عام 2007، صمم الجواهرجي الأمريكي ستيف كويك شجرة عيد ميلاد فريدة من البلاتين والماس بوزن 4.52 قيراط، على هيئة نجوم قابلة للفصل واستخدامها كقلائد، وبلغ سعرها نحو 500 ألف دولار، قبل أن تُباع في مزاد إلكتروني خُصصت عائداته لجمعية السرطان الأمريكية.
لماذا ترتفع أسعار أشجار الكريسماس حول العالم؟
ورغم ما قد يبدو مبالغة في أسعار بعض أشجار الكريسماس حول العالم، إلا أن هذا الارتفاع يعود إلى أسباب( منطقية)، أبرزها استخدام خامات نادرة وباهظة الثمن مثل الذهب الخالص والماس والأحجار الكريمة، إلى جانب التصميمات الحصرية التي تُنفذ يدويًا على يد مصممين عالميين، فضلًا عن ارتباط هذه الأشجار( بحملات )دعائية للفنادق والعلامات الفاخرة، تهدف إلى جذب الأنظار وتسجيل أرقام قياسية عالمية أكثر من كونها مخصصة للاستخدام المنزلي. كما تلعب عوامل التسويق، وندرة المعروض، وقيمة الاسم التجاري دورًا رئيسيًا في تضخيم أسعارها.
وفي المقابل، تظل هذه النماذج بعيدة تمامًا عن واقع معظم الأسر، وهو ما يفرض أهمية التعامل مع موسم الاحتفالات بروح( عقلانية)، تقوم على التفاهم وتجنب الخلافات الأسرية، والبحث عن بدائل أقل تكلفة تحقق المعنى الحقيقي للاحتفال، سواء بشراء شجرة صغيرة، أو الاكتفاء بزينة بسيطة، فالمتعة الحقيقية لا ترتبط بحجم الإنفاق، بل بقدرة الأسرة على صناعة الفرح دون ضغوط أو نزاعات.
بين شجرة بسيطة تثير خلافًا أسريًا، وأشجار تتلألأ بملايين الدولارات حول العالم، يبقى المعنى الحقيقي لعيد الميلاد ورأس السنة في البهجة والتقارب، لا في حجم الإنفاق. فربما تكون شجرة صغيرة كافية لرسم ابتسامة، دون أن تتحول إلى سبب للنزاع الأسري .
جوجل نيوز
تطبيق نبض
